زائف

هل أن القطار الرابط بين تونس والجزائر هو القطار الوحيد الرابط بين بلدين في إفريقيا والعالم العربي؟

زائف

هل أن القطار الرابط بين تونس والجزائر هو القطار الوحيد الرابط بين بلدين في إفريقيا والعالم العربي؟

تداولت العديد من الحسابات و الصفحات على موقعي التواصل الاجتماعي إكس (تويتر سابقاً) و فيسبوك خبراً مفاده أن القطار الذي يربط بين تونس والجزائر، والذي استأنف رحلاته بين محطة غار الدماء التونسية الواقعة على الحدود و مدينة عنابة الجزائرية في 11 أوت 2024 برحلة انطلقت من تونس في اتجاه الجزائر ، "هو القطار الوحيد الذي يربط بين بلدين في العالم العربي والقارة الأفريقية".


فريق تونس تتحرى دقق في الخبر المتداول وتبين أنه زائف.

بحثنا بداية عن تقارير أو معطيات تفيد بوجود قطارات تربط بين دول أفريقية، فتحصلنا على نتائج مختلفة منها قطار يربط جنوب أفريقيا وموزمبيق، وآخر يربط  زامبيا تنزانيا، و قطارين يربطان جنوب أفريقيا بكلّ من زيمبابوي وبوتسوانا، وغيرها.

و وجدنا في موقع سكاي نيوز مقالا يفيد أن أول مشروع خط سكك حديدية عابرة للدول تمثل في القطار الأزرق (The Blue Train) الذي يربط بين بريتوريا في جنوب أفريقيا ومدينة بولاوايو في زيمبابوي، و هو قطار فاخر يستهدف السياح، منذ عام 1946. 

ثاني مشروع خط السكك الحديدية في أفريقيا هو مشروع "تازار" الذي تم إطلاقه في عام 1970. يمتد هذا الخط من مدينة دار السلام الساحلية في تنزانيا إلى منطقة حزام النحاس في وسط زامبيا. ويعدّ خط سكك الحديد المعروف أيضاً بإسم أوهورو، و البالغ طوله نحو 1,860 كيلومترًا، وسيلة ربط مهمة بين مجتمعات سكنية ريفية في تنزانيا وزامبيا.


وجدنا أيضًا تقريرًا نشرته شبكة فرانس24 يشير إلى أن إثيوبيا وجيبوتي قد أطلقتا في أكتوبر 2016 خط سكك حديدية يربط بين البلدين بطول 700 كيلومتر، وتم تنفيذه بواسطة شركتين صينيتين. يساهم هذا الخط الحديدي في نقل بضائع تزن 3500 طن في الرحلة الواحدة على القطار السريع، بالإضافة إلى توفير خدمة قطار ركاب يستوعب ثلاثة آلاف مسافر. وأشار تقرير فرنس 24  إلى أن خط جيبوتي - أديس أبابا، الذي أُعلن عن دخوله حيز التشغيل التجاري في عام 2018، يُعد إحياءً لمشروع السكك الحديدية بين البلدين.


في المرحلة الثانية من بحثنا، ركزنا على المشاريع المتعلقة بالسكك الحديدية التي تربط بين الدول العربية. وتبين أن هناك العديد من المشاريع الجارية لقطارات تربط بين الدول العربية، لكن معظمها متوقف حاليًا أو يواجه تحديات كبيرة بسبب النزاعات السياسية، أو الظروف الأمنية، أو مشكلات في البنية التحتية، أو لا يزال قيد الإنجاز.

تشمل القطارات التي تربط بين الدول العربية عدة خطوط رئيسية، منها: سكة حديد الحجاز التي كانت تربط بين دمشق والمدينة المنورة، لكنها تعرضت للتخريب خلال الثورة العربية. كذلك، وجدنا مشروع خط سكة حديدية بين مصر والسودان الذي أُعلن عن دخوله حيز التنفيذ عام 2022، ومشروع الخط الحديدي بين الأردن والعراق، بالإضافة إلى الخط الحديدي بين المغرب والجزائر الذي توقف عن العمل عام 1994 بعد أن أغلقت الجزائر الحدود البرية مع المغرب بسبب فرض المملكة تأشيرات دخول على المواطنين الجزائريين.


بناء على المعطيات التي تم تقديمها تصنف منصة تونس تتحرى الخبر المتداول والذي يفيد بأن "مشروع خط السكك الحديدية الرابط بين الجزائر وتونس هو الأول إفريقياً وعربياً" ضمن الأخبار الزائفة.