تفسيري

ماهو دور التطبيقة الإلكترونية التي أطلقتها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات ؟

تفسيري

ماهو دور التطبيقة الإلكترونية التي أطلقتها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات ؟

في إطار الاستعدادات للانتخابات الرئاسية المرتقبة يوم 06 أكتوبر 2024، أطلقت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات تطبيقة إلكترونية جديدة تهدف إلى تحسين مراقبة العملية الانتخابية وضمان سيرها بشكل سلس وشفاف. هذه التطبيقة أثارت العديد من التساؤلات حول طبيعتها وأغراضها. في هذا السياق، سعى فريق "تونس تتحرّى" بالتعاون مع فريق "تفنيد"، ضمن تحالف تدقيق الانتخابات الذي تقوده الشبكة العربية لتدقيق المعلومات (AFCN) التابعة لأريج، والشبكة الإفريقية لتدقيق المعلومات (Africa Facts)، إلى توضيح بعض المعطيات المتعلقة بالتطبيقة من خلال التواصل المباشر مع الجهات الرسمية.


تواصل فريقنا مع المكلفة بالإعلام بالهيئة العليا المستقلة للانتخابات  أسماء بن مسعود، التي أكدت لنا أن التطبيقة الجديدة تُستخدم لثلاثة أغراض رئيسية:

متابعة حضور الأعوان: لضمان التزام الطواقم الانتخابية في مكاتب الاقتراع.

نسبة الإقبال: لمراقبة نسبة المشاركة الانتخابية وتحديثها بشكل فوري خلال يوم الاقتراع.

الرفع السريع للنتائج: لتسهيل وتسريع عملية جمع النتائج والإعلان عنها بعد انتهاء التصويت.

كما أوضح عضو مجلس الهيئة العليا المستقلّة للانتخابات أيمن بوغطاس المزيد من التفاصيل حول كيفية عمل هذه التطبيقة ودورها في العملية الانتخابية خلال مداخلته بتاريخ 4 أكتوبر 2024  في برنامج ميدي شو الذي يبث على اذاعة موزاييك اف ام.

حسب بوغطّاس بعد إتمام الناخب لعملية التصويت ومغادرته مكتب الاقتراع، يُعرض عليه جهاز لوحي (Tablette) يمكنه من خلاله المشاركة بشكل طوعي في استطلاع للرأي حول نوايا التصويت. يُشدد السيد بوغطاس على أن هذه العملية تتم بسرية تامة، حيث لا يتم جمع أي بيانات شخصية عن الناخب، بل يُقدَّم التصويت الإلكتروني بشكل مجهول تمامًا. الناخب يستطيع ببساطة اختيار المرشح الذي يرغب في التصويت له دون أن يُطلب منه تقديم أي معلومات شخصية.

كما أضاف أن هذه التطبيقة تأتي في إطار علمي لجمع العينات الإحصائية المتعلقة بنوايا التصويت. إلا أنه وفقًا للقانون الانتخابي التونسي، يحظر نشر نتائج استطلاعات الرأي أو أي معلومات مرتبطة بالعملية الانتخابية قبل إغلاق جميع مكاتب الاقتراع. وهذا يعني أنه لا يجوز تداول نتائج استطلاعات الرأي أو نسب المشاركة خلال يوم الاقتراع، ويُسمح بذلك فقط بعد انتهاء العملية الانتخابية وإغلاق كافة المكاتب.


بفضل انتشار الهيئة على مستوى مكاتب الاقتراع في كامل تراب الجمهورية، تُعتبر هذه التطبيقة أداة فعّالة لمراقبة العملية الانتخابية بشكل علمي وموضوعي. فهي تتيح للهيئة متابعة سير العملية من البداية إلى النهاية، مع احترام كامل لسرية وخصوصية الناخبين.

أكد السيد بوغطاس أن مشاركة الناخبين في هذه التطبيقة تكون طوعية بالكامل. بعد إتمامهم لعملية التصويت، يُعرض عليهم التابلت للمشاركة، لكنهم غير مجبرين على ذلك. إذا رغبوا في المشاركة، يتمكنون من الإدلاء برأيهم حول المرشح الذي اختاروه بسرية تامة.

نلفت الانتباه إلى أن تطبيقة سبر الآراء هذه تُعد الأولى من نوعها في تونس، وأصدرتها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في إطار التحضيرات للانتخابات الرئاسية التونسية المقررة في 6 أكتوبر 2024، نظرًا لغياب أي عمليات سبر آراء من جهات خاصة.