زائف

هل توجد 582 حالة وفاة هذا الشهر بسبب الجلطات الدماغيّة و السكتات القلبيّة؟

زائف

هل توجد 582 حالة وفاة هذا الشهر بسبب الجلطات الدماغيّة و السكتات القلبيّة؟

نشر العديد من رواد الوسائط الاجتماعية مؤخرا على موقع التواصل الاجتماعي تدوينة جاء فيها :" 582 حالة وفاة لحد اللحظة هذا الشهر بسبب الجلطات الدماغيّة و السكتات القلبيّة و هو المعدل الأعلى الإطلاق منذ الاستقلال وأضيف إلى هذه المعطيات تعليق جاء فيه :"الوضع الكارثي زيدهم الستراس والتعب النفسي، كملو على مرمتنا خلي ننقرضو جملة، ثقلنا عليكم في بلادنا سامحونا" وقد لاقت هذه التدوينة رواجا هاما وقام بمشاركتها وتفاعل معها العديد من رواد موقع فيسبوك وكانت أغلب التعليقات تتحدث عن علاقة التلاقيح المضادة لفيروس كوفيد-19 والآثار الجانبية لها. وبالتحري في صحة ما راج من معطيات اتضح أنها زائفة.


وللتحري في صحة المعطيات الرائجة، قامت وحدة التحري أولا بالاتصال بالناطق الرسمي باسم وزارة الصحة حافظ العلياني الذي أكد للوحدة أن الرقم المتادول لاأساس له من الصحة وأضاف  العلياني أن "هذه المعلومات هدفها التضليل ويطلقها أشخاص يدعون الى مقاطعة حملات التلقيح عبر نشر معلومات وأخبار زائفة في علاقة بالآثار الجانبية لها".


ولمزيد التدقيق اتصلت "تونس تتحرى" برئيس الحملة الوطنية للتلقيح ضد فيروس كوفيد-19  ومدير عام معهد باستور الهاشمي الوزير الذي أكد أن هذه المعلومات زائفة وأن الرقم الذي يتم تداوله  لا أساس له.


وعن البحث عن المعلومات المتعلقة بأسباب الوفاة في تونس، وجدت الوحدة تقريرا صادرا عن المعهد الوطني للصحة بعنوان " الاحصائيات الوطنية عن أسباب الوفاة في تونس سنة 2020" إذ يُعنى هذا الهيكل   التابع لوزارة الصحة بإعداد دراسات واحصائيات في علاقة بالمؤشرات الديموغرافية للسكان، وقامت وحدة التحري بالاتصال بمديرة المعهد الوطني للصحة هاجر عون الصخيري التي أكدت أن المعهد لم يصدر أي تقرير مؤخرا عن عدد الوفيات بسبب الجلطات الدماغية أو النوبات القلبية ولا يوجد أي دليل أو مؤشر على ارتفاع عدد الوفيات بالجلطات الدماغية أو النوبات القلبية في الآونة الاخيرة.



"كيف يمكن لناشري هذه الأرقام إعطاء رقم وطني دون الاستناد الى قاعدة بيانات وطنية؟ " سؤال استنكر به  مدير المركز الوطني لليقظة الدوائية وعضو اللجنة العلمية رياض دغفوس ،الرقم المنشور المتعلق بوجود  582 حالة وفاة لحد اللحظة هذا الشهر بسبب الجلطات الدماغيّة و السكتات القلبيّة مضيفا أن " المركز الوطني لليقظة الدوائية يطالب بل ويجبر كافة الهياكل والمؤسسات الصحية العمومية والخاصة للإبلاغ عن أي أعراض جانبية مؤكدة أو محتملة تم اكتشافها لدى الأشخاص الذين تلقوا اللقاح المضاد لفيروس كوفيد-19، ليتم بعد ذلك إجراء التحاليل الطبية اللازمة لمزيد معرفة مدى علاقة الأعراض باللقاحات" وأضاف دغفوس أن الرقم المنشور بعيد كل البعد عن الواقع والمنطق وأنه حتى البلدان ذات الكثافة السكانية العالية مثل الولايات المتحدة الأمريكية لم تسجل أرقاما قريبة لما تم تداوله.


وفي سياق متصل قامت "تونس تتحرى" بالاطلاع على الموقع الرسمي للمركز الوطني لليقظة الدوائية. إذ تم بتاريخ 17 نوفمبر 2021، إتاحة نشرية دورية يقوم بإعدادها المركز بعنوان " حالات الأعراض الجانبية ما بعد التلقيح، المبلغ عنها"  وقد جاء في النشرية أنه تم إلى يوم 02 نوفمبر 2021، الإبلاغ عن 2373 شخصا رُصدت لديهم أعراض جانبية بعد تلقي اللقاح المضاد لفيروس كوفيد-19 ، 2089 منهم تم إجراء التحاليل اللازمة لهم في حين 178 شخصا يخضعون للتحاليل اللازمة وبقيت 506 حالة دون نتائج واضحة بسبب نقص المعلومات المتوفرة. وقد أفضت هذه التحاليل إلى أنه الى غاية يوم 29 سبتمبر 2021 ، بلغت نسبة  الآثار الجانببة بعد التطعيم 0.032٪ من مجموع الملقحين  و كانت 94.94٪ منها آثارا عادية تمثلت بالأساس في الاضطرابات العامة.


وتم في المقابل تسجيل 5.06٪ من الآثار الجانبية الخطيرة والتي بلغ عددها 146 من مجموع 9 414 932 جرعة تلقيح تم إعطائها إلى غاية يوم 03 نوفمبر 2021 كما أكد المركز أنه لم يتم رصد أي حالة وفاة متعلقة بالآثار الجانبية للقاحات المضادة لفيروس كوفيد-19.

وبعد الاطلاع على كافة المعطيات والاتصال بكافة المصالح المعنية تؤكد "تونس تتحرى" أن  خبر تسجيل582 حالة وفاة لحد اللحظة هذا الشهر بسبب الجلطات الدماغيّة و السكتات القلبيّة واقتران هذا الرقم بالآثار الجانبية للقاح المضاد لفيروس كوفيد-19، زائف ولا أساس له من الصحة.