هل أثارت صحيفة الغارديان البريطانية مؤخّرا القضايا المتعلقة بثامر بديدة؟

نشر الناشط السياسي ثامر بديدة على حسابه على موقع التّواصل الاجتماعي فيسبوك بتاريخ 28 أكتوبر 2024 منشورا مفاده التالي:  '' صحيفة الغارديان البريطانية تثير القضايا الملفقة ضد المعارض ثامر بديده منها الحكم ضده ب 9 سنوات من أجل سرقة هاتف سنة 2016 من وحي خيال السلطة للانتقام من مواقفه السياسية..علقت صحيفة الغارديان البريطانية عن واقع حقوق الإنسان والحريات في تونس وتدرجت في حديثها مواصلة قضاء قيس سعيد هرسلة معارضين السلطة بقضايا ملفقة حيث افاد

" إن واقع الحريات وحقوق الإنسان في تونس محاط بالمخاطر، فقد حكمت محكمة تونسية على معارض تونسي ثامر بديده 9 سنوات سجن في قضية سرقة هاتف جوال ٱثارت سخرية رواد مواقع التواصل الإجتماعي في تونس'' 

وقد نشر ثامر بديدة التدوينة مرفقة بفيديو يتحدث فيه عن تنديد صحيفة "الغارديان" بما وصفه "تهمًا ملفقة ضده"، مستعرضًا لقطة شاشة زُعم أنها من مقال للصحيفة تحت عنوان باللغة الإنجليزية: "Fabricating Cases Against Opponents Of Kais Saied, Including The Sentencing Of Tunisian Opposition Figure Thamer Bdida To 9 Years In Prison"، ويعني: "فبركة قضايا ضد معارضي قيس سعيد، بما في ذلك الحكم بسجن المعارض التونسي ثامر بديدة لمدة 9 سنوات". تداولت بعض الصفحات، مثل "بوليتيكات Politiket"، هذا الادعاء على نطاق واسع . 

وبالتدقيق فيها من قبل منصّة تونس تتحرّى تبيّن أنّ الخبر زائف و الصّورة مفبركة. 

في مرحلة أولى من التّدقيق قمنا بالبحث عبر محرك غوغل و إدخال  الكلمات المفاتيح التالية: ''فبركة قضايا ضد معارضي قيس سعيد، بما في ذلك الحكم بسجن المعارض التونسي ثامر بديدة لمدة 9 سنوات '' .قادتنا نتائج البحث للمحرّك جوجل إلى مجموعة من المقالات لكلّ من ''الاذاعة الوطنية'' و جريدة الشروق'' و ''Business News''  و ''موزاييك اف ام '' بتاريخ 25  أكتوبر 2024  وتتحدّث كلّها عن إصدار المحكمة الابتدائية بتونس حكمًا بالسجن لمدة تسع سنوات ضد المدون ثامر بديدة، بتهم الاحتيال والسرقة باستغلال النفوذ. القضية تعود إلى تنبيه من شركة اتصالات حول استغلال بديدة بطاقات انخراط تخص النقابة الوطنية لقوات الأمن الداخلي لشراء هواتف جوالة والحصول على أموال بطرق غير قانونية. كما تُلاحقه السلطات بتهم تتعلق بالإرهاب والتحريض على العنف، بعد أن أصبح من معارضي النظام التونسي رغم دعمه السابق له. 

أمّا بخصوص ردود الأفعال العالمية وعلى وجه الخصوص لصحيفة الغارديان البريطانية فلم نجد أي أثر لما تداوله ثامر بديدة. 

في مرحلة ثانية وللمزيد من التّثبت قمنا بإدخال الصّورة التي زعم ثامر بديدة أنّها لقطة شاشة لمقال من الصّحيفة تحت عنوان "Fabricating Cases Against Opponents Of Kais Saied, Including The Sentencing Of Tunisian Opposition Figure Thamer Bdida To 9 Years In Prison"، ويعني: "فبركة قضايا ضد معارضي قيس سعيد، بما في ذلك الحكم بسجن المعارض التونسي ثامر بديدة لمدة 9 سنوات" 

أدخلنا الصورة في محركات البحث العكسي للصور على غرار  "Google Lens" و"TinyEye" و"Microsoft Image"، ولم يظهر أي دليل على وجودها في الصحيفة. وبالعودة إلى الموقع الرسمي لـ"الغارديان" في القسم الخاص بتونس، وجدنا مقالًا نُشر بتاريخ 23 أكتوبر 2024 بعنوان: "EU refuses to publish findings of Tunisia human rights inquiry". وبمقارنة هذا العنوان بالصورة المتداولة، تبين لنا اختلافه التام عن العنوان المذكور، مما يؤكد أن الصورة مفبركة ولا أصل لها في الصحيفة.

بناء على جميع المعطيات التي تمّ ذكرها سابقا تصنّف منصّة تتحرّى الخبر  الذي نشره الناشط السياسي ثامر بديدة''  أثارت صحيفة الغارديان البريطانية مؤخّرا القضايا المتعلقة  بثامر بديدة'' والصورة المرفقة له ضمن الأخبار الزائفة.