مضلل

هل تظهر هذه الصورة سفينة ''Tutor'' التي غرقت مؤخّرا ؟

مضلل

هل تظهر هذه الصورة سفينة ''Tutor'' التي غرقت مؤخّرا ؟

نشرت بعض الصفحات والحسابات على منصة التواصل الاجتماعي ايكس (تويتر سابقا) على غرار حساب  '' Dr. Mohammad Al Jammal'' و ''أحمد الحيفي '' و ''عين الاخبارية''  صورة تظهر فيها سفينة غارقة وأرفق  الفيديو بتعليق يقول: "قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية إنه يُعتقد أن الحوثيين أغرقوا سفينة ثانية في البحر الأحمر، وهي السفينة توتور.

وأفادت تقارير سابقة بتعرض ناقلة الفحم توتور ذات الملكية اليونانية للقصف بصواريخ وقارب ملغوم مسير في 12 يونيو الجاري، وكانت المياه تتسرب إليها.''

وقد قامت العديد من  الحسابات بتداول الصورة في منصات التواصل الاجتماعي بشكل واسع مما دعا منصة تونس تتحرى للتثبت فيها  لتبين أنها صورة مضللة. 

في مرحلة أولى من البحث, قمنا بادخال الصّورة على محرّكات البحث العكسي عن الصور مثل ''TinEye'' , ''Google Lend , ''Microsoft Image'' للرجوع إلى مصدرها,  لكننا لم نجد أي أثر للصورة المتداولة  التي كتب عليها ''Tutor'' بل صورة للسفينة الغارقة في السواحل التونسية وعبارة ''XELOR'' تكاد تكون ممحية .

 فوجدنا العديد من المقالات التي تعود إلى شهر أفريل 2022 مرفقة بصورة السفينة الغارقة في السواحل التونسية الحاملة لعبارة ''XELOR". و جاء في أغلب عناوينها ''غرق سفينة المحروقات: إيطاليا تدعم جهود تونس ببارجتين ومعدات أخرى''ووثقت وكالة الأنباء AFP  و فرنس 24 الخبر وتحدثا  عن إعلان مصدر قضائي تونسي  بتاريخ 16 أفريل 2022 غرق سفينة شحن تجارية تنقل 750 طنا من الوقود تعرضت لحادث بحري بسبب سوء الأحوال الجوية قبالة السواحل الجنوبية لتونس وتم إجلاء طاقمها المكون من سبعة أشخاص.

وقال الناطق الرسمي بإسم محكمة قابس  لوكالة الأنباء الفرنسية "غرقت السفينة اليوم في المياه التونسية". وأضاف  آنذاك"حتى الآن ليس هناك تسرّب للوقود" موضحا أن لجنة الكوارث ستجتمع "لاتخاذ القرارات في صورة ما حدث تلوث".   وقالت وزارة البيئة في بيان لها  إن السفينة التجارية "كسيلو" ترفع علم غينيا الاستوائية وتحمل الرقم "آي أم أو 7618272". وهي "محملة بحوالي 750 طنا من مادة القازوال" حسب الوزارة.

وقد تم تداول حادثة الغرق من قبل العديد من وسائل الإعلام المحلية و العالمية كموزاييك  و الشرق الأوسط و سكاي نيوز.


كما قمنا بادخال الصورة على أداة  ''Foto forensics''  التي تقوم بتحليل الصور الرقمية بهدف اكتشاف التعديلات عليها أو التلاعب بها و تعتمد على تقنيات الفحص الرقمي وتحليل الصور لتقديم معلومات حول الأشياء التي يمكن أن تكون مخفية في الصور أو تم تعديلها بطرق غير مرئية بالعين المجردة. 

وبادخالها بينت لنا نتائج Foto forensics'' أنّ عبارة ''Tutor قد أضيفت حديثا ممّا يبيّن تلاعبا واضحا بالصورة.


 نذكر أنّ هذه الادعاءات تم تداولها بعد  نشر تقارير تفيد بأن ناقلة الفحم "توتور"، التي تعود ملكيتها لشركة يونانية، ربما غرقت في البحر الأحمر بعد أسبوع من تعرضها لهجوم من الحوثيين في اليمن. هيئة عمليات البحرية البريطانية، المسؤولة عن مراقبة حركة الشحن التجاري في الممر المائي الحيوي، أفادت في تحديث أمس بأنها رصدت حطام السفينة وزيوتها في موقع آخر معروف لها.

الهيئة أعلنت أنها "تعتقد بأن السفينة قد غرقت"، ونصحت السفن الأخرى بأخذ الحيطة في المنطقة. السفينة تعرضت لهجوم بصواريخ و زورق مفخخ تحكم عن بعد من قبل الحوثيين في 12 جوان 2024 قبالة ميناء الحديدة على البحر الأحمر، وتسربت المياه إلى داخلها وفقاً لتقارير سابقة.
بناء على المعطيات التي تمّ دكرها سابقا تصنف منصة تونس تتحرى الصورة التي تم تداولها والتي ادعى ناشروها أنّها للسفينة ''Tutor'' التي غرقت مؤخّرا ''' ضمن المعطيات المضللة.