هل صرّح عثمان الجرندي بأن سبب إقالته هو مكالمة جمعته بوزير الخارجية السوري؟

نشرت العديد من الصفحات على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك على غرار صفحة "Tuniflix" وصفحة "وزير ضغط الدم والسكر" وصفحة "مسكينة تونس" يوم 08 فيفري 2022، خبرا جاء فيه "حسب الجرندي شخصيا سبب إقالته هو مكالمة مع وزير خارجية سوريا الشقيقة للتعبير عن تضامن تونس مع الشعب السوري بعد الكارثة الطبيعية " وبالتدقيق في هذه المعطيات اتضح أنها زائفة.

قمنا أولا بالاطلاع على الحساب الشخصي لوزير الخارجية المقال عثمان الجرندي على موقع تويتر حيث نشر عشية يوم 07 فيفري 2023 على الساعة الرابعة و38 دقيقة ، تدوينة جاء فيها "مكالمة مع أخي د.فيصل المقداد وزير خارجية سوريا. أبلغته تعاطف وتضامن تونس رئيسا وحكومة وشعبا مع سوريا الشقيقة، ونسقنا بخصوص المد للتضامني التونسي الذي أذن به سيادة الرئيس لمعاضدة جهودها في مجابهة آثار الزلزال.رحم الله الضحايا وعجل في شفاء الجرحى".

وفي المقابل نشر الجرندي على حدود الساعة منتصف الليل من نفس اليوم تدوينة أعلن فيها عن انتهاء مهامه وزيرا للخارجية وجاءت التدوينة كالآتي " انتهت اليوم مهامي كوزير للشؤون الخارجية بعد سنوات 3 ، وفي ظرف دقيق بوصلتي الوحيدة فيه كانت مصلحة تونس العليا. كل التقدير لسيادة الرئيس على ثقته وللسيدة رئيسة الحكومة ولإطارات الوزارة. سأظل حيثما كنت، في خدمة هذا الوطن. كلنا عابرون وتبقى تونس شاهدة على من أحبها وأخلص لها." ولم يذكر الجرندي في هذه التدوينة أسباب اقالته ولم يربط بينها وبين المكالمة التي جمعت بينه وبين وزير الخارجية السوري كما ادعت الصفحات.

في مرحلة ثانية قمنا بالاطلاع على مواقع إخبارية وإذاعات ولم نجد أي تصريح أو لقاء مع عثمان الجرندي بعد الإقالة.

وجدير بالذكر أن رئيس الجمهورية قيس سعيّد قرر إنهاء مهام السيد عثمان الجرندي و تعيين السيد نبيل عمّار وزيرا للشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج حسب بلاغ نشرته الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية يوم 07 فيفري 2023 على الساعة الخامسة و32 دقيقة بعد الزوال.

وبعد التدقيق في التفاصيل نؤكد أن الادعاء المتداول " حسب الجرندي شخصيا سبب إقالته هي مكالمة مع وزير خارجية سوريا الشقيقة للتعبير عن تضامن تونس مع الشعب السوري بعد الكارثة الطبيعية " يعد من الأخبار الزائفة.