زائف

هل قامت حماس بقصف مستشفى المعمداني جنوب غزة؟

زائف

هل قامت حماس بقصف مستشفى المعمداني جنوب غزة؟

هذا المقال من إنتاج الصحفية المتربصة بمنصة تونس تتحرى هديل عزوز. 

يندرج هذا المقال ضمن فقرة خاصة للتحري في الفيديوهات والصور والأخبار المتعلقة بموضوع حرب إبادة الكيان الصهيوني على غزّة.  وفي إطار التدقيق في الأخبار التي تندرج ضمن حملة البروباغاندا التي تقوم بها وسائل الإعلام الغربيّة.  وندعو متابعينا لارسال أي محتويات يشكون في دقتها عبر صفحاتنا على المنصات الاجتماعية أو على موقعنا الالكتروني.


على إثر القصف المدمر الذي طال مستشفى المعمداني الكائن بجنوب قطاع غزة والذي أسفر عن موت المئات من المدنيين، وخلف غضباً وإنتفاضة عالمية شعوباً وحكومات، وإدانات  من قبل المنظمات الدولية، إنتشر خبر مفاده أن هذه الكارثة اهي نتيجة  “إطلاق صاروخي فاشل” من قبل حركة المقاومة الفلسطينية حماس.

في مرحلة أولى وفي سبيل التحري في هذا الخبر بحث فريق تونس تتحرى عن المصدر الأول الذي قام بترويجه. فتبين أن أول من أطلق هذا الإدعاء  هو قائد جيش الإحتلال دانيل هجاري، الذي صرح خلال ندوة صحفية بأن جيش الكيان لا يحمل مسؤلية القصف ووجه الإتهام إلى قوات المقاومة الفلسطينية حماس حيث زعم أن "استخباراتهم ومعلوماتهم أكدت أن عملية إطلاق صواريخ فاشلة من قبل حركة حماس هي التي تسببت في الانفجار". 

في المقابل,  نفى الناطق ب باسم حركة حماس, داود شهاب,  مزاعم واتهامات الاحتلال الصهيوني  للحركة بضرب مستشفى المعمداني في غزة. وأكد ، داود شهاب، في تصريحات لقناة الجزيرة، أن مجزرة مستشفى المعمداني جريمة وحشية مكتملة الأركان، مشيراً إلى أنها جريمة إسرائيلية و مؤكدا أن هذا الادعاء باطل، حيث قال: "إسرائيل، بعد هذه الجريمة، شعرت بأن هناك أزمة وانتفاضة عالمية ضد هذه السياسات العدوانية الوحشية التي تمارسها". وأضاف: "إسرائيل مرة أخرى تستدعي الكذب للتضليل الإعلامي والتضليل الدولي الذي تمارسه للاستمرار في جريمته.

كما أفادت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أن الاحتلال الإسرائيلي هدد مستشفى المعمداني بنفس الطريقة التي هدد بها باقي المستشفيات. وأشارت الوزارة إلى أن المستشفى تعرض للهجوم قبل يومين من القصف العنيف كرسالة تحذيرية مُبكرة.


وأوضحت الوزارة أن الاحتلال الإسرائيلي أنجز تهديده بارتكاب مجزرة داخل المستشفى، مما أدى إلى سقوط مئات الضحايا، بما في ذلك الأطفال والنساء والمسنين. وأكدت أن هذه المجزرة المروعة والمأساوية التي شهدها العالم بأسره تجعل المحتل لا يمكنه التنصل من هذه الجريمة.


في مرحلة ثانية قام فريق تونس تتحرى بالإطلاع على حساب وزارة الخارجية الإسرائيلية على منصة إكس (المعروفة سابقاً بتويتر) حيث تم نشر مقطع فيديو يزعم  أن "قناة الجزيرة سجلت لحظة إطلاق حركة الجهاد الإسلامي صاروخا أخطأ الهدف وأصاب مستشفى في قطاع غزة، مما أدى إلى مقتل المئات". انتشر هذا الادعاء على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي بعد أن قامت صفحات وحسابات شخصية بنشره. بحثنا بتقنية البحث العكسي عن مصدر الفيديو المزعوم واظهرت أداة InVid أن مقطع الفيديو، الذي تم استخراجه من بث مباشر لقناة الجزيرة في قطاع غزة، يُعود إلى غارات عنيفة من  الكيان المحتل استهدفت منطقة الزيتون والأطراف الشمالية الشرقية لحي الشجاعية في قطاع غزة قبل 30 دقيقة من الهجوم على المستشفى. 


قام العديد من مستخدمي مواقع التواصل بنشر مشاهد توضّح الفارق بين صواريخ المقاومة وصواريخ إسرائيل حيث قام بعض المستخدمين بنشر فيديو يظهر ثلاثة مشاهد لضربات صاروخية مختلفة. يُظهر المشهد الأول صوت صاروخ أطلقته المقاومة على عسقلان، والمشهد الثاني يُظهر صوت قنبلة JDAM الأميركية التي تستخدمها قوات الاحتلال  والتي تشبه صوت الصاروخ الذي أصاب مستشفى المعمداني ويظهر في المشهد الثالث. 

ووفقًا لتقارير إعلامية، تلعب قنابل JDAM الذكية دورًا رئيسيًا في الحرب على غزة. تُستخدمها إسرائيل بكثرة خلال غاراتها العنيفة، وسببت دمارًا واسعًا. هذه القنابل تأتي ضمن الدعم الأميركي لإسرائيل وتم تطويرها بواسطة القوات الجوية والبحرية الأميركية. وقد تم تجهيز القنابل بتقنية الهدف المحددة بفضل نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) ونشرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية خبرًا يتعلق بنوع القنبلة التي سقطت على مستشفى المعمداني، حيث أوضحت أن نوع القنبلة هو  MK 84 أي مارك 84، وهي ضمن سلسلة قنابل أمريكية الصنع بوزن 2000 رطل. تعتبر هذه القنبلة ذات توجيه دقيق وتحتوي على كمية كبيرة من المواد المتفجرة، ويُمكن أن تكون مدمرة للغاية إذا وصلت إلى هدفها بالزاوية المناسبة.

يشار الى ان الكيان قد حذر في السابق وهدد بأنه سينفذ هجوما على المستشفيات، كما أن أجهزة الإستخبارات المزعومة كانت قد فشلت قبل 10 أيام في رصد عملية إقتحام نحو 1500 من عناصر المقاومة الفلسطينية إلى أحد أكثر المواقع الإسرائيلية حراسة، كما أن الكيان قام بمهاجمة المناطق الجنوبية من غزة في حين أن هذه المناطق نفسها هي التي دعا المدنيين الفلسطينين للجوء إليها. 

بعد التحقق تم تصنيف الخبر الذي يدين حركة حماس بالهجوم المدمر على مستشفى المعمداني بجنوب قطاع غزة بأنه خبر زائف.