مضلل

هل أرسلت تركيا دعما للكيان الصّهيوني؟

مضلل

هل أرسلت تركيا دعما للكيان الصّهيوني؟

يندرج هذا المقال ضمن فقرة خاصة للتحري في الفيديوهات والصور والأخبار المتعلقة بموضوع حرب إبادة الكيان الصهيوني على غزّة.  وفي إطار التدقيق في الأخبار التي تندرج ضمن حملة البروباغاندا التي تقوم بها وسائل الإعلام الغربيّة.  وندعو متابعينا لارسال أي محتويات يشكون في دقتها عبر صفحاتنا على المنصات الاجتماعية أو على موقعنا الالكتروني.

 نشرت قناة "كان" العبرية على صفحتها على موقع اكس -تويتر سابقا-  بتاريخ 17 أكتوبر 2023 خبرا مفاده " سفينة ضخمة من تركيا ترسو في ميناء حيفا، وتحمل 4500 طن من الخضار والفواكه، 80% منها طماطم، لسد حاجة "إسرائيل"؛ بسبب الأضرار التي لحقت بالمناطق الزراعية خلال الحرب مع غزة. ''  وتداولت الخبر صفحات إخبارية على غرار صفحة شبكة القدس التّركية ..

كما  أثارت هذه التّدوينة تفاعل العديد من روّاد موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك بين مستغرب ومستنكر وبين مشكّك في صحّته. ممّا جعل فريق تونس تتحرّى يدقق فيه ليتبيّن أنه مضلّل.

قمنا في مرحلة أولى من التدقيق ببحث معمق على الإنترنت  باستعمال الكلمات المفاتيح. فوصلنا إلى  حساب رسمي  على موقع اكس  لصحفي تركي الجنسيّة يدعى  ''Mehmet Canbekli'' الذي ذكر في تدوينته أنّ '' مركز مكافحة المعلومات المضللة التّابع للرّئاسة التركية يرد على الأخبار المنتشرة حول ارسال تركيا مساعدات غذائية لاسرائيل'' مضيفا أنّ المركز يكذّب هذه الادّعاءات.


 قمنا بالاعتماد على هذه التّدوينة وتعمّقنا في البحث لجدنا بالفعل أنّ مركز مكافحة المعلومات المضللة التابع لرئاسة الإعلام في رئاسة الجمهورية التركية قد نشر  ردًا رسميًا على الأخبار التي انتشرت بالأمس عن إرسال تركيا سفينة محملة بأطنان من المواد الغذائية إلى “إسرائيل”.

وقال المركز في بيانه إن تركيا لم ترسل هذه السفينة بأمر حكومي، والواقع أن الشحنة انطلقت بأمر من شركات تركية خاصة لها علاقات دولية، و وصلت هذه الشحنة وفق عقود موقعة بينها وبين “إسرائيل''.

وشدّد المركز على أن تركيا لم ترسل أي دعم إغاثي لـ”إسرائيل”، وأن هذا الخبر كُتِب بصيغة مضللة.

كما أكّد مدير مكتب الأناضول بتونس( وهي وكالة أنباء تابعة للحكومة التركية) لفريق تونس تتحرّى عند اتّصالنا به ,أنّها ادّعاءات تبرز تلاعبا وأنّ تركيا كدولة لا تقدّم أي دعم لاسرائيل و أن هذه الشركات هي شركات  مستقلّة تعمل في ميدان التّجارة الدّولية.'' 

في مرحلة أخرى من التدقيق, حاولنا عديد المرات  الاتّصال بالسّفارة التركية بتونس لنجمع أكبر عدد ممكن من المعلومات لكن للأسف دون جدوى. 

حسب المعلومات التي توصلنا إليها, اتضح أن الدولة التركية لم تقم بإرسال مساعدات للكيان الصهيوني و إنما الأمر يتعلق بصفقة تجارية بين تاجر تركي و تاجر من الكيان المحتل. 

بناء على كلّ المعطيات التّي تمّ ذكرها سابقا تصنّف منصّة تونس تتحرّى خبر ''ارسال الدولة التّركية سفينة ضخمة لذعم الكيان الصهيوني"ضمن الأخبار المضلّلة.