زائف

هل تمّ تغيير ''شيفرة الكود'' الاسرائيلية من 729 إلى 871؟

زائف

هل تمّ تغيير ''شيفرة الكود'' الاسرائيلية من 729 إلى 871؟

تداولت مؤخّرا عديد الصفحات ورّواد مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك  و X,( المعروف سابقا بتويتر) وانستغرام و تيكتوك أخبارا مفادها أنّ اسرائيل غيّرت'' Barcode'' أو ''شيفرة الكود''  Code à Bar, الخاصّ بها لتجنّب مقاطعة منتجاتها وأنّ الكود الجديد هو 871'' وذلك  في إطار حملة المقاطعة التي شنّها العديد من المستخدمين مع تصاعد حرب إبادة الكيان الصّهيوني على غزّة منذ 07 أكتوبر 2023.

أثارت هاته التّدوينات تفاعل العديد من روّاد مواقع التّواصل الاجتماعي  منذ الأسبوع الثاني من الحرب و تواصلت إلى حدّ الآن. فقد نشر حساب على موقع التواصل الاجتماعي انستغرام تحت مسمّى ''spo_okiie'' فيديو جاء في نصّه: 

''Israel changed its barcode from 729 to 871 The Barcode changed due to the public’s boycott of israeli products .Please share and publish so that everyone can benefit ‘’ 

"غيرت إسرائيل’’ باركودها’’ من 729 إلى 871. تم تغيير الباركود بسبب مقاطعة الجمهور للمنتجات الإسرائيلية. يرجى المشاركة والنشر حتى يستفيد الجميع’’

وحقق هذا الفيديو ما يزيد عن 921 ألف مشاهدة و إعجاب قرابة 45 ألف مستخدم. 

   

حتّى أنّ بعضها تمّ مشاركته من قبل آلاف المستخدمين ومنهم من شكّك في صحّته مخلّفا العديد من التساؤلات حوله.

ممّا جعل فريق تونس تتحرّى يدقق في صحّة هذه المعطيات ليتبيّن أنّها زائفة. 



قمنا في مرحلة أولى من التدقيق ببحث معمّق على الإنترنت  باستعمال الكلمات المفاتيح عن الخبر المتداول حديثا فوصلنا إلى عدّة مقالات قديمة تعود إلى 2014 من حسابات غير رسميّة تظهر صورة ل''شيفرة كود'' يقولون أنّها لاسرائيل تمّ تغييرها من 729 إلى 871. ، حسب هذه الادّعاءات.


 تم تداول الصورة على نطاق واسع وردّا عليها قام موقع صحيفة ''L'observateur'' الفرنسيّة آنذاك بالتّحقق من هذا الخبر وتوصّلوا إلى أنّ الخبر غير صحيح وفسّروا كالآتي:

''رمز الباركود 729 لم يعد دليلاً موثوقًا لتحديد أصل المنتجات الإسرائيلية لأنه يشير إلى المقر الرئيسي للعلامة التجارية بدلاً من مكان تصنيع المنتج. على سبيل المثال، يمكن لشركة فرنسية تصنيع منتج في إسرائيل وبيعه تحت رمز باركود فرنسي (من 300 إلى 379). وكذلك، يمكن لشركة إسرائيلية لها فرع في فرنسا استخدام رمز باركود فرنسي لمنتجاتها المصنعة في إسرائيل. النص يشير إلى حالة سوداستريم'' Sodastream'' ، شركة إسرائيلية تصنع المياه الغازية، حيث يبدأ باركود منتجاتها بـ871، الذي يمثل هولندا، لأن لديها فرع هناك. هذا أدى إلى اعتقاد البعض خطأً بأن إسرائيل قد خدعتهم آنذاك..''

ماهو الباركود وماهو مصدره؟

في مرحلة ثانية وعند البحث عن مصدر ''شيفرات الكود '' وجدنا ''جي إس 1'' ''GS1'' ، وهي منظمة غير ربحية مقرها ولاية ''نيو جيرسي'' ''New Jersey'' الأمريكية، تقوم بتوحيد الباركود وتخصيصها للشركات. تؤكّد المنظّمة في موقعها الإلكتروني إن "بادئات'' شيفرة الكود'' GS1 لا تحدد البلد المنشأ لمنتج معين.''

 وتضيف أنّه يتم تعيين بادئات'' الباركود ''بناءً على موقع الشركات التي تطلبها، ولكن سلاسل التوريد العالمية تعني أن المنتجات يمكن تصنيعها في أي مكان في العالم. "لا تشير بادئة GS1 إلى أن المنتج تم تصنيعه في بلد معين أو من قبل مصنع معين؛ يمكن أن يكون قد تم إنتاجه في أي مكان في العالم".

وهكذا نستنتج أنّ 'الباركود '' أو ''شيفرة الكود'' لا يُعد دليلاً قاطعاً على بلد منشأ المنتج فالمنتج الذي يحمل رمز الباركود 729 قد يكون مُصنّعًا في إسرائيل، لكن من الممكن أيضًا أن يكون منتجًا لشركة صغيرة في بلد آخر ا اشترت هذا الرمز لتطوير عملياتها المحاسبية وإدارة المخزون. 

