هل هذه الصورة من حضور الرؤساء العرب في مؤتمر باندونغ كما صرح رئيس الجمهورية؟

نشرت الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية التونسية يوم 11 ماي 2022، فيديو للقاء رئيس الجمهورية قيس سعيد مع وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج عثمان الجرندي وقام رئيس الجمهورية أثناء اللقاء في الثانية 59  بعرض صورة معلقا عليها كالآتي" نحن لا ننحاز إلا إلى القضايا المشروعة، ربما لا يذكر الكثير هذه الصورة التاريخية في مؤتمر باندونغ بين الرئيس الحبيب بورقيبة والرئيس جمال عبد الناصر والرئيس أحمد بن بلة متمسكين بهذه الثوابت والقضايا المشروعة التي تقوم على الشرعية بالرغم من نقائصها."

وبالتثبت في صحة ما جاء في الصورة اتضح أن تصريح رئيس الجمهورية بخصوصها مضلل.

قامت "تونس تتحرى" بالبحث عن الصورة التي عرضها رئيس الجمهورية قيس سعيد باستخدام محركات البحث وعبر إدخال بعض الكلمات المفاتيح، ليتضح أن الصورة تعود إلى الاحتفال بالذكرى الأولى لعيد الجلاء،  الذي أقامه الرئيس الأسبق للجمهورية التونسية الحبيب بورقيبة في 15 ديسمبر سنة  1964.  وقد دعا بورقيبة حينها الرئيس المصري جمال عبد الناصر والرئيس الجزائري أحمد بن بلة وولي العهد الليبي حسن الرضا. واستمرت مراسم الاحتفال على مدار 3 أيام متتالية.

وتروي العديد من الأفلام الوثائقية التي عثرنا عليها تفاصيل هذا الاحتفال ويظهر فيه الرؤساء الثلاث بنفس الأزياء والتفاصيل المطابقة للصورة التي عرضها سعيد على غرار وثائقي أعدته قناة التلفزة الوطنية الأولى بعنوان "حرب تحرير بنزرت والجلاء" كما عثرنا أيضا على فيديوهات أخرى تم التقاطها بنفس المناسبة من قبل تلفزيونات عربية أخرى على غرار التلفزيون المصري الذي قام بتغطية زيارة الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر لتونس حينها.

وجدير بالذكر أن الرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة لم يكن حاضرا في "مؤتمر باندونغ" الذي انعقد في مدينة باندونغ الاندونيسية في 24 أفريل 1955 واستمر على مدار 6 أيام بحضور وفود من 29 دولة افريقية وآسيوية وكان النواةَ الأولى لنشأة حركة عدم الانحياز. وشارك فيه الرئيس عبد الناصر بالإضافة إلى رئيس وزراء الهند جواهر لال نهرو ورئيس يوغسلافيا جوزيف تيتو  والرئيس السوداني إسماعيل الأزهري.

وبعد الاطلاع على كافة المعطيات، تؤكد "تونس تتحرى" أن التصريح الذي أدلى به رئيس الجمهورية قيس سعيد بخصوص الصورة التي تجمع رؤساء الجمهوريات العربية الحبيب بورقيبة وأحمد بن بلة وجمال عبد الناصر، مضلل.