هل أن الاتحاد العام التونسي للشغل هو من دعا إلى إضراب سواق المحروقات؟

تداولت العديد من صفحات التواصل الاجتماعي فايسبوك خبرا مفاده أن الاتحاد العام التونسي للشغل هو من دعا إلى إضراب سواق المحروقات المزمع تنفيذه لمدة ثلاثة أيام ابتداء من منتصف ليلة 15 ديسمبر 2021، حيث نشرت صفحة Rebelle du sud منشورا بعنوان " هل بدأت معركة كسر العظام بين الرئيس والاتحاد؟ طوابير طويلة أمام محطات المحروقات إثر إعلان الاتحاد العام التونسي للشغل الإضراب لمدة 3 أيام في القطاع" تناقل رواد الشبكة هذه المعلومة بطريقة مكثفة مما جعل فريق تونس تتحرى يدقق من صحة خبر من دعا الى الإضراب، حيث تبين أن الخبر المنشور زائف.

في مرحلة أولى قمنا بالاتصال بالأمين العام المساعد في الاتحاد العام التونسي للشغل سمير الشفي، حيث أكد لفريق تونس تتحرى أن الاتحاد العام التونسي للشغل لم يصدر أي برقية إضراب تتعلق بسواق المحروقات، وأن هذا الإضراب "لا علاقة للاتحاد به لا من قريب ولا من بعيد" وفي علاقة بمدى جدية هذا الإضراب ولماذا تم تعليقه صرح الشفي أن " هذه تعتبر تمثيلية من قبل من أصدر البرقية، لأن الاتحاد العام التونسي للشغل دعا إلى عدم الانخراط في هذا الإضراب حيث تم الاستجابة الى ذلك من قبل العديد من السواق والمحطات أهمها سواق الشركة الوطنية لتوزيع البترول، ويمكن التأكد من خلال عمل محطة عجيل بتاريخ 16 ديسمبر 2021، وكذلك العديد من المحطات الأخرى، والنقابات المتعلقة بعجيل أعلنوا تبرؤهم من هذا الاضراب." كما أوضح الأمين العام المساعد أن "القانون واضح بخصوص من الجهة التي تمثل العمال، حيث يوجد نص قانوني يحدد هذا، وأن الاتحاد يعتبر الجهة الأكثر تمثيلا على المستوى القطاعي، الجهوي والمركزي والقانون الذي ينظم مسألة التمثيلية محددة بطريقة واضحة وذلك من خلال الاستئناس بقانون منظمة العمل الدولية."

في مرحلة ثانية قمنا بالاتصال برشاد النموشي، الأمين العام المساعد المكلف بالقطاع الخاص في اتحاد عمال تونس، حيث صرح لفريق تونس تتحرى أن " تم إصدار برقية الإضراب بتاريخ 23 نوفمبر 2021، وتضمنت البرقية العديد من النقاط والمتمثلة في إدراج سواق المحروقات في الاتفاقية المشتركة المتعلقة بالمحروقات، وتفعيل المنحة الخصوصية المتفق عليها في إضراب ماي 2019، حيث تم الاتفاق على صرفها بعد تعليق الإضراب في تلك السنة ولم يتم تفعيلها إلى حدود هذه الفترة... حيث أكد أن هذه هي أبرز النقاط." وبالسؤال عن عدم انخراط أو عدم امتثال مجموعة من محطات تزويد الوقود لهذا الإضراب أجاب النموشي " لا، تم تأجيل الإضراب إلى تاريخ 6، 7 و8 جانفي 2022، وذلك على خلفية جلسة جمعت كلا من ممثل عن اتحاد عمال تونس ووزير الشؤون الاجتماعية وممثلين عن الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية حيث تم الاتفاق على عقد مجموعة جلسات أخرى للنقاش حول هذه النقاط قبل تاريخ الإضراب الجديد."

استنادا إلى هذه المعطيات، نؤكد أن اتحاد عمال تونس هو من دعا إلى إضراب سواق المحروقات بتاريخ 16، 17 و18 ديسمبر 2021، وأن الاتحاد العام التونسي للشغل أعلن من خلال النقابات الممثلة لهذا القطاع عدم انخراطه في هذا الإضراب، ومنه نصنف خبر دعوة الاتحاد العام التونسي للشغل إلى إضراب سواق المحروقات ضمن الاخبار الزائفة.