بالنّسبة لبادئات ''شيفرة الكود'' من  870 إلى 879 تم تخصيصها للشركات في هولندا وفقًا ل GS1، لكن هذا لا يعني استخدام هذه الأكواد من قبل الشركات الهولندية فقط، بل يشير فقط إلى أن الشركات التي طلبت هذه الأكواد لديها حضور في هولندا, وهنا نعود إلى مثال'' سودا ستريم'' .


 تقول GS1 كذلك في قسم الأسئلة الشّائعة إنه عندما تعطي شركة ما رمز باركود خاص بها (يُعرف برمز الشركة العالمي أو GCP)، فلا يجوز لتلك الشركة أن تبيع أو تؤجر هذا الرمز لشركة أخرى. كما لا يسمح لها بمشاركته مع أي شركة أخرى، سواء كله أو جزء منه. إذا حدث أي تغيير في وضع الشركة القانوني، يجب عليها إخبار منظمة جي إس 1 خلال سنة واحدة لتسهيل الانتقال. ولا يمكن نقل رمز الباركود هذا إلى شركة أخرى مختلفة عن الشركة الأصلية التي حصلت عليه.





نذكر أنّنا وجدنا كذلك مقالات باللغتين الانجليزية والفرنسية التي يعود أحدثها إلى تحقيق قامت به AFP Fact Check  في عام 2021 عن AFP Malaysia التّابعة لوكالة فرانس برس AFP الفرنسية..ووجدته آنذاك مضلّلا .



بالتّالي يتبيّن لنا أنّ ''شيفرة الكود'' 729  تصدر عن GS1 إسرائيل، بينما تصدر 871 عن GS1 هولندا لم يقع أيّ تغيير  .تمّ تداول الإدّعاءات التي تقول بأنّه تمّ تغيير شيفرة الكود الإسرائيلية من 729 إلى 871 في عدّة مناسبات وأعيد تداولها مؤخّرا مع حرب الإبادة التي يقوم بها الكيان المحتلّ على غزّة. 

تاريخ حملة المقاطعة :

وتعود جذور دعوات مقاطعة الشركات العالمية المساندة لإسرائيل إلى حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوبات  بي دي اس(BDS)، التي تدعو إلى مقاطعة المنتجات الإسرائيلية، تم إطلاقها رسمياً في 09 جويلية 2005. تم تأسيس هذه الحركة، التي يقودها الفلسطينيين، من قبل ائتلاف يضم حوالي 170 من المنظمات غير الحكومية الفلسطينية. هدفت الحركة إلى تعزيز المقاطعات وسحب الاستثمارات والعقوبات الاقتصادية ضد إسرائيل، بهدف الضغط على إسرائيل للامتثال لما تحدده حركة BDS كالتزامات إسرائيل بموجب القانون الدولي. وتشمل هذه الالتزامات الانسحاب من الأراضي المحتلة، إزالة الجدار الفاصل في الضفة الغربية، المساواة الكاملة للمواطنين الفلسطينيين العرب في إسرائيل، واحترام وتعزيز حقوق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم وممتلكاتهم.

''تتناول مطالب حركة مقاطعة إسرائيل (BDS) طموح وحقوق كافة مكونات الشعب الفلسطيني التاريخية من فلسطينيي أراضي العام 1948 إلى قطاع غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس، إلى المخيمات والشتات، والذي شرذمه الاستعمار-الاستيطاني الإسرائيلي على مراحل.'' حسب تعريفها  لنفسها في موقعها الرّسمي.. 

عودة إلى شيفرة الكود , تضع BDS movement على موقعها الإلكتروني في الجزء المخصّص لمعرفة ماذا نقاطع عديدا من المعلومات كدليل للمستخدمين على الصعيد العربي والعالمي؛ تشجع مقاطعة بعض المنتجات و الشركات..وخصّصت جزءا في الأسئلة الشائعة حول ''شيفرة الكود'' وتقول أنّه الشيفرة الرقمية (الباركود) التي تبدأ بالرقم 729 غالباً ما تكون مرتبطة بمنتجات إسرائيلية. ومع ذلك، لا تكون هذه الطريقة دقيقة دائماً في تحديد مصدر المنتج. للتأكد من أصل المنتج، يُنصح بالبحث عن ملصق المنشأ الذي يشير إلى أن المنتج "من إنتاج إسرائيل" أو سؤال البائع للتأكد من عدم كون المنتج إسرائيلياً. هذه الطرق تعتبر أكثر دقة لتحديد ما إذا كانت البضائع إسرائيلية.


بناء على كافّة المعطيات تصنّف منصّة تونس تتحرّى خبر ''تغيير اسرائيل لشيفرة الكود الخاصّة بها من 729 إلى 871'' ضمن الأخبار الزائفة.