هل الصورة لطائرة تجسّس من صنع جيش الطيران التونسي؟

نشرت العديد من صفحات التواصل الاجتماعي فايسبوك صورة لطائرة ادعى ناشروها  أن الجيش التونسي هو من قام بصنعها وأطلق عليها اسم "براق" وهي مخصصة لجمع المعلومات واعتراض جميع أنواع الاتصالات حسب زعمهم، وجاء نص المنشور في صفحة الشعب يريد على النحو التالي "إنجاز عظيم في جمهورية "الانقلاب" جيش الطيران التونسي صنع طائرة تجسس ومراقبة أطلق عليها اسم "براق" وهي طائرة دون طيار تتمتع بقدرات عالية في جمع المعلومات واعتراض جميع أنواع الاتصالات السلكية واللاسلكية بالإضافة الى امتلاكها برمجيات وتكنولوجيا عالية مضادة للتشويش، وأكد السيد وزير الدفاع الوطني أن هذه الطائرة تمثل إنجاز على المستوى الوطني وهي نتيجة عمل ومجهودات لمهندسين تونسيين امتدت لمدة سنوات..." تم تداول هذا الخبر بطريقة مكثفة مما جعل فريق تونس تتحرى يدقق من صحة هذه الصورة والخبر المتداول فتبين أنه زائف.

في مرحلة أولى قمنا بالبحث عن هذه الصورة في محرك البحث المخصص للصور "غوغل" عن طريق عملية البحث العكسي، فتبين أن هذه الصورة المتداولة ليست لطائرة تونسية وتم نشرها في العديد من المواقع الأمريكية  وجاء أحد المقالات "dronesglobe" المصاحبة للصورة بعنوان: "الولايات المتحدة الأمريكية تنجح في صنع طائرة مسيرة مزودة بآلة طباعة ثلاثية الأبعاد" وجاء في نص المقال "dronesglobe" أن الجيش الأمريكي خصص مجهودا كبيرا لإنتاج وصناعة الطائرات المسيرة لمجابهة الجماعات الإرهابية وخصوصا في فترة حكم الرئيس باراك أوباما.

في نفس السياق تمكنا من العثور على بعض المقالات الأخرى بواسطة محرك البحث "TinEye" يتحدث على هذه الطائرة التي تم صنعها من قبل جيش الطيران الأمريكي ويعود تاريخ هذه المقالات  إلى سنة 2018 حيث يتحدث المقال "Radio Programas del Perú" على أن وزارة الدفاع اليابانية قررت الحصول على ثلاث طائرات من طرازها في نهاية سنة 2019، بهدف مراقبة القواعد النووية لكوريا الشمالية.

في مرحلة ثانية قمنا بالرجوع إلى الموقع الرسمي لوزارة الدفاع، حيث لم نتمكن من العثور على أي معلومة تفيد بصحة هذا الخبر  أو التصريح المنسوب لوزير الدفاع الوطني ولم تنقل أية وسيلة إعلام أي تصريح له بهذا الخصوص، كما لم تقم الوزارة بإعلام وكالة الأنباء التونسية بخصوص أي طائرة صنعتها تونس.

وبناءا على المعطيات المذكورة في هذا الخبر، نؤكد أن "جيش الطيران التونسي قام بصنع طائرة دون طيار" يعد ضمن الأخبار الزائفة، ذلك لأن الصورة المتداولة ليست في تونس ، كما أنّه لا أثر للتصريح المنسوب لوزير الدفاع الوطني الذي يتحدث فيه عن هذه الطائرة، ومنه تم تصنيف الخبر بالزائف.