هل تم الاتفاق على تشكيل عملة موحدة والتعامل التجاري دون جمركة بين تونس والجزائر وليبيا؟

نشرت صفحة تحمل اسم " جزائريون على العهد باقون " و العديد من مستخدمي منصة  التواصل الاجتماعي فايسبوك ، بتاريخ 24 أفريل 2024 ، خبرا يفيد "تشكيل عملة موحدة والتعامل التجاري دون جمركة بين تونس والجزائر وليبيا" .

وبالتدقيق  في الخبر من قبل منصة تونس تتحرى تبين أنه زائف .

في مرحلة أولى , قامت منصة تونس تتحرى بالبحث عن الخبر المتعلق ب"تشكيل عملة موحدة والتعامل التجاري دون جمركة بين تونس والجزائر وليبيا" وذلك باعتماد محرك البحث" Google" و إدخال الكلمات المفاتيح اللازمة فوجدنا مقالا صحفيا نشر في موقع " الجزيرة " بتاريخ 23 أفريل 2024 ،  تحت عنوان : "اتفاق جزائري تونسي ليبي على مكافحة الهجرة غير النظامية".

وجاء في المقال التالي  "خلُصت قمة تشاورية بين 3 دول مغاربية هي تونس والجزائر وليبيا إلى توافقات سياسية وأمنية واقتصادية، تشمل توحيد المواقف السياسية، وتكوين فرق عمل لتأمين الحدود ومواجهة الهجرة غير النظامية.

وأضاف المقال " على الصعيد الاقتصادي، أكد القادة ضرورة التعجيل بتنفيذ مشروع الربط الكهربائي بين تونس وليبيا والجزائر، وتطوير التعاون وتذليل الصعوبات المعيقة لتدفق السلع، وتسريع إجراءات تنقل الأفراد وإقامة مناطق تجارية حرة بين الدول الثلاث"

كما وجدنا مقالا صحفيا نشر في موقع " France 24 " بتاريخ 23 أفريل 2024 ، تحت عنوان " قادة تونس والجزائر وليبيا يتفقون على العمل معا لمكافحة مخاطر الهجرة غير النظامية" .

وجاء في المقال التالي:  "اتفق قادة تونس والجزائر وليبيا على العمل معا لمكافحة مخاطر الهجرة غير النظامية، وتوحيد مواقفهم وخطاباتهم بشأن هذه الظاهرة، وذلك في ختام اجتماع تشاوري استضافته العاصمة التونسية الإثنين. ولم يدع المغرب ولا موريتانيا للمشاركة في هذا الاجتماع، الذي يمهد لتشكيل هيئة على المستوى المغاربي" .

وأضاف المقال وفي نهاية الاجتماع، صدر بيان ختامي مشترك، أعلن فيه القادة الثلاثة أنهم "اتفقوا على تكوين فرق عمل مشتركة تعهد لها أحكام تنسيق الجهود لتأمين حماية أمن الحدود المشتركة من مخاطر وتبعات الهجرة غير النظامية وغيرها من مظاهر الجريمة المنظمة".

في مرحلة ثانية قام فريق تونس تتحرى بالبحث عن البيان الختامي  من خلال المواقع الالكترونية  وفي الصفحات الرسمية  للبلدان المشاركة على  منصات التواصل الاجتماعي فوجدنا فيديو مدته 11.17 دق تحت عنوان "البيان الختامي المشترك للاجتماع التشاوري الأول لقادة الجزائر، تونس وليبيا" تم نشره على الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية الجزائرية بتاريخ 22 أفريل 2024 وتضمن وزير الخارجية التونسي نبيل عمار وهو يتلو  البيان الختامي .

وذكر وزير الخارجية التعاون في عدة مجالات منها السياسي والاقتصادي الى جانب نصرة القضية  الفلسطينية كما تم الاتفاق على توحيد المواقف والخطابات عند التعاطي مع الدول المعنية بظاهرة الهجرة غير النظامية في شمال البحر المتوسط والدول الأفريقية وجنوب الصحراء.

ولم يتضمن البيان الختامي ما يفيد بتشكيل عملة موحدة والتعامل التجاري دون جمركة بين تونس والجزائر وليبيا .

يذكر أن قادة  دول كل من تونس والجزائر وليبيا كانوا قد  اتفقوا سابقا على عقد لقاء مغاربي  تشاوري كل ثلاثة أشهر ولكن هذه المبادرة لقيت انتقادات كبيرة من المغرب  حيث  اتهمت وسائل إعلام مغربية الجزائر بمحاولة تشكيل تحالف مغاربي ضدها .

من جهته، أكد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أن هذا التكتل ليس موجها ضد أي جهة كانت وأن الباب مفتوح لكل دول المنطقة, و هذا  حسب ما ورد في مقال صحفي نشر في موقع "صوت المغرب".

بناء على هذه المعطيات  تصنف منصة تونس تتحرى الخبر المتعلق ب" تشكيل عملة موحدة والتعامل التجاري دون جمركة بين تونس والجزائر وليبيا "  ضمن الأخبار الزائفة.