هل أصدرت منظمة الصحة العالمية تعليمات لحكومات العالم بالاستعداد للإغلاق بسبب تفشي مرض جدري القرود ؟

تداول عدد من الرواد و الصفحات على مواقع التواصل الإجتماعي  اكس (تويتر سابقا) وفيسبوك على غرار صفحة باسم "Ian Jaeger" تدوينة جاء فيها : "عاجل: منظمة الصحة العالمية أصدرت تعليمات لحكومات العالم بالاستعداد للإغلاق بسبب تفشي مرض جدري القرود".

يأتي تداول هذا الخبر على خلفية تفشي مرض جدري القردة بعد أن أعلنت منظمة الصحة العالمية يوم 14 أوت الجاري أن جدري القردة ، وهو عدوى فيروسية تسبب اعراضا تشبه أعراض الأنفلونزا وإصابات جلدية ، يشكل حالة طوارئ صحية عامة عالمية بعد انتشار سلالة جديدة من الفيروس، في جمهورية الكونغو الديمقراطية ودول أخرى.

فريق تونس تتحرى دقق في الخبر المتداول وتبين أنه زائف.

في مرحلة أولى  من التدقيق , قمنا بالبحث عن الخبر في وسائل الإعلام العالمية والمحلية ولم نجد أي خبر يفيد إعلان أو الإشارة إلى اقتراب إعلان الحجر الصحي أو الإغلاق في أي من الدول. 

 من جهة أخرى وجدنا العديد من التقارير والمقالات على موقع "رويترز" و"سي إن إن" التي تداولت خبر إعلان منظمة الصحة العالمية عن تفشي مرض جدري القردة و تصنيفه كحالة طوارئ صحية عالمية.

اطلعنا في مرحلة ثانية على الموقع الرسمي لمنظمة الصحة العالمية حيث لم نجد أي بيان أو إعلان عن إغلاق محتمل نتيجة لتفشي مرض جدري القردة. في حين عثرنا على بيان نشر بتاريخ 14 أوت 2024 بعنوان : "المدير العام لمنظمة الصحة العالمية يعلن تفشي مرض جدري القردة كحالة طوارئ صحية عامة تثير قلقا دوليا" وجاء في البيان أن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أعلن أن ارتفاع حالات الإصابة بـ جدري القردة في جمهورية الكونغو الديمقراطية وعدة بلدان أفريقية يشكل حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقًا دوليًا. جاء هذا القرار بناءً على توصية لجنة الطوارئ التابعة للوائح الصحية الدولية، التي أكدت إمكانية انتشار المرض بشكل أكبر داخل أفريقيا وربما خارجها. كما أقر البيان بأن الدكتور تيدروس سيصدر توصيات مؤقتة للدول بناءً على تقرير اللجنة. البيان الصحفي الصادر عن منظمة الصحة العالمية، أعلن عن "حالة طوارئ صحية عامة مثيرة للقلق على المستوى الدولي"، ولكن لم يذكر أي عمليات أو نيات إغلاق حاليا.

اطلعنا أيضاً على الموقع الرسمي لوزارة الصحة  التونسية التي نشرت بتاريخ 15 أوت 2024 بلاغاً حول الإجراءات الوقائية المتخذة لمنع تسرب حالات"جدري القردة" إلى تونس ، و جاء في نصّه التالي : "على إثر إعلان منظمة الصحة العالميّة أن جدري القردة تمثل حالة طوارئ دوليّة، وبعد التقصي والمتابعة في الموضوع، تعلم وزارة الصحة جميع المواطنين أنها لم تسجل أي حالة لمرض جدري القردة وافدة كانت أم محليّة بالبلاد".

كما أشار البلاغ إلى أن وزارة الصحة اتخذت جميع الإجراءات لتدعيم المراقبة الصحية واليقظة والترصد في البلاد خاصة على مستوى المعابر من طرف المراقبة الصحيّة الحدوديّة.

عثرنا أيضاً على تصريح للمتحدث باسم منظمة الصحة العالمية ، نشرته وكالة رويترز للأنباء ، قال فيه أن" المنظمة لم توجه الحكومات في جميع أنحاء العالم للاستعداد للإغلاق بسبب تفشي فيروس جدري القردة ، على عكس المنشورات التي تمت مشاركتها على وسائل التواصل الاجتماعي". وقال خبراء الأمراض المعدية لرويترز إن" عمليات الإغلاق لن تكون إجراءً محتملاً أو فعالاً للحماية من انتشار المرض ، حيث انه فيروس ينتقل من خلال الاتصال الجسدي الوثيق، بما في ذلك الاتصال الجنسي".

يشار إلى أن منصة تونس تتحرى نشرت بتاريخ 16 أوت 2024 مقالا تفسيريا حول مرض جدري القردة والذي شرحنا فيه الأعراض وكيفية التوقي والعلاج بالعودة إلى مصادر مختصة من وزارة الصحة.

بناء على المعطيات التي تم تقديمها تصنف منصة تونس تتحرى خبر " إصدار منظمة الصحة العالمية تعليمات لحكومات العالم بالاستعداد للإغلاق بسبب تفشي مرض جدري القرود" ضمن الأخبار الزائفة.