تجدر الاشارة الى أن هذا المقال يندرج ضمن متابعة خاصة لكل الأخبار الرائجة بخصوص متحور "أوميكرون" الجديد.
تزامن انطلاق حملات التلاقيح في تونس والاجراءات المرافقة لها، مع ظهور العديد من المجموعات المناهضة لهذه الاجراءات ولئن كانت هذه المجموعات تعبر عن مناهضة التلاقيح وهو ما يندرج ضمن خانة الآراء التي لا تقوم المنصة في اطار سياستها التحريرية بالتحري أو التدخل فيها، فإن هذه المجموعات تقوم في بعض الأحيان بنشر مغالطات وأخبار مضللة في اطار تعزيز تبني نظرية المؤامرة في ما يتعلق بفيروس كوفيد-19، ومن بين هذه المعلومات، نشرت صفحة " الساحل ضد إجبارية التلقيح" تدوينة جاء فيها :" فليم اوميكرون فيلم أُنتج سنة 1963 زعمة صدفة" وفي نفس الإطار نشرت نفس الصفحة في وقت لاحق تدوينة جاء فيها :" في عام 1963 صدر الفيلم الإيطالي Omicron، وكان الأمر حول استيلاء الأجانب على أجساد الناس لإعداد الكوكب من أجل غزو مستقبلي، وحيازة شيطانية، وقد تم إنتاجه بواسطة شركة LUX Films والذي يترجم إلى Lucifer" وبالتحري في مدى صحة المعلومات الواردة في التدوينة اتضح أنها مضللة.
وبالتحري في مدى صحة المعلومات الواردة في التدوينة تبين أن فيلم "أوميكرون" هو فيلم خيال علمي إيطالي ساخر أنتج سنة 1963 من إخراج أوغو جريجوريتي ويتحدث الفيلم عن كائن فضائي تقمص جسدا بشريا من أجل معرفة كوكب الأرض ومن ثم السيطرة عليه، ولا علاقة للفيلم بأي نوع من أنواع الفيروسات أي أن المقارنة التي اعتمدها رواد هذه المجموعات بين المتحور الجديد لفيروس كوفيد-19 "أوميكرون" وفيلم "أوميكرون" ليست منطقية ولا علاقة لأحدهما بالآخر.
وفي ذات السياق نشرت صفحات أجنبية وخاصة في فرنسا واسبانيا على منصات التواصل الاجتماعي ، ملصق -
-
دعاية لفيلم قالت إنه صدر عام 1963 تنبأ بمتحور "أوميكرون" يحمل اسم "The omicron variant" وجاء في الملصق يد ملطخة بالدماء و رجل وامرأة ينظران نحو السماء فيما كتب في أعلى الملصق باللغة الانجليزية: "The day the earth was into a cemetery" أي "اليوم الذي تحولت فيه الأرض إلى مقبرة"
وقد اتضح أن الملصق المستخدم في هذه المنشورات غير موجود ومفبرك يعود الى فيلم اسباني عنوانه "أحداث المرحلة الرابعة"Sucesos en la IV Fase" وهو فيلم تم انتاجه سنة 1974 من إخراج سول باس ، ويتناول اكتشاف أحد العلماء أن الفضاء الكوني يؤثر على أنواع معينة من النمل في ولاية أريزونا الأمريكية فتصبح هذه الكائنات عدائية بشكل خاص وتهاجم البشر بهدف الهيمنة على كوكب الأرض.
وتجدر الاشارة إلى ان هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها تقديم ملصقات أو مقتطفات قديمة من أفلام وثائقية بهدف إثبات أن وباء Covid-19 كان متوقعًا وأنه يندرج ضمن مؤامرة عالمية.
وبعد الاطلاع على كافة المعطيات تؤكد "تونس تتحرى" أن التدوينة التي تناولت انتاج فيلم سنة 1963 يتحدث عن "أوميكرون" والتعليق المرافق لها والذي جاء فيه " زعمة صدفة " ، مضللة لأن الفيلم لا يمت بأي صلة لجائحة كورونا أو الى متحور "أوميكرون" الجديد.