هل يوثّق هذا الفيديو إغراق نفق في رفح بالإسمنت وبداخله 150 مقاتلًا فلسطينيًا؟

تداولت العديد من الحسابات والصفحات على منصات التواصل الاجتماعي، من بينها حساب يحمل اسم "غزة تايم Gaza Time" وآخر باسم "مدينة جاسم" على منصة فيسبوك، بتاريخ 4 نوفمبر 2025، مقطع فيديو يظهر نفقًا كبيرًا تتدفق داخله مادة لزجة تشبه الإسمنت.

وأُرفق الفيديو بالتعليق التالي: "الجيش الإسرائيلي ينشر اللحظات الأولى لإغراق نفق بمدينة رفح بالإسمنت، وبداخله أكثر من 150 مجاهدًا."

وبعد التدقيق في  الخبر والفيديو من قبل منصة  تونس تتحرى تبين أنه مضلل.

في المرحلة الأولى من عملية التدقيق، حلّلت منصة « تونس تتحرى » مقطع الفيديو باستخدام أداة InVID، التي تمكّن من تقسيم الفيديو إلى لقطات وصور ثابتة وإجراء بحث عكسي عنها عبر محرك Google Images.

أظهرت نتائج التحليل أن مقطع الفيديو قديم، إذ يعود تاريخه إلى 17 جوان 2025، ويُظهر الجيش الإسرائيلي وهو يغلق نفقًا تحت الأرض في محيط المستشفى الأوروبي بمدينة خان يونس.

كما تبيّن أن مقطع الفيديو قد نُشر أيضًا على الحساب الرسمي للجيش الإسرائيلي على منصة "إكس" بتاريخ 17 جوان 2025، مرفقًا بالتعليق التالي: "خلال الأسبوعين الماضيين، نفّذت قواتنا عمليةً مركّزة لتحديد مواقع وخرائط البنية التحتية الضخمة التابعة لحركة حماس تحت الأرض في منطقة المستشفى الأوروبي بخان يونس، حيث عُثر على جثة محمد السنوار.

 أغلقنا النفق بصبّ نحو 250 مترًا مكعبًا من الخرسانة."

وبمواصلة عملية البحث باستخدام محرك Google وإدخال الكلمات المفتاحية المناسبة، عثرت منصة «تونس تتحرى» على مقال صحفي نُشر في موقع "Israel National News"، وهو موقع إخباري إسرائيلي شامل تابع لإحدى أكبر المجموعات الإعلامية اليهودية، بتاريخ 17 جوان 2025، تحت عنوان:

 "Golani Brigade seals tunnels under Gazan hospital"

 أي "اللواء غولاني يغلق الأنفاق تحت مستشفى في غزة".

وتضمّن المقال مقطع الفيديو موضوع التحقق، وأشار إلى أن اللواء غولاني قام بإغلاق نفق يقع أسفل مستشفى في غزة، موضحًا أن عشرات الشاحنات وخلاطات الإسمنت شاركت في العملية التي تم خلالها صبّ نحو 250 مترًا مكعبًا من الإسمنت لإغلاق النفق، وذلك بدقّة لتجنّب إلحاق الضرر بمبنى المستشفى الأوروبي بخان يونس.

بناءً على المعطيات التي تم التوصل إليها، تصنّف منصة «تونس تتحرى» مقطع الفيديو الذي زعم ناشروه أنه يُظهر «الجيش الإسرائيلي وهو يُغرق نفقًا في رفح بالإسمنت وبداخله 150 مجاهدًا فلسطينيًا خلال الفترة الأخيرة»، ضمن الفيديوهات والأخبار المضلّلة.