تفسيري

ماذا نعرف عن متحور أوميكرون الجديد؟

تفسيري

ماذا نعرف عن متحور أوميكرون الجديد؟

بعد أن بدأت أغلب دول العالم في الاعتقاد أنها عبرت شوطا هاما في محاربة جائحة كورونا بفضل توفر اللقاحات المضادة للفيروس ، تراجعت الآمال ثانية في السيطرة على الجائحة بعد اكتشاف السلالة الجديدة التي أطلقت عليها منظمة الصحة العالمية اسم "أوميكرون" ;والتي تنتشر حاليا في حوالي 50 دولة عبر العالم ويجري الباحثون في مختلف أنحاء العالم حاليا دراسات للتوصل إلى فهم أفضل لمتحور أوميكرون  حسب ما أوردته منظمة الصحة العالمية وانقسمت آراء العلماء والباحثين بين من يرجح أن تكون هذه النسخة المتحورة من الجائحة أشد فتكا من سابقاتها وبين من يعتقد أن أوميكرون سيكون أقل خطورة .

 فماذا نعرف عن هذا المتحور الجديد الى حد الآن؟  قامت "تونس تتحرى" بجمع أحدث المعلومات من الخبراء والمصادر الموثوقة حول هذا المتحور الجديد وستتطرق المنصة الى أية معلومات جديدة تتوفر حوله في قادم الأيام.

ما هو المتحور "أوميكرون" ؟

عرف هذا المتحور أولا برقم  B.1.1.529  قبل تسميته "أوميكرون"  ووصفته منظمة الصحة العالمية بأنه متحور "مثير للقلق" ولعل أحد أبرز أسباب قلق العلماء هو احتواء هذا المتحور على عدد طفرات أكبر من العادي بفارق شاسع ، وهذا يعني أن فرضية تغير خصائص الفيروس الأساسية يمكن أن تكون أكبر. وعلى سبيل المثال تحتوي السلالة البريطانية "دلتا" على 17 طفرة إضافية بالمقارنة مع سابقتها وساعدت تلك الطفرات الفيروس ليصبح أسرع انتشارا، في حين عرف المتحور الجديد "أوميكرون" حدوث أكثر من 50 طفرة في حين واحد، 30 منها موجودة ببروتين "سبايك" (Spike  ) وهو البروتين الذي يشكل النتوءات الشوكية الموجودة على سطح الفيروس والتي تمنحه الشكل التاجي.

كيف ظهر متحور "أوميكرون"؟

أعلنت منظمة الصحة العالمية عن اكتشاف هذه  السلاسة يوم 24 نوفمبر2021  في جنوب إفريقيا ، لكن اكتشافها لأول مرة يعود الى يوم 09 نوفمبر 2021، عندما ظهرت في عينة للفحص في بوتسوانا، وذلك حين قام مختبر مرجعي بالتقطيع الجيني لعينة تحتوي على حوالي 50 طفرة قال العلماء أنه لم يتم كشف اجتماعها بهذا الشكل من قبل.

وقد أخذت الإصابات بهذا المتحور في الارتفاع في مختلف مدن جنوب إفريقيا حسب ما رصدته منظمة الصحة العالمية ما يثبت قدرة نمو أسرع من بقية المتحورات وأبلغت جنوب إفريقيا عن زيادة في عدد الإصابات الجديدة بمقدار أربعة أضعاف منذ رصد أول حالة لمتحور أوميكرون.

أين ينتشر أوميكرون حاليا؟

ينتشر متحور أوميكرون حاليا في حوالي 50 بلدا حول العالم


ما مدى خطورة أوميكرون بالمقارنة بباقي المتحورات؟

"الإشارات الأولى من جنوب إفريقيا فيما يتعلق بخطورة الحالات المرتبطة بمتغير أوميكرون "مشجعة بعض الشيء" هكذا قال مستشار البيت الأبيض للأزمة الصحية الدكتور أنتوني فوسي لوكالة فرانس برس يوم 05 ديسمبر 2021، ولكنه حذر من أن هذه مجرد بيانات أولية .
و في مقابلة على شبكة  CNNصرح أنتوني فوسي أنه من الواضح أن أوميكرون ينتشر أكثر في جنوب إفريقيا" ، مشيرا إلى المنحى "العمودي" في عدد الحالات الجديدة في ذلك البلد. وقال "لكن حتى الآن ، على الرغم من أنه من السابق لأوانه استخلاص أي استنتاجات مؤكدة ، لا يبدو أن الأمر على درجة عالية من الخطورة" مكررا أن المؤشرات المتعلقة بعدد الحالات الخطيرة مشجعة بعض الشيء"




" لم يتم تسجيل أي وفيات في العالم مرتبطة بمتحور أوميكرون. ومع ذلك ، لا تستبعد منظمة الصحة العالمية فرضية أن تسجل هذه السلالة الجديدة من فيروس كوفيد-19 ضحايا في قادم الأيام" هذا ما أعلنه المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية كريستيان ليندماير خلال مؤتمر صحفي دوري للأمم المتحدة في جنيف يوم 03 ديسمبر 2021، مضيفا أن البيانات التي تشير إلى أن أوميكرون قابل للانتقال إلى حد كبير، هي بيانات أولية فقط.

