مضلل

هل يظهر هذا الفيديو أعمال عنف حديثة جدت أثناء مظاهرات بباريس ؟

مضلل

هل يظهر هذا الفيديو أعمال عنف حديثة جدت أثناء مظاهرات بباريس ؟

تداولت مجموعة من الصفحات و رواد  مواقع التواصل الإجتماعي على غرار صفحة "عبدالرحمن" على منصة " اكس" فيديو يظهر مشادات ومظاهر عنف بين مجموعة من المتظاهرين وأعوان الشرطة الفرنسية. و أرفق الفيديو بالتعليق التالي: "هكذا قام المواطنون الفرنسيون بالدفاع عن المتاجر من النهب الذي يقوم به المهاجرين غير الشرعيين ، اضطر المواطنون للقيام بذلك في ظل انعدام الأمن".


يأتي تداول هذا الفيديو إثر انطلاق دورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024، التي بدأت في 26 جويلية والتي تستمر فعالياتها إلى غاية 11 أوت الجاري.


فريق تونس تتحرى دقق في صحة  الفيديو المتداول وتبين أنه مضلل.




في مرحلة أولى ، قمنا بتقسيم الفيديو إلى مقاطع مصورة وعرضها على مختلف  محركات البحث العكسي  في الصور على غرار TinEye - و-Yandex و Google images search. تحصلنا على نتائج مختلفة أهمها مقال نشرته صحيفة "Le Monde" الفرنسية بتاريخ 5 جويلية 2023 بعنوان "كيف استغل نشطاء اليمين المتطرف أعمال الشغب لتنفيذ أعمال عنف"، وقد ذكر  المقال أنه  "بعد وفاة نائل ،في 27 جوان، وقعت مئات المدن  فريسة لأعمال شغب نادرة الحدوث مما دفع    مجموعات من  اليمين المتطرف إلى "الدفاع" عن عدة مدن في فرنسا، من أجل "إرساء النظام". وقد أرفق المقال بتقرير يحتوي على مقطع الفيديو المتداول. 




يشار إلى أن ناشطي اليمين المتطرف قاموا بالاعتداء بشكل عنيف على متظاهرين احتجوا ضد الشرطة بعد مقتل شاب من أصول جزائرية في 27 جوان 2023، وشهدت عدة مدن وبلدات فرنسية أعمال شغب واعتداء على الممتلكات، خلال احتجاجات على مقتل الفتى نائل مرزوق البالغ من العمر 17 عامًا، بعدما أطلق شرطي النار عليه خلال عملية تفتيش مروري في مدينة نانتير الفرنسية.




وجدنا أيضاً مقالاً  منشور على موقع صحيفة "Libération" الفرنسية  بتاريخ 5 جويلية 2023 بعنوان: "وفاة نائل: الميليشيات اليمينية المتطرفة تقوم بأعمال شغب". تحدث المقال عن أعمال العنف التي هزت فرنسا منذ وفاة الشاب، حيث أن مجموعات من الناشطين اليمينيين المتطرفين استغلوا هذه الفوضى لتنفيذ هجمات عنيفة على المتظاهرين، تحت ذريعة "إحلال النظام"، و"تعويض غياب فعالية الشرطة". وقد احتوى المقال على صورة مقتطفة من مقطع الفيديو المتداول.


بناء على المعطيات المقدمة تصنف منصة تونس تتحرى الفيديو الذي ادعا ناشروه أنه يوثق  دفاع مواطنين فرنسيين عن متاجر من النهب من قبل مهاجرين غير نظاميين ضمن الفيديوهات المضللة.