الكاتب :صابر العياري
صابر العياري ، صحفي مختص في الصحافة الإلكترونية ورئيس تحرير سابق لعدد من المواقع الإلكترونية
هل أصبحت مدخرات المواطنين بالبريد التونسي غير قابلة للسحب بعد أن أقرض البريد الدولة 700 مليار ؟
هل أصبحت مدخرات المواطنين بالبريد التونسي غير قابلة للسحب بعد أن أقرض البريد الدولة 700 مليار ؟
تداولت عديد الصفحات على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك تدوينة أكدت أن المواطنين التونسيين أصبحوا اليوم غير قادرين على سحب مدخراتهم وودائعهم من البريد التونسي بعد أن أخذت الدولة التونسية من مدخرات المواطنين بالبريد التونسي
لخلاص أجور الموظفين في شهر جانفي 2022 ، وبالتحري في هذه التدوينة تبين أن الخبر فيها زائف.
وقد تناقلت بعض التدوينات تصريحا للكاتب العام للجامعة العامة للبريد الحبيب الميزوري أدلى به يوم أمس الإثنين 31 جانفي 2022 على إذاعة الديوان أف أم "بأن البريد قام بضخ مبلغ 700 مليون دينار من مدخراته لفائدة خزينة الدولة من أجل خلاص أجور الموظفين لشهر جانفي الجاري".
قامت وحدة التحري بالنظر في الموضوع ومتابعة حيثياته وتفاصيله فقمنا بداية بالاتصال بالكاتب العام للجامعة العامة للبريد الحبيب الميزوري الذي أكد لنا "أن أموال المؤسسات العمومية من المؤسسات المالية والقباضات المالية والبريد التونسي يتم تضمينها في خزينة الدولة وبإمكان الدولة التصرف فيها والإشكال أن الدولة في صورة حاجتها للأموال أو أي منتوج آخر ترجع إلى المؤسسات العمومية وتتصرف في أموالها ، والمؤسسات العمومية هي التي تنقذ الدولة عكس الخواص الذين يتمتعون بقوانين تحميهم وآداءات توظف بقيمة كبيرة على المواطنين لحسابهم الخاص ومن ذلك البنوك ولا يساعدون الدولة في وقت حاجتها." وتابع "الدولة قامت بالتصرف في 700 مليون دينار من أموال البريد إلى الخزينة التونسية وهو إجراء عادي في إطار تحويل الأموال من مؤسسة إلى أخرى كما أن البريد التونسي مؤسسة عمومية تعمل لفائدة الدولة والعملية ليست اقتراضا أو منحة من المؤسسة للدولة."
وحول ما يروج حاليا عن أخذ الدولة لأموال المواطنين المودعة في البريد التونسي لخزينة الدولة أشار الميزوري إلى أن الأموال المودعة في البريد لا يوجد فيها إشكال لأن أموال المواطنين مخزنة في البريد بضمان الدولة وكل الأموال مضمونة حتى في حال السرقة أو أي إشكال آخر عكس البنوك الخاصة وبإمكان المواطنين مواصلة القيام بكل العمليات المالية في البريد التونسي دون أي مشاكل من حيث توفر الأموال والودائع.
وقد قام المكلف بالإعلام في الاتحاد العام التونسي للشغل غسان القصيبي بنشر تدوينة على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك قال فيها "شكرا للبريد التونسي ، المؤسسة الوطنية العمومية إلى رفض لها أن تصبح بنكا بسبب اللوبيات والعائلات في قطاع البنوك ، الشكر يأتي بعد أن قام بتقديم مدخراته للدولة بمبلغ 700مليار لخلاص الأجور ... لكن متى ينتهي هذا النزيف ؟".
وبالاتصال بالمكلف بالإعلام في البريد التونسي نبيل الرايس قال إن "هذه الأمور تخص الدولة وتخص سير عمل الدولة لا يجب الدخول في هذه التفاصيل وهذه العملية ليست بدعة وتصير كل شهر ومؤسسات الدولة تتعامل مع بعضها ، وأشار الى أن أموال الادخار بالبريد التونسية فيها ضمان الدولة والأموال مضمون ولا خوف من المواطنين على مدخراتهم في البريد التونسي" ، وتجدر الإشارة إلى أن المكلف بالإعلام بالبريد التونسي أخبرنا أنه ليس له دراية بتفاصيل أكثر حول هذه المسألة وأنها مسألة تقنية تتجاوزه.
وبالاتصال بالمديرة العامة للدين والتعاون المالي بوزارة المالية كوثر ببية أكدت لوحدة التحري أنه لا علم لها بهذا الموضوع وأن وزارة المالية لم تتلق أي منح من البريد التونسي وأضافت أن من قام بهذا التصريح يتحمل مسؤوليته.
بناء على هذه المعطيات تؤكد منصة تونس تتحرى أن الخبر الذي مفاده أن المواطنين التونسيين أصبحوا اليوم غير قادرين على سحب مدخراتهم وودائعهم من
البريد التونسي بعد أن أخذت الدولة التونسية من مدخرات المواطنين بالبريد التونسي
لخلاص أجور الموظفين في شهر جانفي 2022 خبر زائف.
الكاتب :صابر العياري
صابر العياري ، صحفي مختص في الصحافة الإلكترونية ورئيس تحرير سابق لعدد من المواقع الإلكترونية