الكاتب :Wided Bchainia
وداد بشاينية صحفية شابة متحصّلة على الاجازة الوطنية في الصحافة بمعهد الصّحافة وعلوم الاخبار منوبة مهتمة بالشأن البيئي
هل تم فتح سفارة لإسرائيل في تونس سابقا؟
هل تم فتح سفارة لإسرائيل في تونس سابقا؟
نشر موقع ''Middle East Eye''" MEE ( موقع إخباري إلكتروني تأسس سنة 2014 يركز على أخبار وتحليلات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ينشر محتواه بشكل رئيسي باللغة الإنجليزية مع توفّر محتويات باللغة العربية ) بتاريخ 03 جوان 2024 مقالا باللغة الإنجليزية عنوانه ''Tunisia bans Palestinian keffiyeh in exam halls citing concerns over cheating'' أي'' تونس تحظر ارتداء الكوفية الفلسطينية في قاعات الامتحانات بداعي مخاوف من الغش'' وقد لاقى المقال تفاعلات واسعة خاصة في منصّة التواصل الاجتماعي انستغرام أغلبها كان استنكارا وحتى دعوات من قبل النشطاء و المدوّنين لحذف المقال وما احتواه.
و قد ورد في الفقرة السابعة منه أن ''الحكومة التونسية أغلقت السفارة الإسرائيلية في تونس وطردت السلك الدبلوماسي الإسرائيلي. منذ ذلك الحين، لم تتم استعادة العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين تونس وإسرائيل.''
يجدرالذكر أنّه تمّ تعديل الفقرة المذكورة بعد ساعات من النشر والإشارة لهذا التعديل فيما بعد '' ملاحظة المحرر: ذكر إصدار سابق من هذا التعليق إغلاق السفارة الإسرائيلية في تونس. تم تعديل التعليق ليعكس أنه كان إغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي في العاصمة.''
ولكن رغم هذا التعديل ظلّ مستخدمو وسائل التواصل الإجتماعي يشاركون النسخة الأولية من المقال بصفة مكثّفة و يشيرون إلى أنه كانت توجد بالفعل سفارة إسرائيلية بتونس.
و بالتّدقيق في هذا الادعاء من قبل منصة تونس تتحرّى تبين أنّه زائف.
في مرحلة أولى من التدقيق, حاولنا الاتصال بوزارة الخارجية التونسية عديد المرات لكن دون جدوى.
في مرحلة ثانية, قامت منصة تونس تتحرى بالبحث في هل كان يوجد بالفعل سفارة إسرائيلية بتونس أم لا و وجدنا أنه لم تكن هناك سفارة إسرائيلية في تونس وأنه ليس هناك أي سجلات تاريخية تشير إلى إقامتها تبونس في أي وقت مضى .
تجدر الإشارة إلى أن هذا الادّعاء يتناقض مع الموقف الرسمي المعلن لتونس من الكيان المحتل، والذي يتمثل في عدم الاعتراف به ومقاطعته.
لمزيد من التثبت, قمنا في مرحلة ثالثة بالاتصال مع الدبلوماسي والسفير الأسبق عبد الله العبيدي الذي أعلمنا أنه صحيح لم تكن توجد سفارة إسرائيلية بتونس لكن في المقابل تمّ فتح قنوات اتّصال بين تونس و الكيان الصهيوني عبر سفارتيهما في بلجيكا لرعاية المصالح. و أضاف أنه في مرحلة موالية تم تبادل فتح مكتبي اتصال لرعاية المصالح سنة 1996 وعينت كل منهما مندوبا دائما لدى الآخر حيث تم حينها تعيين الوزير الأسبق للشؤون الخارجية خميس الجهيناوي بمكتب تل أبيب. كما أشار أن هذه المكاتب تتّسم بصبغة التمثيلية الديبلوماسية رغم أنّها حسب تعبيره كانت العلاقات تتسم بالبرود و قد تم غلق هذه المكاتب سنة 2000.
بمزيد من البحث وجدنا مقال منشور من قبل وكالة الأنباء الكويتية " كونا" يتحدث عن إغلاق السلطات التونسية لهذه المكاتب في شهر أكتوبر سنة 2000 احتجاجا على قمع الاحتلال الإسرائيلي للانتفاضة الفلسطينية وأشار أنه لم يتم فتحها مجددا.
و قد نشر موقع الكتيبة التونسي مقال تفسيري بقلم الصحفي وائل ونيفي تحت عنوان ''ما الذي تغيّر في تونس : من الدبلوماسية الهادئة الى ديبلوماسية التصعيد'' و في جزء منه يتحدث عن جهود الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي لتعزيز العلاقات مع الغرب، وخاصة الولايات المتحدة، من خلال السماح بزيارات وفود إسرائيلية لتونس خلال مفاوضات السلام الإسرائيلية الفلسطينية التي انتهت باتفاقية أوسلو في عام 1993. بعد الاتفاقية، بدأ بن علي بفتح قنوات اتصال مع إسرائيل عبر سفارتي البلدين في بلجيكا في عام 1994 ، وتطورت العلاقات إلى فتح مكاتب اتصال متبادلة. ومع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية في عام 2000 والمجازر الإسرائيلية، قررت تونس إغلاق مكتب اتصالها مع إسرائيل وطرد المكتب الإسرائيلي من تونس، تأييدًا للقرارات العربية ودعمًا لحق الفلسطينيين في إقامة دولة على حدود 1967.( حسب تعريف الموقع هي مجلة رقمية تفاعلية متعددة اللغات (عربي، فرنسي، انجليزي). تنشر باللهجة العاميّة التونسية أيضا لتبسيط الموضوعات الشائكة والمعقدة.).
بناء على هذه المعطيات تصنّف منصّة تونس تتحرّى ما ذكر حول ''فتح سفارة لإسرائيل في تونس سابقا'' ضمن المعطيات الزائفة.
الكاتب :Wided Bchainia
وداد بشاينية صحفية شابة متحصّلة على الاجازة الوطنية في الصحافة بمعهد الصّحافة وعلوم الاخبار منوبة مهتمة بالشأن البيئي