زائف

هل ترفض 67 دولة الاعتراف بالنتائج الرئاسية التونسية؟

زائف

هل ترفض 67 دولة الاعتراف بالنتائج الرئاسية التونسية؟

نشر الناشط السياسي ثامر بديدة بتاريخ 14 أوت 2024 على حسابه على موقع التّواصل الاجتماعي فيسبوك  خبرا مفاده: "أنّ هناك 67 دولة حتى الآن ترفض الاعتراف بالانتخابات الرئاسية التونسية ، والتي يصفها بأنها مزورة. يُزعم أن هذه الدول قد اتخذت موقفها بناءً على تقارير صادرة من مكتب محاماة دولي في فرنسا ومنظمات دولية مثل الشفافية الدولية (Transparency International) والمنظمة الدولية للنظم الانتخابية (IFES)". ولم يتمّ  ذكر أسماء هذه الدّول ..

وقد جاء في نصّ التدوينة '' عاجل...مبروك للشعب التونسي المحتل 67 دولة الى حد الآن لن تعترف بانتخابات قيس سعيد المزورة.أعلمنا منذ قليل من رجالات تونس بالخارج وفي اتصال مع مسؤول أممي رفيع المستوى في المنظمة الدولية للشفافية Transparency international  ومسؤول لدى المنظمة الدولية للنظم الانتخابية IFES  أنه وقبل اختتام العطلة الصيفية والعودة للعمل مطلع سبتمبر أنه على ضوء التقارير الصادرة من مكتب المحاماة الدولي بفرنسا ، ووفق تقرير مؤشر الفساد لدى الانتخابات المزورة في تونس شكلا ومضمونا من إقصاء للمترشحين وترهيب للمواطنين في جمع تزكيات عبر استعمال أجهزة الدولة ومهزلة بطاقة عدد 3 وإخضاع الهيئة الانتخابية كجهة غير مستقلة منحازة للمرشح قيس بن منصف سعيد فإن 67 دولة مع الجهات الأممية لن تعترف بانتخابات قيس سعيد الى حد الآن وسنسعى بارتفاع العدد في الفترة القادمة في اختراق لكل معايير دولية والقانونية والمعاهدات.'' 

انتشرت التدوينة بشكل واسع وحققت مئات التفاعلات و المشاركات.

 وبالتّدقيق في الخبر من قبل منصّة تونس تتحرّى تبيّن أنّه زائف. 

في مرحلة أولى من البحث عن الخبر في مختلف وسائل الإعلام المحليّة والعالميّة من خلال إدخال بعض الكلمات المفاتيح المتعلقة بخبر ''مقاطعة الانتخابات الرئاسية من قبل 67 دولة '' لم نجد أي أثر له. 

في مرحلة ثانية، تواصلنا مع مسؤول حقوق الإنسان في مكتب مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان مكتب تونس أحمد العلوي، والذي أكد لنا أنه لا توجد تقارير رسمية حديثة حول هذا الموضوع، وأن التقارير عادةً ما تُصدر بعد الانتخابات بناءً على مجموعة من المؤشرات، وليس أثناء سير العملية الانتخابية. كما نفى صحة الخبر المروج.

في مرحلة ثانية، تواصلنا مع أحمد الدريدي، مسؤول مشروع أول في المؤسسة الدولية للنظم الانتخابية - تونس، وأوضح أن الخبر لا أساس له من الصحة، وأن المؤسسة لم تنشر أي تقارير متعلقة بهذا الموضوع.

وبالاطلاع على الموقع الرّسمي للمؤسسة ومختلف صفحاتها على مواقع التّواصل الاجتماعي فيسبوك, اكس (تويتر سابقا) و انستغرام لم نجد أي أثر لتقارير أو منشورات حديثة حول موقفها من الانتخابات التونسية الرّئاسية القادمة المقرّرة في 06 أكتوبر 2024. 

كما اطّلعنا كذلك على موقع منظّمة الشفافية الدّولية Transparency international التي لم تصدر أي تقارير حديثة حول الشأن الانتخابي التونسي ، وقد حاولنا الاتّصال بمكتب المنظّمة في تونس لمزيد من التّثبّت لكن دون جدوى. 

بناء على جميع المعطيات التي تمّ ذكرها سابقا تصنّف منصة تونس تتحرى الخبر الذي ادعى ناشره الناشط السياسي ''ثامر بديدة'' أنّ  67 دولة ترفض الاعتراف بالنتائج الرئاسية التونسية '' ضمن الأخبار الزائفة.


هذا التقرير أُنجز ضمن تحالف تدقيق الانتخابات الذي تقوده الشبكة العربية لتدقيق المعلومات AFCN من أريج والشبكة الإفريقية لتدقيق المعلومات Africa Facts.