تفسيري

ماذا تعني الهدنة في الحرب و ما هي أهم بنودها وشروطها ؟

تفسيري

ماذا تعني الهدنة في الحرب و ما هي أهم بنودها وشروطها ؟

في إطار الهدنة الوقتية التي تم التوصل إليها بين حركة حماس وجيش الإحتلال الإسرائيلي قام فريق تونس تتحرى بالبحث في أهم البنود القانونية واتفاقيات الحرب التي تناولت شروط الهدنة وتنظيمها.

تعرف الهدنة على أنها معاهدة تهدف إلى وقف الأعمال العدائية خلال الحرب بين الأطراف المتنازعة ولكنها لا تعني ضرورة نهاية الحرب إنما هي فقط وقف القتل لفترة زمنية وفي حيز جغرافي محدد. "الهدنة" أو "الهدنة الإنسانية" تعبير بات متداولا في ظل الحرب القائمة بين المقاومة الفلسطينية والكيان الصهيوني المحتل ، والمصطلح عبارة عن اتفاق بين أطراف أي صراع مهما كان عددهم على وقف اطلاق النار ووقف العمليات العدائية والهجومية لتسهيل تمرير مساعدات للسكان المدنيين أو لتسهيل خروجهم من موقع محاصر.

تعرف اتفاقية لاهاي "الاتفاقية الخاصة باحترام قوانين وأعراف الحرب البرية" ، الهدنة على أنها توقف القتال الفعلي لفترة تتفق الدول المتحاربة عليها. توقف العمليات العسكرية إلى المدة التي تتفق الأطراف عليها ، وتعلق اتفاقيات الهدنة عمليات الحرب باتفاق متبادل بين الأطراف المتحاربة ويجوز لأطراف النزاع، في حالة عدم تحديد مدة الهدنة، استئناف العمليات في أي وقت، شريطة أن يتم إنذار العدو في الأجل المتفق عليه، وفقاً لشروط الهدنة.


ومن ناحية أخرى يمكن هناك نوعان للهدنة إما أن تكون "شاملة" أو "محلية" حسب المادة 37 من اللائحة المتعلقة بقوانين وأعراف الحرب البرية. وبموجب الهدنة الشاملة تعلق عمليات الحرب في كل مكان بين الدول المتحاربة، وفقاً لنفس المادة ، كما ينبغي إخطار السلطات المختصة والجيوش رسمياً وفي الوقت المناسب باتفاقية الهدنة وتتوقف العمليات العدائية بعد استلام الإخطار فوراً، أو في الأجل المحدد.
يشار إلى أن الأطراف المتعاقدة هي التي تحدد، وفقاً لشروط الهدنة، العلاقات التي قد تنشأ في مسرح الحرب والعلاقات مع السكان والعلاقات فيما بينها.

كما أنه من الجدير ذكر أن كل انتهاك جسيم لاتفاقية الهدنة من قبل أحد الأطراف يعطي للطرف الآخر الحق في اعتبارها منتهية واستئناف العمليات العدائية في الحالة الطارئة وفقا للمادة 40 من اللائحة المتعلقة بقوانين وأعراف الحرب البرية. وعلى صعيد آخر يعطي خرق شروط الهدنة من طرف أشخاص بحكم إرادتهم الحق للأطراف الأخرى في المطالبة بمعاقبة المخالفين فقط ودفع تعويض عن الأضرار الحاصلة إن وجدت.

تهدف الهدنة إلى حماية المدنيين حيث يتعين على الأطراف المتحاربة اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية المدنيين من الأذى والأذى العرضي وإلى إدخال المساعدات الإنسانية فمن الضروري أن تتيح وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة وتأمين تقديم الرعاية الطبية للجرحى والمرضى.

كما تشترط الهدنة غالبا الإفراج عن السجناء الحربيين وعادة ما تتضمن أحكامًا تتيح للأطراف المتحاربة الإفراج عن السجناء الحربيين وتبادلهم إضافة إلى تسليم المرضى والجرحى إلى الجهات المعنية لتلقي العلاج اللازم.

وتجدر الإشارة إلى أنه من الضروري احترام الهدنة والامتثال لشروطها وعدم استغلالها لمزيد من الانتهاكات أو التصعيد.



