هل شهدت محطة الغاز في قصر غيلان حادث حريق؟
هل شهدت محطة الغاز في قصر غيلان حادث حريق؟
تداولت عدة صفحات وحسابات شخصية على منصة التواصل الاجتماعي فيسبوك، من بينها صفحة تحمل اسم "Hamdi Daoud" بتاريخ 28 أكتوبر 2025، وصفحة "Aabmedia" بتاريخ 27 أكتوبر، مقطعَ فيديو يُظهر تصاعد ألسنة لهب كثيفة من أنبوب غاز على مستوى محطة الغاز بمنطقة أم الشياه، على الطريق المؤدية إلى قصر غيلان بولاية قبلي.
وأشار ناشرو الخبر والفيديو إلى أن الصور الأولية تُظهر اندلاع اللهب بشكل كبير، مؤكدين أنه لا تتوفر أي معلومات رسمية إلى حدّ الآن حول أسباب الحريق أو حجم الخسائر المحتملة.
وبالتدقيق في الفيديو والادعاء من قبل منصة تونس تتحرى تبين أنه مضلل.
في المرحلة الأولى من عملية التدقيق، قامت منصة "تونس تتحرى بإستعمال أداة "InVid" المخصصة لتدقيق الفيديوهات، حيث تم تقطيع الفيديو إلى صور ثابتة، ثم تحليلها باستخدام خاصية البحث العكسي للصور عبر"Google Image" فوجدنا أن الفيديو حديث وصحيح وقع تداوله بشكل كثيف يوم 27 أكتوبر 2025 ويظهر تصاعد لألسنة اللهب مع دخان كثيف في أحد أنابيب محطة الغاز الغاز في قصر غيلان بولاية قبلي.
في مرحلة ثانية من التدقيق، قامت منصة "تونس تتحرّى" بالبحث عن الخبر المتعلق بـ "اندلاع حريق ضخم بمحطة للغاز في قصر غيلان بولاية قبلي"، وذلك باستخدام محرك البحث Google وإدخال الكلمات المفتاحية المناسبة.
وقد تم العثور على فيديو نُشر في الحساب الرسمي لإذاعة ديوان أف أم (Diwan FM) على منصة يوتيوب بتاريخ 27 أكتوبر 2025، تحت عنوان: "بعد رواج فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي: حقيقة اندلاع حريق في أنبوب غاز في ولاية قبلي؟"
وتضمّن الفيديو مداخلة لمراسل إذاعة ديوان أف أم في ولاية قبلي، الهادي بوصفة، ضمن برنامج "في 60 دقيقة"، حيث أوضح أن الفيديو المتداول على مواقع التواصل الاجتماعي لا يُوثّق نشوب حريق في أحد الأنابيب على طريق قصر غيلان.
وأضاف المراسل أنه، بعد الاتصال بوالي قبلي معاذ العبيدي وعدد من المواطنين المقيمين في منطقة قصر غيلان، تبيّن أن ما حدث ليس حريقًا، بل عملية صيانة دورية تقوم بها الشركة بصفة منتظمة للأنابيب الناقلة للغاز، وذلك تحسّبًا لأي تسربات أو حرائق، وللتأكد من جاهزية الشبكة وسلامتها.
وأوضح المراسل أن أهالي المنطقة معتادون على مشاهدة ألسنة اللهب الناتجة عن هذه العمليات الدورية، في حين قد يظنّ من يشاهدها لأول مرة أنها حادثة حريق، في حين أن الأمر لا يتعدّى إجراءً فنّيًا روتينيًا تقوم به الشركة.
كما عُثر على خبر نُشر في الصفحة الرسمية لموقع "نفزاوة"، وهو موقع إخباري يُعنى بأخبار الجنوب التونسي، على منصة التواصل الاجتماعي فيسبوك بتاريخ 27 أكتوبر 2025، وجاء فيه ما يلي:
حريق على مستوى أنبوب الغاز بطريق قصر غيلان، قرب محطة الغاز بأم الشياه.
- توضيح: وفقًا لعدة مصادر أكدت للموقع أن ما يُشاهد في الفيديو ليس حريقًا، بل عملية تنفيس للأنابيب تقوم بها الشركة في حال وجود تسرب للغاز.
كما نشر موقع "نفزاوة" بتاريخ 27 أكتوبر 2025 خبرًا على صفحته الرسمية، أفاد فيه أن رئيس المجلس المحلي بدوز، خليفة بن عامر، أوضح أن الحريق الذي تم تداوله بأنبوب الغاز في منطقة أم الشياه هو عملية صيانة دورية وليست حادثًا.
وأضاف بن عامر أن ما تم تداوله حول ألسنة اللهب التي شوهدت على مستوى أنبوب الغاز بطريق قصر غيلان هو في الحقيقة عملية فنية تُعرف بـ"تنفيس الأنابيب"، تُنفّذ عند وجود تسرب للغاز، وهي عملية آمنة وغير خطرة.
كما أكّد أنه كان متواجدًا على عين المكان أثناء تنفيذ العملية، وأن الوضع تحت السيطرة تمامًا ولا يُشكّل أي خطر على المتساكنين أو المنطقة.
استنادًا إلى هذه المعطيات، تُصنّف منصة "تونس تتحرّى" الفيديو والخبر اللذين زعم ناشروهما أنهما يُوثّقان اندلاع حريقٍ بمحطة الغاز في قصر غيلان من ولاية قبلي، ضمن فئة الأخبار والفيديوهات المضلِّلة.
