زائف

هل الصّورة لإقامة أوّل مخيّم للاجئي الكيان المحتلّ؟

زائف

هل الصّورة لإقامة أوّل مخيّم للاجئي الكيان المحتلّ؟

يندرج هذا المقال ضمن فقرة خاصة للتحري في الفيديوهات والصور والأخبار المتعلقة بموضوع حرب إبادة الكيان الصهيوني على غزّة. وفي إطار التدقيق في الأخبار التي تندرج ضمن حملة البروباغاندا التي تقوم بها وسائل الإعلام الغربيّة. وندعو متابعينا لارسال أي محتويات يشكون في دقتها عبر صفحاتنا على المنصات الاجتماعية أو على موقعنا الالكتروني.

تداولت صفحات ونشطاء حول مواقع التواصل الاجتماعي انستغرام و X, (تويتر سابقا)ومواقع حديثا معلومات تفيد بأنّه تمّ إقامة مخيّم للاجئين في اسرائيل '' الاحتلال يبني أول مخيم للنازحين الصهاينة في أراضي فلسطين المحتلة.'' أرفقت هذه التّدوينات بصورة قالوا أنّها للمخيّم الذي تمّت إقامته ..(شارك العديد الخبر المرفق للصورة نقلا عن صحيفة ''معاريف العبريّة)..

تراوحت ردّات فعل روّاد شبكات التواصل بين مستنكر ومشكّك ومؤيد مما جعل فريق تونس تتحرّى يتحقق من صحّة هاته المعلومات الأخيرة. 


في مرحلة أولى قمنا بزيارة موقع صحيفة ''معاريف'' العبرية التي نسب لها الخبر لنجد أنّها نشرت خبرا بتاريخ 22 أكتوبر على الساعة الثانية مساءا و 35 دقيقة.

(تمّت ترجمة الصّفحة بواسطة Google Translate إلى اللغة العربية) 


يتحدّث المقال عن مدينة إيلات الّتي ''استقبلت أكثر من 60 ألف شخص تم إجلاؤهم، وتستعد الآن لإقامة مدينة خيام بالقرب من مدخل المدينة.'بعد امتلاء غرف الفنادق ودور الضيافة في المدينة،''

ويذكر أيضا حسب المقال أنّ رئيس البلدية إيلي لانكيري أمر موظفي البلدية بأن يقدموا للحكومة مخططًا لإنشاء مدينة خيام تبلغ مساحتها حوالي 150 دونمًا. ''

وعند إطلاعنا على الصفحة الرّسمية إيلي لانكيري رئيس بلدية إيلات وجدنا مداخلة له في قناة عبرية كان قد نشرها مساء يوم الاثنين 22 أكتوبر 2023 على حسابه وجاء في نصّ التّدوينة المترجم ''إيلات ، التي كانت أول من قام بتجنيد واستقبال سكان الجنوب ، تستضيف حاليا أكثر من 60.000 من السكان الذين تم إجلاؤهم وإخلاؤهم من مستوطنات الجنوب والبيئة ، وتستعد لاستقبال آلاف آخرين في مخيمات ردا على المستوطنات التي تم إجلاؤهم من شمال إسرائيل.'' 

 لكنّ لم تتمّ الإشارة إلى القيام بإنشاء مخيّمات بل كما ذكر المصدران هي ''مخطّط'' .

 وعند القيام في مرحلة أخرى بالبحث عن الخبر من خلال إدخال الكلمات المفاتيح في محرّك البحث لم نجد له أثرا في أي من الوسائل الاعلاميّة ولا الصّفحات الرّسمية لقوات الدّفاع الإسرائيلي ..  

ماذا عن الصّورة؟ 

وحول الصّورة التي تمّ تداولها (صورة تُظهر عدة خيام زرقاء وبيضاء نصبت على طول الشاطئ، وبعضها يحمل نجمة David، انتشرت بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي)على أنها أول مخيم للنازحين الصهاينة في غزة قام فريق تونس تتحرّى بالبحث من خلال جميع محرّكات البحث العكسي على غرار Google Lens ولم نجدها في أي من المصادر الرّسميّة. 

في مرحلة ثانية وبعد مراجعة الصورة بعناية، لاحظنا بعض التناقضات حيث تبيّن لنا التالي: 

أولًا العلم في الجزء العلوي الأيسر من الصورة يحمل نجمتي داوود مرسومتين بشكل سيء، وليس نجمة واحدة كما هو الحال في علم الكيان الصهيوني.


بالإضافة إلى ذلك، لاحظنا أنه على الرغم من أن الطقس في إسرائيل حاليا (تحديث 23أكتوبر 2023) مشمس ودافئ، خاصة في إيلات حيث تشير بعض التقارير إلى أن الصورة أُلتقطت هناك، إلا أن معظم الأشخاص يبدون وكأنهم يرتدون ملابس شتوية سميكة.


كما يوجد الكثير من التّشوهات في صور الخيام رغم أنّ الصورة تبدو بشكل عام غير طبيعية بسبب نعومتها وصفاء ألوانها ، على عكس الصور العادية.(وهو ما يثير الشك أيضا) 


في مرحلة ثالثة قمنا بإدخال الصّورة عبر أداة الكشف عن الصور المُنشأة بواسطة الذكاء الاصطناعي (Aiornot) الذي رجح أن تكون الصورة قد تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي.

كما قمنا في مرحلة رابعة بادخال الصورة عبر تقنية Forensics من محرّك InVid والتي تبيّن لنا إن تمّ ادخال اضافات أو تغييرات على الصورة, والتي أبرزت لنا بالفعل العديد من التغييرات الحاصلة في الصورة.


وبالّتالي نستنتج أنّ الصورةالمنسوبة لإقامة مخيم للنازحين الاسرائيلين “مفبركة “.

بناء على كلّما سبق ذكره تصنّف منصّة تونس تتحرّى الصورة المصحوبة بخبر ''إقامة أول مخيّم للاجئي الكيان المحتلّ '' ضمن المعطيات الزائفة.