الكاتب :صابر العياري
صابر العياري ، صحفي مختص في الصحافة الإلكترونية ورئيس تحرير سابق لعدد من المواقع الإلكترونية
هل استقال المدير العام للمعهد الوطني للاحصاء بسبب ضغوطات فرضت عليه لتغيير عدد المشاركين في الاستشارة الوطنية ؟
هل استقال المدير العام للمعهد الوطني للاحصاء بسبب ضغوطات فرضت عليه لتغيير عدد المشاركين في الاستشارة الوطنية ؟
نشرت بعض الصفحات والمجموعات على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك تدوينة جاء فيها أن المدير العام للمعهد الوطني للاحصاء عدنان الاسود قد قدم استقالته بسبب رفضه لضغوطات فرضت عليه لتغيير عدد المشاركين في الاستشارة الوطنية الالكترونية.
للتحري في هذه المعلومة قامت وحدة التحري بمنصة تونس تتحرى في مرحلة أولى بمعاينة الصفحة الرسمية لمعهد الاحصاء والموقع الرسمي غير أننا لم نجد أي بيان أو مقال يفيد بهذه المعلومة المتداولة.
وقامت الوحدة في خطوة ثانية بالاتصال بالمدير العام للمعهد الوطني للاحصاء عدنان الأسود الذي أرسل لنا نسخة من استقالته التي تقدم بها منذ يوم الاثنين الماضي والتي لم يتم قبولها الى حد لحظة صياغة المقال ، ليبقى في هذه الحالة معينا في منصبه مديرا عاما للمعهد كما أن استقالته ليست مرتبطة بضغوط فرضت عليه وعلى المعهد لتغيير عدد المشاركين في الاستشارة الوطنية الالكترونية ، وأشار الأسود في نفس المقال الى أن كل المعطيات التي تم نشرها في المقال الصادر عن موقع بيزنس نيوز صحيحة.
وقال الأسود في طلب الاستقالة الذي تحصلنا على نسخة منه "بسبب الضغوط المفروضة على المعهد الوطني للاحصاء في الأسابيع الأخيرة والتي دت إلى تدهور كبير في مناخ العمل الضروري لمواصلة مهمتي على رأس الإحصاء التونسي ، أرى أنه من واجبي مديرا عاما للمؤسسة تقديم استقالتي عندما يتم المساس بالمبادئ الأساسية للإحصاءات الرسمية التي تضبطها الأمم المتحدة. أترك منصبي إذا من أجل الحفاظ على نزاهتي ولفت الانتباه إلى مخاوفي وضرورة تصحيح هذا الوضع .
"
وأوضح الأسود أنه لا وجود لضغوطات فرضت عليه وعلى المعهد للتلاعب بأي رقم من الأرقام الرسمية للإستشارة الوطنية الالكترونية ، كما أن المعهد لا يدير المنصة بل تديرها وزارة تكنولوجيا الاتصال حسب قوله ، وأصر الأسود على أنه من الضروري أن لا تؤثر هذه الإشاعة على مصداقية الأرقام التي ينشرها معهد الإحصاء ، وأضاف أن معهد الإحصاء لا يشارك في عمليات خارج نطاقه والاستشارة الوطنية الالكترونية ليست عملية إحصائية لذا فهي لا تدخل ضمن مهامه.
وأضاف الأسود أن المعهد الوطني للاحصاء يرفض إشراكه في عمليات مثل جمع البيانات سواء في الإستشارة الوطنية الالكترونية أو أي عمليات أخرى من هذا النوع لأن هذا سيخلق ارتباكًا بين الإحصاءات التي ينتجها المعهد وإحصاءات أخرى ذات صبغة سياسية ، مضيفا أن المعهد الوطني للإحصاء معهد مستقل ولا يحمل أي صبغة سياسية.
كما أخبرنا عدنان الاسود عن الإضراب المفتوح الذي استمر لمدة أسبوعين ، وأكد أن هذا الإضراب يضر بجودة البيانات التي ينتجها المعهد ، وهو في الواقع جزء من أسباب استقالته. وأضاف أن المؤسسة مشلولة منذ أسبوعين وأن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر ومن الضروري اتخاذ إجراءات تصحيحية عاجلة لاستئناف العمل. ولهذا السبب فمن الضروري اليوم تقديم استقالته للفت الانتباه إلى وضعية المعهد حسب قوله ، وأبلغنا عدنان الأسود أنه بسبب هذا الإضراب ، سيكون هناك تأخير في نشر أرقام معدل التضخم ومعدل البطالة التي يجب نشرها بشكل طبيعي اعتبارًا من الخامس عشر من الشهر الجاري.
ومن جهتها قامت وحدة التحري بالاتصال بالمكلف بالاعلام بالمعهد الوطني للاحصاء حسن الغزلاني الذي أكد لنا أن المدير العام للمعهد عدنان الأسود قد قدم استقالته ولكن ليس بسبب رفضه إشراك المعهد في تزوير عدد المشاركين في الاستشارة الوطنية الإلكترونية ولكن بل لأنه رأى أنه من المناسب الاستقالة نظرا لتدهور الوضع العام للمعهد وأن هذا الحل يمكن من بين الحلول لتحسين وضعية المعهد وإصلاحها.
ومن جهة أخرى اتصلت وحدة التحري شوقي الشيحي ، المدير العام لتكنولوجيات الاتصال في وزارة تكنولوجيات الاتصال الذي أبلغنا أن الوزارة وحدها هي التي تدير منصة الاستشارة الوطنية الالكترونية وأن الأرقام المتعلقة بعدد المشاركين يتم تحديدها تلقائيًا بواسطة المنصة.
بناء على هذه المعطيات تصنف وحدة التحري بمنصة تونس تتحرى خبر استقالة المدير العام للمعهد الوطني للاحصاء عدنان الأسود كان سببها رفضه توريط المعهد في تزوير عدد المشاركين في الاستشارة الوطنيةالإلكترونية خبرا مضللا.
الكاتب :صابر العياري
صابر العياري ، صحفي مختص في الصحافة الإلكترونية ورئيس تحرير سابق لعدد من المواقع الإلكترونية