هل دعت الجهات الرسمية التونسية الى الجهاد في فلسطين ؟
هل دعت الجهات الرسمية التونسية الى الجهاد في فلسطين ؟
تناقلت العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي على غرار صفحة " الفرناج نبض العاصمة " خبرا مفاده "تونس تفتح باب الجهاد ضد الكيان الصهيوني ونصرة فلسطين وتقول الجهاد فريضة الله اكبر الله اكبر"
وأرفقت التدوينة ببيان صادر عن شخص يدعى حسين العبيدي وممضى باسمه ، بتاريخ 10 أكتوبر 2023 تحت عنوان "بيان حول عملية طوفان الأقصى تأييدا للجهاد في فلسطين فريضة عينية شرعية على جميع أفراد المسلمين "
وقد كتب في أعلى البيان الآتي :"الجمهورية التونسية
مشيخة الجامع الأعظم وفروعه
جامعة جامع الزيتونة المعمور"
كما حمل البيان ختم " اللجنة القانونية لقسم النزاعات - ادارة التعليم الزيتوني الأصلي - لجنة التدريس والعلوم ". و ذكر البيان في النقطة الثالثة "إن تأييد الجهاد في فلسطين ونصرته فرض عيني على جميع أفراد المسلمين كل حسب سعته وطاقته وأضعف الإيمان التوجه بالدعاء".
وقد علّق العديد من رواد منصات التواصل الإجتماعي, خاصّة من فئة الشباب, عن رغبتهم في الذهاب الى الجهاد في الأراضي الفلسطينية ظنا منهم أن البيان صدرعن الجهات الرسمية التونسية.
و بالتحري في خبر" تونس تفتح باب الجهاد ضد الكيان الصهيوني ونصرة فلسطين وتقول الجهاد فريضة "، تبين أنه زائف.
في مرحلة أولى من التدقيق, قام فريق تونس تتحرى باستعمال محرك البحث Google وإدخال الكلمات المفاتيح التالية: " تونس تفتح باب الجهاد في فلسطين - تونس تفتح باب الجهاد ضد الكيان الصهيوني - تونس تدعو لنصرة فلسطين وتقول الجهاد فريضة".
وجدنا بعض مقالات منشورة في مواقع الكترونية أعادت صياغة بيان حسين العبيدي المذكور أعلاه في شكل خبر على غرار موقع kapitalis.com الذي نشر مقالا بعنوان "جامعة جامع الزيتونة تعتبر الجهاد في فلسطين ونصرته فريضة عينية على جميع أفراد المسلمين"
وموقع القدس العربي الذي نشر مقالا يحمل عنوان "جامعة الزيتونة: تأييد الجهاد في فلسطين فرض عين على كل مسلم- (تدوينة).
كما قامت منصة "تفنيد" المصرية المتخصصة في تدقيق الأخبار بنشر مقال بعنوان " تونس لم تفتح لمواطنيها باب الجهاد في فلسطين" والذي وضح أن الخبر مضلل.
في مرحلة ثانية من التدقيق, اطلع فريق تونس تتحرى على الصفحة الرسمية "لمشيخة جامع الزيتونة المعمور"
فوجدنا بيانا نُشر بتاريخ 14 أكتوبر 2023 و ممضي من قبل رئيس "مشيخة جامع الزيتونة المعمور" الدكتور منير كمنتر.
وجاء في البيان توضيحا بأن جمعية "مشيخة جامع الزيتونة المعمور" لم تصدر أي بيان يدعو للجهاد والسفر لفلسطين ولا يتأتى بيان كهذا إلا من رئاسة الجمهورية أو الجهات الرسمية بالبلاد التونسية.
وأوضح منير كمنتر في تعليق أرفقه مع البيان "هذا المنشور ليس لبيان حكم الجهاد في فلسطين.. بل هو توضيح للرأي العام بعد أن وصلتنا العديد من الرسائل لشباب يريدون تسجيل أسمائهم في الفوج الذي سيذهب للجهاد، فوضحنا أننا لم ننظم أو ننسق أي دعوة للسفر".
تابع فريق تونس تتحرى البحث وذلك بالاتصال بمنير كمنتر,أستاذ سابق بجامعة الزيتونة, الذي أكّد أنه رئيس مشيخة جامع الزيتونة المعمور، وأن البيان التوضيحي ممضى من طرفه و"الصفحة الرسمية لمشيخة جامع الزيتونة المعمور" هي بالفعل الصفحة الرسمية للجمعية و أنه يقوم بالإشراف عليها شخصيا.
وأوضح منير كمنتر أن حسين العبيدي الذي دعا للجهاد في فلسطين ,كان عضوا بالجمعية و قد تمّ عزله سنة 2014 من قبل مشيخة الزيتونة لكنه لم يتقبّل القرار.
وأضاف كمنتر أن الدولة لا تعترف ب "مشيخة جامع الزيتونة المعمور" رغم وجود قرار قضائي بات يقضي باستئناف نشاطها وهناك مؤشرات ايجابية من قبل الدولة للاعتراف بهم.
وأضاف أنه نشره للبيان كان بغاية طمأنة الرأي العام التونسي بعد البلبلة التي حدثت عقب نشر بيان العبيدي الداعي للجهاد والطلبات الكثيرة التي تلقاها من قبل التونسيين الراغبين بالسفر والجهاد في فلسطين.
اطلعنا في مرحلة ثالثة على الصفحات الرسمية لرئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة ووزارة الشؤون الدينية فلم نجد أي دعوى أو بيانات تدعو فيها الدولة المواطنين للسفر أو الجهاد في فلسطين.
لمزيد التدقيق, اتصلنا بوزارة الشؤون الدينية للتثبت في الخبر حيث أكد لنا مسؤول, فضّل عدم ذكر اسمه, أن الوزارة لم تصدر أي بيان تدعو فيه للسفر والجهاد في فلسطين وأن كل البيانات المنشورة في هذا الصدد صادرة عن شخصيات وجمعيات غير رسمية ولا تمت لوزارة الشؤون الدينية بأي صلة.
و بناء على المعطيات المذكورة, تؤكد منصة تونس تتحر أن الخبر المتعلق بأن تونس فتحت باب الجهاد ضد الكيان الصهيوني ونصرة فلسطين هو خبر زائف.