زائف

هل هناك فيديو وصور تظهر جثث أطفال مقطوعة رؤوسهم من قبل حركة حماس؟

زائف

هل هناك فيديو وصور تظهر جثث أطفال مقطوعة رؤوسهم من قبل حركة حماس؟

يندرج هذا المقال ضمن فقرة خاصة للتحري في الفيديوهات والصور والأخبار المتعلقة بموضوع حرب إبادة الكيان الصهيوني على غزّة.  وفي إطار التدقيق في الأخبار التي تندرج ضمن حملة البروباغاندا التي تقوم بها وسائل الإعلام الغربيّة.  وندعو متابعينا لارسال أي محتويات يشكون في دقتها عبر صفحاتنا على المنصات الاجتماعية أو على موقعنا الالكتروني.

 صرح  الرئيس الأمريكي "جو بايدن"   خلال حديثه عن "ممارسات حركة حماس" في خطاب  ألقاه يوم 11 أكتوبر 2023, متوجها فيه لقادة المجتمع اليهودي, أنه قام بالاطلاع على صور تظهر  أفراد حركة حماس, الذي وصفهم بالإرهابيين , يقطعون رؤوس جثث أطفال إسرائيليين, موضّحا ''I never really thought that I would see, have confirmed, pictures of terrorists beheading children'' ''لم أكن أعتقد أنني سوف أرى وقد أكدت, صور ارهابيين يقطعون رؤوس أطفال''. 

وكانت في وقت سابق  قد صرحت مراسلة قناة I24NEWS الإسرائيلية “نيكول زيديك”, خلال بث مباشر مع جندي إسرائيلي يدعى “ديفيد بن صهيون” بتاريخ 10 أكتوبر 2023 ،"أن أفراد حركة حماس يرتكبون جرائم مروعة في حق أطفال إسرائيل حيث تحدثت عن مشاهدتها جثث أطفال مقطوعة الرؤوس". 

ونشرت قناة  سكاي نيوز تقريراً  على قناتها الرّسمية على يوتيوب تحدثت فيه عن قتل حركة حماس للاطفال وقطع رؤوس جثثهم الأمر الذي أحدث ضجة كبيرة وساهم في انتفاضة عالمية وإدانة لحركة حماس.

لاقى هذا  الخبر رواجا كبيرا على مواقع التواصل الإجتماعي كما تناقلته قناتي " BBC"   و"CNN "  وغيرهما من الوسائل الإعلامية العالمية.
للتدقيق في هذا الخبر, قام فريق تونس تتحرى في  مرحلة أولى بالبحث عبر استعمال محرك " Google".  أضفى البحث على روايتين مختلفتين للخبر :
 الأولى تتمثل في الفيديوهات والتقارير التي نشرتها مواقع إعلامية والتي تتداول الرواية الأولى التي صرح بها الرئيس الأمريكي و التي نقلتها  قناة  "سكاي نيوز"  التي نشرت فيديو بعنوان "مروع: القوات الإسرائيلية تكتشف جثث 40 طفلاً قتلتهم حماس" الفيديو لاقى إنتشاراً واسعا على مواقع التواصل وحصد 805 ألف مشاهدة و العديد من التفاعل كما نشرت القناة  فيديو  آخر أسمته "إسرائيل: اختطاف امهات و أطفال وأجداد على يد مسلحي حماس" في حين أن محتوى الفيديو يتناقض مع المذكور في العنوان.  حيث أظهر الفيديو عناصر حركة حماس يطمئنون المرأة التي كانت تحمل أطفالها ويؤكدون لها أنهم لن يؤذوها هي  ولا أطفالها . ويذكر أنّ القناة لم تقم بترجمة محتوى الفيديو.
 الرواية الثانية التي وصلنا إليها تتمثل في نفي لهذا الخبر. فلقد  نفت حركة حماس, في بيان لها ’يوم الأربعاء 11 أكتوبر2023, ما  نُسب لها  من اتهام بقتل أطفال  وقطع رؤوسهم واستهداف مدنيين في إسرائيل.  وذكرت  في بيانها “نؤكد بشكل قاطع كذب الادعاءات الملفقة التي تروّج لها بعض وسائل الإعلام الغربية التي تتبنى الرواية الصهيونية المليئة بالأكاذيب، والتي كان آخرها الادعاء بقتل أطفال وقطع رؤوسهم واستهداف مدنيين”. 


كما قال مسؤولون اسرائيليون بأنه لا يوجد أي دليل لصحة هذا الخبر حيث صرح مكتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، بتاريخ 10 أكتوبر2023 أنه ليس لديه أي معلومات تؤكد ما نشرته الصحف الإسرائيلية وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي حول "قيام عناصر حماس بقطع رؤوس الأطفال".


و أصدر البيت الأبيض بياناً بتاريخ 11 أكتوبر 2023 يُعلن فيه تراجعه عن تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن التي أدلى بها خلال خطابه، والتي زعم فيها أنه رأى صوراً تُظهر مقاومي حماس وهم يقطعون رؤوس أطفال إسرائيل. وأكد البيت الأبيض أنه لا أحد من المسؤولين الأمريكيين رأى صوراً توثق ذلك، وأوضح أن بايدن اعتمد في تصريحاته السابقة على تقارير إعلامية عبرية.
تبينا عن طريق البحث المعمق  أن موقع " The Grayzone" الإخباري الأمريكي هو من قام بكشف هوية المصدر الرئيسي الذي قام بترويج الخبر، وهو "ديفيد بن تسيون" نائب قائد الوحدة 71 في جيش الكيان المحتل.  و هو  زعيم مستوطنين كان قد حرض على قتل الفلسطينيين في الضفة الغربية في وقت سابق من هذا العام.
من جانبه علق أورين زيف، وهو مراسل إسرائيلي، انضم إلى جولة لقوات الاحتلال في كفار عزة، بالقول: "تلقيت الكثير من الأسئلة عن أطفال قطعت رؤوسهم من قبل حماس، بعد الجولة الإعلامية، في المستوطنة، ولم نر أي دليل على ذلك، ولم يذكر المتحدث باسم الجيش أي حوادث من هذا القبيل".

وتواصلت وكالة الأناضول مع جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي قال إنه "لا يملك أية معلومات تؤكد الادعاءات بأن حماس قطعت رؤوس أي أطفال".
ونشر محرر الشؤون الدولية في شبكة "سكاي نيوز" دومينيك واغهورن منشورًا على موقع "إكس" -تويتر سابقا- كتب فيه: "إن قصة الأطفال بالرؤوس المقطوعة في كفر عزة اعتمدت على تقرير مراسلة إسرائيلية واحدة، ولم تتأكد صحتها من قبل أي جهة رسمية".

يشار إلى أنه حتى بعد إعتراف المصادر بعدم وجود أي دليل على وجود فيديوهات و صور توثّق جثث أطفال مقطوعة رؤوسهم من قبل حركة حماس  فإن الوسائل الإعلامية المعنية لم تقم بحذف المحتوى ولازالت هذه الأخبار والتقارير منتشرة ومتداولة على مختلف منصات التواصل.

بناء على جميع المعطيات تصنّف منصّة تونس تتحرّى خبر '' وجود صور وفيديوهات توثّق  جثث أطفال مقطوعة رؤوسهم من قبل حركة حماس'' ضمن المعطيات الزائفة. 

*أنجزت هذا المقال الطالبة المتخرجّة من معهد الصحافة وعلوم الإخبار هديل عزوز، في إطار تدريب بمنصة تونس تتحرى*