الكاتب :صابر العياري
صابر العياري ، صحفي مختص في الصحافة الإلكترونية ورئيس تحرير سابق لعدد من المواقع الإلكترونية
هل تحتل إيران المرتبة 14 في الترتيب العالمي لانتشار الجريمة المنظّمة؟
هل تحتل إيران المرتبة 14 في الترتيب العالمي لانتشار الجريمة المنظّمة؟
نشرت ألفة الحامدي رئيسة حزب الجمهورية الثالثة بيانا على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك بتاريخ 14 جوان 2024 بيانا كردّ من الحزب وتعبيرا عن رفضه لقرار وزارة الخارجية التونسية الصادر بتاريخ 14 جوان 2024, و الذي يتعلق بإعفاء حاملي جوازات السفر الإيرانية من تأشيرة الدخول لتونس.
وذكر البيان أن " إيران تحتل المرتبة الرابعة عشر عالميا في الترتيب العالمي لانتشار الجريمة المنظّمة (global criminality index)".
وبالتدقيق في هذه المعلومة تبين أن ترتيب إيران صحيح.
قامت منصة تونس تتحرى بداية بالاطلاع على تقرير مؤشر الجريمة المنظمة العالمي 2023 global criminality index والصادر عن المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية Global Initiative against Transnational Organized Crime. فوجدنا أن إيران (الجمهورية الإسلامية الإيرانية) صُنّفت في المرتبة 14 من مجموع 193 دولة وتحصلت على 7.03 في المؤشر ، كما تحتل المرتبة 6 من بين 46 دولة في قارة آسيا و المرتبة 4 من بين 14 دولة في آسيا الغربية.
وأشار التقرير أن الاتجار بالبشر هو قضية واسعة الانتشار في إيران، وتشمل الاتجار بالجنس والعمل القسري وتجنيد الأطفال وتقع البلاد على طول أحد طرق الاتجار بالبشر في المنطقة، حيث يتم تهريب الشابات من آسيا إلى أوروبا والخليج. ويتم تهريب الإيرانيين أيضًا إلى دول الخليج والقوقاز وكردستان العراق.
وتتركز الهجرة غير النظامية في المقام الأول على طول حدود البلاد مع أفغانستان وتركيا، حيث تعتمد الاقتصادات المحلية في سيستان وأرومية إلى حد كبير على الإيرادات من سوق تهريب البشر.
ويعد تهريب الأسلحة وفق التقرير عنصرا أساسيا في الإستراتيجية الجيوسياسية الإقليمية لإيران التي تعتبر موردا رئيسيًا للأسلحة التقليدية لدول غرب آسيا، وكذلك شمال إفريقيا وروسيا ويساهم دعم طهران في تعزيز القدرات العسكرية في سوريا والعراق ولبنان والسودان واليمن والأراضي الفلسطينية والصومال في حين أن التورط الإيراني في سوق تهريب الأسلحة يؤدي إلى انتشار مبيعات الأسلحة غير المشروعة في جميع أنحاء غرب آسيا، وتمتلك إيران أسواقًا كبيرة للسلع المقلدة والسلع غير الخاضعة للضريبة.
وأضاف التقرير أن سوق المخدرات غير المشروعة في إيران - في المقام الأول الهيروين والميثامفيتامين - منتشر وتمثل إيران حصة كبيرة من مضبوطات الهيروين في جميع أنحاء العالم، ويأتي معظمها من أفغانستان ويتجه إلى تركيا والاتحاد الأوروبي ومنطقة الخليج وخارجها. تعد إيران من بين أرخص الأماكن في العالم لشراء الهيروين، وتعد البلاد من بين أكبر منتجي الميثامفيتامين في العالم، ويتم تهريب حصة كبيرة من المخدرات من إيران إلى دول أخرى في غرب آسيا وأوروبا وجنوب شرق آسيا.
وأشار التقرير إلى أن إيران تشتهر بقدراتها السيبرانية الهجومية القوية، وتستهدف هذه الجرائم القطاعين العام والخاص الوطني والأجنبي، بما في ذلك المعارضة السياسية والناشطين والصحفيين والكيانات والبنية التحتية والمنظمات الحيوية. واستهدفت الجهات الفاعلة الإيرانية بشكل متزايد الكيانات الحكومية في دول مثل الولايات المتحدة وإسرائيل، وكذلك في الاتحاد الأوروبي والخليج. وكانت هناك زيادة خاصة في هجمات برامج الفدية من قبل الجهات المدعومة من إيران. وقد استهدفت عمليات برامج الفدية التي ترعاها الدول، مثل "Project Signal" و"SpoofedScholar"، مؤسسات أكاديمية ومراكز بحثية ومجلات معروفة في غرب آسيا وخارجها.
كما تعد الجرائم المالية قضية منتشرة في إيران، حيث يعد الاحتيال الاقتصادي وسوء استخدام الأموال والاختلاس والتهرب الضريبي على نطاق واسع من أكثر أنواع الجرائم المالية شيوعًا في البلاد. وتضاعف عدد قضايا الفساد والاختلاس في البلاد ثلاث مرات في السنوات الأخيرة. وتتعلق غالبية هذه الحالات إما بموظفين حكوميين أو أشخاص معينين في مناصب إدارية في الكيانات الاقتصادية التي تديرها الدولة،وذلك بتحويل تريليونات الدولارات من الأموال العامة إلى الحسابات المصرفية للنخب السياسية ورجال الدين البارزين وغيرهم من الإيرانيين البارزين.
ويتم تنفيذ الأنشطة الإجرامية في إيران من قبل جهات فاعلة وشبكات إجرامية تابعة للدولة ويُزعم أن الحرس الثوري الإيراني لديه علاقات دائمة مع المنظمات الإجرامية والإرهابية داخل البلاد وخارجها. ويُعتقد أن الجهات الفاعلة التابعة للدولة في إيران متورطة في تهريب الأشخاص والمخدرات،فضلاً عن تهريب النفط وغيرها من جرائم الموارد غير المتجددة. وتتمركز الشبكات الإجرامية في طهران، وكذلك في المحافظات الشرقية والغربية ويشير التقرير إلى نقابات شبيهة بالمافيا موجودة في إيران وتشارك في الغالب في غسيل الأموال والجرائم المالية.
بناء على هذه المعطيات تؤكد منصة تونس تتحرى أن الإدعاء بأن إيران تحتل المرتبة 14 في الترتيب العالمي لانتشار الجريمة المنظّمة هو خبر صحيح.
الكاتب :صابر العياري
صابر العياري ، صحفي مختص في الصحافة الإلكترونية ورئيس تحرير سابق لعدد من المواقع الإلكترونية