عودة على مسار الهدنة الوقتية بين حماس واسرائيل:


•    في اليوم الأول من الهدنة، بتاريخ 24 نوفمبر 2023، أطلقت حماس سراح 13 أسير إسرائيلي بينهم 4 أطفال وأمهاتهم ونساء مسنات، إضافة إلى 10 تايلنديين وفلبيني كان من عمال المزارع في إحدى المستوطنات.

واستلمت الأسرى الإسرائيليين اللجنة الدولية للصليب الأحمر الموجودة في غزة، كما وصلت 196 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية وفقا لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وتم كذلك إدخال 129 ألف لتر من الوقود إلى القطاع عبر معبر رفح، وأجلي 21 مريضا من شمال القطاع.

في حين أطلقت إسرائيل سراح 39 امرأة وطفل فلسطيني كانوا مدانين ومحتجزين بتهم تتعلق بحيازة أسلحة وارتكاب أعمال عنف.

•    في اليوم الثاني بتاريخ 25 نوفمبر 2023 و على إثر مخالفة إسرائيل لبنود الهدنة، أعلنت حماس أنها ستؤجل الجولة الثانية المقررة من إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، حتى يلبي الاحتلال جميع شروط الهدنة، بما في ذلك الالتزام بالسماح لشاحنات المساعدات بالدخول إلى شمال غزة.

وقال القيادي في حماس أسامة حمدان إن 340 شاحنة مساعدات دخلت غزة في المجمل منذ يوم الجمعة، 268 منها كان يوم السبت، وصل منها إلى شمال القطاع 65 فقط، وهو أقل من نصف ما وافقت عليه إسرائيل، إضافة إلى أنها لم تطلق سراح المعتقلين لديها حسب الأقدمية.

وعاد اتفاق إطلاق سراح الأسرى في غزة إلى مساره مساء اليوم الثاني من الهدنة بعد حل الخلاف بشأن إرسال المساعدات إلى شمال القطاع، وسلّمت حماس الدفعة الثانية من الرهائن، وأفرجت عن 13 إسرائيلي، 6 نساء و7 قاصرين و4 تايلنديين، إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وسلّمت إسرائيل 39 أسيرا منهم 33 طفلا و6 نساء.

يذكر أن الجيش الإسرائيلي أطلق النار على مجموعة من الفلسطينيين الذين حاولوا العودة إلى الشمال، مما تسبّب بمقتل شخص وإصابة العشرات، وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

•    في اليوم الثالث من الهدنة أعلنت كتائب القسام أنها سلمت 13 أسيرا إسرائيليا و3 تايلنديين وروسيا واحدا في الدفعة الثالثة. وأطلقت إسرائيل سراح 39 أسير فلسطيني في سجونها.

•    خلال اليوم الرابع تم الافراج عن 30 قاصر و3 نساء من السجون الإسرائيلية، في حين أفرجت حماس عن 3 فرنسيين وألمانيين اثنين و6 أرجنتينيين، إضافة إلى 6 تايلنديين.

وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عن ارتفاع حصيلة شهداء الحرب الإسرائيلية على غزة إلى أكثر من 15 ألف، بعد انتشال العشرات من الجثث من تحت الأنقاض والطرقات.

وأعلنت إسرائيل انتظار موافقة حماس على تمديد الهدنة يوما إضافيا مقابل 10 رهائن إضافيين، وانتهى اليوم بتمديد الهدنة يومين إضافيين بنفس الشروط والإفراج عن 10 إسرائيليين كل يوم مقابل 30 فلسطيني من النساء والأطفال.

•    في اليوم الخامس أفرجت كتائب القسام بالاتفاق مع سرايا القدس، عن قاصر و9 نساء من بينهن نمساوية واثنتين من الأرجنتين وفلبينية. وفي المقابل أطلقت إسرائيل سراح 30 فلسطينيا نصفهم من القاصرين.

سعينا في هذا المقال أن نشرح أهم خصائص الهدنة والإجابة عن التساؤلات المتعلقة بقوانين الحرب في علاقة بالوضع الراهن.