تفسيري

وعد بلفور"المشؤوم"...بداية معاناة الشعب الفلسطيني

تفسيري

وعد بلفور"المشؤوم"...بداية معاناة الشعب الفلسطيني


يندرج هذا المقال ضمن فقرة خاصة للتحري في الفيديوهات والصور والأخبار المتعلقة بموضوع حرب إبادة الكيان الصهيوني على غزّة. وفي إطار التدقيق في الأخبار التي تندرج ضمن حملة البروباغاندا التي تقوم بها وسائل الإعلام الغربيّة. وندعو متابعينا لارسال أي محتويات يشكون في دقتها عبر صفحاتنا على المنصات الاجتماعية أو على موقعنا الالكتروني.


يعتبر تاريخ 02 نوفمبر 1917  من أسوء التواريخ في ذاكرة العرب والمسلمين عامة وشعب فلسطين خاصة بما أنه شهد تاريخ  ميلاد وعد بلفور المشؤوم .

بدأت القصة قبل اندلاع  الحرب العالمية الأولى ،  حين كانت الدول تخطط لاقتسام الثروات حتى قبل اندلاع الحروب وخوضها ،  سارع وزير الخارجية البريطاني الذي كان  يدعى انذاك " آرثر بلفور في 2 نوفمبر 1917 إلى كتابة رسالة إلى المصرفي البريطاني وأحد زعماء اليهود في بريطانيا البارون روتشيلد، أدت إلى قيام دولة إسرائيل وما تبع ذلك من حروب وأزمات في الشرق الاوسط.





وجاء في نص الرسالة التي كتبها بلفور والتي تحمل اسم وزارة الخارجية  وتاريخ 02 نوفمبر 1917   في أعلى الوثيقة وتوقيعها في أسفلها , الآتي :

"عزيزي اللورد روتشيلد

يسرني أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة جلالته بالتصريح التالي الذي يعبر عن التعاطف مع طموحات اليهود الصهاينة التي تم تقديمها للحكومة ووافقت عليها.

"إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين وستبذل قصارى جهدها لتحقيق هذه الغاية، على ألا يجري أي شيء قد يؤدي إلى الإنتقاص من الحقوق المدنية والدينية للجماعات الاخرى المقيمة في فلسطين أو من الحقوق التي يتمتع بها اليهود في البلدان الاخرى أو يؤثر على وضعهم السياسي".

سأكون ممتنا لك إذا ما أحطتم الاتحاد الصهيوني علما بهذا البيان.

المخلص آرثر بلفور"

و نستشف من هذه الرسالة التي توجه بها آرثر بلفور الى روتشيلد أن المسؤولين في بريطانيا قد بدأوا فعليا بتوزيع غنائم الحرب قبل خوضها وعبروا منذ البداية عن تعاطفهم مع الحركة الصهيونية التي لطالما كانت تسعى وتحلم لإقامة وطن لليهود في أرض فلسطين غير معترفين ان هنالك شعب يعيش على تلك الأراضي يسمى بالشعب الفلسطيني.

ورغم أن الرسالة السالف ذكرها  لا تتحدث مباشرة عن تأييد الحكومة البريطانية لإقامة دولة لليهود في فلسطين، لكن دورها كان  أساسياً في اقامة دولة اسرائيل بعد 31 عاما من تاريخ الرسالة، أي عام 1948.

من جهة أخرى ، شجعت الرسالة  يهود القارة الأوروبية على الهجرة إلى فلسطين خلال الفترة ما بين الحرب العالمية الأولى والثانية، في وقت كانت القارة تشهد صعودا للتيارات القومية المعادية للسامية.

وجدت بريطانيا مصالحها مع الحركة الصهيونية  ،  فدخلت فلسطين وأنهت حكما عثمانيا دام 

أكثر من 4 قرون بعد معارك دامية  دارت بينهما داخل الأراضي الفلسطينية في فترة  الحرب العالمية الأولى سنة  1917.

وعندما توقفت الحرب العالمية ، تكثفت الدعوات لنقل اليهود من أوروبا وأميركا، ثم بدأت الهجرات اليهودية بأعداد هائلة تُنقل عبر خط سكة حديد يافا-القدس، الذي استولى عليه البريطانيون تماما.

في عام 1918 قررت الحكومة البريطانية إرسال وفد إلى فلسطين ضم "حاييم وايزمان"  الذي تم تعيينه لاحقا رئيسا للمنظمة الصهيونية العالمية من 1920 حتى 1946، وتم انتخابه أول رئيس لإسرائيل عام .

بعد الاستيلاء على أراضي الدولة العثمانية ، عقد الحلفاء المنتصرون في الحرب العالمية الأولى في سنة 1920 مؤتمرا في مدينة سان ريمو الإيطالية لتقسيم الأراضي التي استولوا عليها  واتفقوا على وضع فلسطين تحديدا تحت انتداب دولة ينتخبونها، فاجتمعوا على بريطانيا ووقع تحويل وعد بلفور من خطاب للنوايا الحسنة إلى وثيقة قانونية ضمن لوائح الانتداب البريطاني على فلسطين.

وتم  الإعلان رسميا عن إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، وتشكلت حكومة مدنية

 في سنة 1920 تم الموافقة على أول مرسوم هجرة يهودية، لتبدأ سلسلة التدفقات لليهود بلا توقف في سياسة ممنهجة تعمل على تغيير ديمغرافية الأرض وتبدأ معه سلسلة  من الاضطهادات والتشريد والقمع والتهجير ضد شعب فلسطيني أصيل متجذر في هذه الأرض منذ آلاف السنين.