الكاتب :أيوب ضيف الله
صحفي متحصل على شهادة الماجستير في الصحافة متعددة المنصات، مهتم بالميديا الجديدة والشأن السياسي
هل صحيح أن الرئيس الأسبق محمد المنصف المرزوقي لم ينقد رئيس الجمهورية قيس سعيد قبل تاريخ 25 جويلية 2021؟
هل صحيح أن الرئيس الأسبق محمد المنصف المرزوقي لم ينقد رئيس الجمهورية قيس سعيد قبل تاريخ 25 جويلية 2021؟
صرح رئيس الجمهورية الأسبق محمد المنصف المرزوقي في حوار على قناة فرانس 24، بتاريخ 12 أكتوبر 2021، أنه لم ينقد رئيس الجمهورية قيس سعيد قبل تاريخ 25 جويلية 2021، في المجالات السياسية، الاقتصادية أو غيرها من القضايا حيث جاء تصريحه على النحو التالي: " هل تكلمت يوما في هذا الرئيس؟ هل نقدته أبدا؟ إلى لحظة الانقلاب كنت دائما أتوجه له بالقول نحن في أزمة خانقة لا بد للرؤساء الثلاثة أن يكونوا متفقين إلى غير ذلك." فريق تونس تتحرى تثبت من تصريح محمد المنصف المرزوقي، فتبين أنه زائف.
تونس تتحرى تقدم لكم المعطيات المتمثلة في حوارات أو تدوينات نشرتها صفحة الرئيس الأسبق محمد المنصف المرزوقي الرسمية بمنصة التواصل الاجتماعي "فايسبوك" تفيد بعكس ما صرح به على قناة فرانس 24.
بتاريخ 20 جانفي 2021، نشر المنصف المرزوقي تدوينة على "فايسبوك" تعليقا على احتجاجات الشباب في تونس في تلك الفترة وما قدمته الثورة التونسية لهؤولاء بعد عشر سنوات من مرورها حيث جاء فيها: " وفي الانتخابات الرئاسية سنة 2019، هل كان الدور الثاني بين مترشحين ثورين أم بين مهندس من مهندسي الثورة المضادة ومترشح لا علاقة له لا من قريب أو بعيد بالثورة" ونشر المرزوقي هذا المنشور في سياق الحديث عن تقيمه للعشرة سنوات من الثورة.
كما كتب في 21 جانفي 2021، على صفحته على "الفايسبوك" بخصوص دعوة بعض الشباب لتغيير النظام السياسي، اذ طالب عدد من المواطنيين خلال زيارات رئيس الجمهورية قيس سعيد لجهات مختلفة من البلاد إلى "حل مجلس النواب "على خلفية هذا، اعتبر المرزوقي أن السبب المباشر لهذه المطالب هو فشل الطبقة السياسية حسب قوله: " سؤالي أتأتمنون رجلا انقلب على الدستور الذي أقسم على الحفاظ عليه؟ ماذا ستفعلون عندما ستتصدى قوى لا تتخيلونها للانقلاب وسأكون أولها؟"
في تاريخ 9 أفريل 2021، وعلى خلفية الزيارة التي قام بها رئيس الجمهورية قيس سعيد إلى جمهورية مصر، كتب محمد المنصف المرزوقي تدوينة جاء فيها: " هذا الرجل لم يعد يمثلني، هذا الرجل لا يمثل الثورة التي سمحت له بالوصول إلى للسلطة، هذا الرجل لا يمثل استقلال تونس، وحدة دولتها، مصالحها، قيمها والأهم من هذا كله شرفها الذي هو أغلى ما يملكه إنسان أو شعب..."
كما صرح الرئيس الأسبق في العديد من الحوارات الصحفية منها في جريدة القدس العربي بتاريخ 7 أفريل 2021، بما يفيد نقد الرئيس، عندما سأله المحاور بخصوص اختفاء تونس عن الساحة الدولية صرح:" للأسف الشديد، من جملة الأشياء التي تسببت بها الثورة المضادة هي تراجع ثم اختفاء دور تونس على الساحة الدولية. وأهم شيء بنظري هو الملف الليبي، فلما كنت رئيساً اخترتُ أن تكون ليبيا أول وجهة خارجية لي، واصطحبت معي وفداً مكوناً من وزراء من مختلف الاختصاصات؛ لأني أعتبر أن ليبيا هي المتنفس الطبيعي للاقتصاد والأمن القومي التونسي. وصدقني، عندما أقول لك إنه وعلى مدى ثلاث سنوات من رئاستي، أول نقطة كنت أتحدث فيها في مجلس الأمن القومي كانت تتعلق بليبيا، وكان هناك تبادل مستمر للزيارات بيني وبين المسؤولين الليبيين. لكن بعد خروجي من السلطة، تغيرت كل المعطيات، فصارت ليبيا بالنسبة لهم قضية ثانوية. ثم تكررت الأخطاء. فكيف وصل بهم الأمر ليقولوا عندما كان حفتر يهاجم طرابلس إنهم يقفون على مسافة واحدة منه ومن الحكومة الشرعية؟ لقد كانت طرابلس بالنسبة لي خط الدفاع الأخير عن الثورة التونسية. ثم قصة استدعاء رؤساء القبائل إلى تونس. فكيف حصل ذلك ونحن نريد بناء دولة قانون ومؤسسات؟ وأخيراً، فضيحة الزيارة الأخيرة للرئيس سعيد لليبيا التي تمت من دون تنسيق مع الحكومة، ولذا فأنا أقول لك إن حصيلة السياسية الخارجية صفر، وهذا نتيجة جهل تام بالتاريخ والجغرافيا. فالليبيون أقرب شعب إلى تونس، والليبيون بأمس الحاجة للتونسيين مثلما أن التونسيين بأمس الحاجة لليبيين، لكن هذه السياسة الحمقاء ضيعت علينا الكثير، وهذا ما لا أغفره للحكم الحالي."
من خلال البحث أكثر وفي الموقع الخاص بمحمد المنصف المرزوقي تمكنا من العثور على نص كتبه بتاريخ ماي 2021، الخطاب الشعبوي في عالم السياسية، حيث جاء فيه: " لنَصف هذه الفكرة بالساذجة والبدائية حتى لا نصل لاتهامها بالهذيان والجنون. وبما أن كل القصة تُختزل في الصراع بين الأنا والمؤسسات، فمن الضروري تسليط الضوء على هذا الأنا الذي يحلم بأن يكون الدولة والشعب، ولِم لا كليهما معا."
كما قال في نفس المقال: " على العكس من هذا ترى الاستبداديين والشعوبيين يقسّمون المجتمع إلى " هم" و "نحن" إلى خَونة ووطنيين. قد يتذكر البعض فظاعة أغنية "أنت شعب وِاحْنا شعب" التي صاحبت الانقلاب على الديمقراطية في مصر، ذلك الصيف المشؤوم." حيث اتهم سعيد في هذا المقال "بالرغبة في تقسيم التونسيين"
استنادا لكل هذه المعطيات نؤكد أن تصريح الرئيس الأسبق للجمهورية التونسية محمد المنصف المرزوقي، بتاريخ 12 أكتوبر 2021، على قناة فرانس 24، بالتصريح الزائف.
الكاتب :أيوب ضيف الله
صحفي متحصل على شهادة الماجستير في الصحافة متعددة المنصات، مهتم بالميديا الجديدة والشأن السياسي