مضلل

هل يوثّق الفيديو عملية حرق حديثة من قبل المتظاهرين الأتراك للقنصلية الإسرائيلية في إسطنبول؟

مضلل

هل يوثّق الفيديو عملية حرق حديثة من قبل المتظاهرين الأتراك للقنصلية الإسرائيلية في إسطنبول؟

تداولت صفحات و حسابات على موقع التواصل الاجتماعي ايكس (تويتر سابقا)  على غرار ''الأحداث الاسرائيلية'' و'' راصد للأحداث" بتاريخ 27  ماي و 28 ماي 2024  و ''زهير قاسم'' مقطع فيديو مدّته 24 ثانية يظهر قيام شبان بإشعال حريق في مبنى و أرفق  بالتعليق التالي: “عاجل الأتراك يحرقون القنصلية الإسرائيلية في إسطنبول ويهتفون الموت لاسرائيل”. وذلك على خلفية  القصف الإسرائيلي الأخير لمخيم النازحين الفلسطينيين في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

حقق الفيديو العديد من التفاعلات (أكثر من 21 ألف مشاهدة في بعضها) و بالتدقيق فيه من قبل تونس تتحرّى تبين أنه مضلل. 

 في مرحلة أولى  من التدقيق,  قمنا بإدخال الفيديو على أداة InVID التي تقوم بتجزئة الفيديوهات إلى العديد من الصور وتمكن من القيام بالبحث العكسي لكل صورة على حدة من خلال اختيار ''Keyframes''. بعد تقسيم الفيديو إلى مقاطع من الصّور قمنا بالبحث العكسي عبر إدخال بعض الصور على محرّكات TinEye و Google Lens و Yandex Image. 


أضفى البحث إلى بعض المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي بعضها فنّد هذه الادعاءات مع الذكر أنّها تعود لفيديوهات قديمة تعود إلى تاريخ 18 أكتوبر 2023 ..


بزيارة الرّابط الذي أشارت إليه بعض الحسابات وجدنا أنّه لشبكة القدس الإخبارية باللغة الإنجليزية  ( وكالة إخبارية فلسطينية) التي نشرته  بتاريخ 18 أكتوبر 2023 على صفحتها الرّسمية على تويتر مع العنوان ''أضرم المحتجون الغاضبون النار في قنصلية الاحتلال الإسرائيلي في إسطنبول للتنديد بمجزرة مستشفى المعمداني الليلة الماضية في غزة، والتي أسفرت عن مقتل ما يقرب من ألف مدني فلسطيني.'' 

وبالبحث من خلال الكلمات المفاتيح عن خبر ''التنديد بمجزرة مستشفى المعمداني في اسطنبول'' تبيّن لنا توثيق الحدث من قبل وسائل إعلامية و وكالات أنباء على غرار شبكة الأناضول و قناة الجزيرة الاخبارية و هررتز العبرية   حيث تظاهر مئات الأتراك أمام سفارة الاحتلال الإسرائيلية في العاصمة أنقرة وقنصليتها بإسطنبول تنديدا بقصف مستشفى الأهلي المعمداني في قطاع غزة.

 وردد المتظاهرون آنذاك  هتافات مناهضة لإسرائيل ومتضامنة مع الفلسطينيين وقطاع غزة مثل "إسرائيل القاتلة أخرجي من فلسطين"، وكانوا يحملون أعلام تركيا وفلسطين. أعرب المشاركون عن غضبهم من قصف المستشفى، وفي بعض الأحيان قام المحتجون بإطلاق التكبيرات. في إسطنبول، قام بعض المحتجين بإلقاء البيض على مبنى القنصلية وحرق علم إسرائيل. حاول بعض المتظاهرون تجاوز الحواجز التي وضعتها قوات الأمن، مما أدى إلى حدوث مناوشات واضطرار الأمن لاستخدام الغاز المسيل للدموع.


ويذكر أنّ مجموعة من المحتجين تجمّعوا أمام السفارة الأمريكية بالعاصمة التركية أنقرة الاثنين 27 ماي 2024 احتجاجا على القصف الإسرائيلي لمخيم النازحين الفلسطينيين في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، استجابة لدعوة "منصة أنقرة للتضامن مع فلسطين".

ورفعوا لافتات كتب عليها "من النهر إلى البحر، فلسطين حرة"، "ارفعوا أيديكم الملطخة بالدم عن غزة". 

بالتالي يتبيّن لنا أنّ الفيديو المتداول قديم ولا يظهر إحراق القنصلية الإسرائيلية في اسطنبول، وليس له علاقة بالمظاهرات التي خرجت تنديدًا بمجزرة المخيمات وهو بالتالي يصنف ضمن المعطيات المضللة.