"من الأفضل بكثير تجهيز بلدك ونظامك الصحي للحالات الوافدة لأننا على يقين تام من أن متحور أوميكرون سينتشر."

                                                                              المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية كريستيان ليندماير

لعل أحد المؤشرات التي تبعث نسبيا على الاطمئنان حسب ما أكده أغلب العلماء والباحثين هو أن الاكتشاف والإبلاغ سريعا عن متحور أوميكرون يمكن أن يكسب العالم الكثير من الوقت وهذا ما أكدته الدكتورة ماتشديسو مويتي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية في إفريقيا حيث قالت : " كلما كان اكتشاف المتغير الجديد والإبلاغ عنه في الوقت المناسب من قبل بوتسوانا وجنوب أفريقيا قد أكسب العالم وقتا."وشددت على أنه الآن "لدينا فرصة سانحة ولكن يجب أن نتصرف بسرعة ونكثف إجراءات الكشف والوقاية."

أما  عن فرضية انتشار أوميكرون بكثافة خلال الفترة القادمة فقد رجح المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض والوقاية منها وهو الوكالة المعنية بالصحة العامة في الاتحاد الأوروبي أن "أوميكرون" قد يسبب أكثر من نصف إصابات كوفيد-19 في أوروبا خلال بضعة أشهر.

ماذا عن فاعلية اللقاحات ضد متحور أوميكرون؟

قال رئيس شركة موديرنا الأمريكية لتصنيع اللقاحات ستيفان بانسيل في مقابلة مع صحيفة فايننشيال تايمز البريطانية إن اللقاحات الحالية قد لا تكون بنفس الفاعلية التي كانت عليها من قبل في مواجهة سلالة أوميكرون الجديدة، وإن تطوير لقاح جديد ربما يستغرق شهورا.

وأضاف ستيفان بانسيل أن البيانات الخاصة بمدى فعالية اللقاحات الحالية ستتاح في الأسبوعين المقبلين، لكن العلماء ليسوا متفائلين.

وقال ألبرت بورلا رئيس شركة فايزر في مقابلة مع شبكة "سي إن بي سي" التلفزيونية الأمريكية "لا يزال هناك الكثير من الغموض" بشأن المتحور الجديد
وأضاف "سنعرف أهم ما يجب أن نعرفه خلال بضعة أسابيع"، مشيراً إلى أنه لا بد من القيام بتجارب لاختبار فاعلية اللّقاح الحالي الذي طورته شركته بالتعاون مع شركة بايونتيك.

ولعل السبب الأبرز وراء مخاوف العلماء والباحثين  حول مدى نجاعة اللقاحات يكمن في ان إنتاجها كان  بناء على الدراسات والأبحاث التفصيلية التي أجريت على التركيبة الاصلية لفيروس كوفيد-19 ومكوناته التي تم التعرف عليها وحتى مع وجود بعض المتحورات مثل ألفا ودلتا كان الشكل الرئيسي للفيروس وبروتينه المميز كما هو في أغلب الأحيان أو حدث به تحورات وطفرات طفيفة في حين يواجه العلماء اليوم تغييرا لم يسبق له مثيل في تركيب المتحور الجديد من فيروس كوفيد-19.

وجدير بالذكر أن تونس أعلنت يوم 03 ديسمبر 2021، رصد أول إصابة بالمتحور الجديد أوميكرون  لشاب كونغولي قادم عبر مطار إسطنبول.

وقال وزير الصحة علي مرابط في تصريح "تم يوم الأربعاء التفطن لشاب من دولة افريقية عمره 23 عاما من الكونغو الديمقراطية قادم عبر مطار إسطنبول وأثبت التقطيع الجيني أنه حامل "للأوميكرون". وأكد المرابط انه تم إجراء التحاليل لكل من رافقه والمخالطين له بالطائرة وكانت سلبية.




واجتمعت آراء العلماء والباحثين ومنظمة الصحة العالمية وغيرها من المنظمات على أن الأسابيع القليلة القادمة كفيلة بجمع بيانات ومعلومات أكثر عن متحور أوميكرون الجديد ولا يمكن قبل ذلك الجزم أو النفي بزيادة خطورة هذه السلالة بالمقارنة مع سابقاتها.