هل هذه الصور لتساقط الثلوج الأخير في عين دراهم ؟

قامت عديد الصفحات والمواقع الإخبارية بداية من يوم الأربعاء 18 جانفي 2023 بنشر مجموعة من الصور عن تساقط الثلوج في معتمدية عين دراهم من ولاية جندوبة وبالتحري فيها، وجدنا أن بعض الصور مضللة.

بداية قامت وحدة التحري بمتابعة الصورة الأولى التي قامت عديد الصفحات بنشرها على غرار صفحة "Tousihen" في إطار تساقط الثلوج حديثا في عين دراهم وبعرضها على موقعي Google Image وTineye  للتثبت العكسي في الصور وجدنا أنها صورة لمعتمدية عين دراهم ولكن بتاريخ 11-01-2019 وقد تم نشرها لأول مرة في هذا التاريخ، وقد قام من ناحية أخرى موقع بلجيكي بنشر الصورة بتاريخ 12 جانفي 2019 تحت تعليق "قد تتساقط الثلوج قريبًا في منطقة البنلوكس لأنه حتى شمال إفريقيا فيها ثلج هذا الشتاء بينما تبعد آلاف الكيلومترات عن خط الاستواء - تم التقاط هذه الصورة في عين دراهم في شمال غرب البلاد بالقرب من البحر الأبيض المتوسط".

كما قام موقع بلدية نيوز باعتماد نفس الصورة مجددا بتاريخ 10 ديسمبر 2019 في مقال عن "سقوط أشجار وإجلاء عائلات في عين دراهم".
ووجدنا بالبحث على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك صفحة تحت إسم "Maison à louer à Tabarka # 2 houses for rent in tabarka tunisia" قد قامت أيضا بنشر الصورة بتاريخ 11 جانفي 2019 ، ووجدنا من ناحية أخرى أن مؤسسة globalnet مزود خدمة الأنترنات  في تونس نشرت مقالا عن تساقط الثلوج في عين دراهم باستعمال نفس الصورة وبتاريخ 11 جانفي 2019.

وتجدر الإشارة إلى أنه وبمتابعة صورة أخرى تم نشرها عن تساقط الثلج في معتمدية عين دراهم من ولاية جندوبة في شهر جانفي 2023 غير أنه وبالتثبت فيها تبين أنها مضللة.

قامت وحدة التحري بعرض الصورة على موقع Google Image  للتثبت العكسي في الصور وجدنا تقريرا صادرا عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي  في 22 نوفمبر 2016 تحت عنوان " المهمة : تقييم مخاطر الكوارث الطبيعية في معتمدية عين دراهم" والذي جاء فيه في صفحته الـ 20 الحديث عن مخلفات تساقط الثلوج وكانت فيه الصورة محل التدقيق مع مجموعة من الصور التي تم تعريفها تحت عنوان "تساقط الثلوج في 2005" .

وقد تم لاحقا إعادة استعمال الصورة عدة مرات منذ ذلك اعتمدها موقع Kapitalis للحديث عن عائلة من عين دراهم أطلقت نداء استغاثة لفك العزلة عنها والتدخل بعد أن حاصرتها الثلوج في 15 جانفي 2017.
ومع مزيد البحث والتعمق فيها قمنا بإدخال الصورة في موقع Tineye للتثبت في الصور ووجدنا أن الصورة تم استعمالها عديد المرات في عدد من المواقع بين سنتي 2014 و2019.

الصورة الثالثة التي عملت منصة تتحرى على التدقيق فيها كانت ضمن مجموعة من الصور التي نشرتها بعض الصفحات ومنها صفحة "لمّتنا Lametna" والتي تبين أنها مضللة.

قامت وحدة التحري بمتابعة الصورة على موقع Google Image للبحث العكسي من الصور غير أننا وجدنا أن أغلب المنشورات تتحدث عن صور للمصور الفوتوغرافي أمين المولهي حديثا من عين دراهم ، وبالرجوع إلى موقع فايسبوك وجدنا أن صفحة تحت اسم "أخبار اليوم من تونس" قد قامت بنشر مجموعة من الصور للمصور الفوتوغرافي أمين المولهي بتاريخ 3 ديسمبر 2020 تحت عنوان "الشتاء في تونس صور أمين المولهي - أخبار اليوم من تونس"  كما نشرت صفحة "الحمامات Hammamet" تدوينة بتاريخ 6 ديسمبر 2020 تحت عنوان "الشتاء في تونسinstagram.com/aminemouelhi     Winter in Tunisia" جاءت فيه نفس الصورة المشار إليها وكذلك صفحة "Tunisia North Africa" التي نشرت الصورة بتاريخ 27 ديسمبر 2020.
وبالبحث عن المصور الفوتوغرافي وجدنا أنه قام بنشر هذه الصور على صفحته في فايسبوك وأنستاغرام يوم أمس 19 جانفي 2023 ووجدنا أنه نشر مجددا ألبوما من الصور فيه هذه الصورة وصورا أخرى ، وبالاتصال بالمصور الفوتوغراقي أمين المولهي أكد لنا أن الصورة من تصويره ولكن في سنة 2020 وأعاد نشرها هذه الأيام ليؤكد أن هذه الصورة ومجموعة أخرى من الصور كانت بعدسته بعد أن أعادت بعض الصفحات نشرها.