زائف

هل تم اكتشاف بحيرتين من النفط في تونس؟

زائف

هل تم اكتشاف بحيرتين من النفط في تونس؟


نشرت عديد الصفحات على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك على غرار صفحة " تونسنا 24" خبرا مفاده "اكتشاف بحيرتين من النفط في تونس" وبالتحري في الخبر تبين أنه زائف كما أن الصور المنشورة في التدوينات مضللة.



بمتابعة وحدة التحري للموضوع وجدنا أن هذه الصورة المنشورة في التدوينات موجودة في تقرير هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية تحت عنوان "تقييم موارد النفط والغاز غير المكتشفة في ليبيا وتونس ، 2010" والمنشور في سبتمبر 2011 ، وبالتحري في التقرير وجدنا أن هيئة المسح أكدت أنه "باستخدام منهجية التقييم المستندة إلى الجيولوجيا قدرت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية وجود 3.97 مليار برميل من النفط غير المكتشف ، و 38.5 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي غير المكتشف ، و1.47 مليار برميل من سوائل الغاز الطبيعي غير المكتشفة في مقاطعتين بشمال إفريقيا (حوض سرت بليبيا والحوض البلاجي في تونسPelagian Basin).



من ناحية أخرى تحققت منصة تونس تتحرى في بقية الصور بعرض صورة أخرى على موقعي التثبت العكسي من الصور Google Image وTineye وجدنا أن الصورة تم نشرها لأول مرة على موقع ويكيبيديا بتاريخ 4 مارس 2007 تحت عنوان " خريطة توزيع النفط والغاز الطبيعي في شمال إفريقيا" والتي قام بنشرها شخص تحت اسم Historicair.



وبالاتصال بالمؤسسة التونسية للأنشطة البترولية أكد لنا الدكتور في الجيولوجيا البترولية والمستشار بالمؤسسة الحبيب الطرودي أن المقال المنشور والمتداول اليوم هو منشور علمي قديم منذ 2010 ، مشيرا إلى أنه منشور عادي وفيه معلومات عامة وليس مبنيا على ركائز علمية دقيقة وصحيحة ولم يتم فيه دراسة حوض سرت بليبيا وحوض بيلاجي في تونس والممتد من خليج قابس وخليج الحمامات ويصل إلى الوطن القبلي ، وأضاف أنه وبناء على صفته "تقنيا وخبيرا" في مجال الجيولوجيا فإنه "من الممكن أن تكون هناك مكامن معينة غير أنه لا يمكن استكشافها بدراسات جيولوجية بسيطة إنما بناء على تحاليل مقاطع جيوسيسمية تحصل عن طريق المسح الزلزالي لتحديد المكامن وحجم النفط والمأمولية النفطية فيها" ، وقال الطرودي إن هناك حقولا معروفة في تونس وتتمثل في حقل عشترت وأميلكار وميسكار وسيدي الكيلاني ورمورة وقرمدة وسرسين وهي حقول قديمة ومنتجة غير أنها تتجه نحو النضوب كما أن آخر حقل تم اكتشافه هو حقل سيدي الكيلاني في 1989 – 1990 و" بقيت مكامن صغيرة في البلاد يتم البحث عنها بصعوبة نظرا لمحدودية المأمولية فيها" حسب قوله.


وأضاف الطرودي أن عملية استكشاف المكمن تتطلب مجموعة من الاختبارات والآليات المتضافرة من بينها المسح الزلزالي لتحديد المكمن ووضع مكان البئر النفطي ، وأشار الطرودي إلى أن الدراسة المنشورة خلقت جدلا والمنطقة المشار إليها في الدراسة تم فيها مسح زلزالي قديم في حدود 200 كليومتر غير أن المسح لم يفض إلى وجود مكامن ذات مأمولية كبيرة حسب قوله.


بناء على هذه المعطيات تؤكد منصة تونس تتحرى أن خبر "اكتشاف بحيرتين من النفط في تونس" هو خبر زائف كما أن الصور المنشورة هي صور مضللة.