مضلل

هل تهاوى سعر صرف الدينار التونسي مقارنة بالدولار الأمريكي؟

مضلل

هل تهاوى سعر صرف الدينار التونسي مقارنة بالدولار الأمريكي؟

نشر العديد من رواد الوسائط الاجتماعية مؤخرا أخبارا تفيد بأن "الدينار التونسي يتهاوى أمام الدولار حيث بلغ الدولار الواحد 3.1011 في 04 ماي 2022 بينما كان يساوي في نفس التاريخ من العام الماضي 2.7618 دينارا مع توقعات بمزيد التراجع..." قامت "تونس تتحرى" بالتدقيق في صحة هذه المعلومات فاتضح أنها مضللة.



قامت وحدة التحري أولا بالاطلاع على موقع Boursorama  المختص في العملات والبورصة حيث تتوفر قاعدة بيانات لمقارنة العملات لمدة عشر سنوات سابقة وقمنا بتحديد سعر الصرف في الفترة الممتدة من 09 ماي 2021 الى غاية 09 ماي 2022، حيث قمنا بمقارنة سعر صرف اليورو مقابل الدينار التونسي في 09 ماي 2022، الذي بلغ 3.257 دينارا تونسيا، في حين كان في 09 ماي 2021 اليورو الواحد يساوي 3.313 دينارا تونسيا. ووجدنا أيضا أن سعر صرف اليورو مقابل الدينار التونسي لم يبلغ أعلى مستوياته في شهر ماي 2022 اذ شهد العديد من المرات مستويات أعلى فقد بلغ على سبيل المثال   في 04 سبتمبر 2021، 3.313 دينارا تونسيا وبلغ أعلى مستوى له سنة 2021 يوم 12 جوان ، بــ 3.327 دينارا.

وبمقارنة الدينار التونسي بالجنيه الاسترليني في الفترة الممتدة بين 09 ماي 2021 و 09 ماي2022 ، فقد بلغ سعر صرف الجنيه الاسترليني يوم 09 ماي 3.803  دينارا تونسيا مقابل 3.811 دينارا تونسيا في نفس اليوم من السنة الفارطة. كما شهد سعر الصرف أدنى مستوياته سنة 2021 في 15 جانفي 2022، حيث بلغ الجينيه الاسترليني 3.949 دينارا تونسيا.

 في المقابل بلغ سعر صرف اليان الياباني في 09 ماي 2022، 23.73 دينارا تونسيا في حين كان 25.11 دينار تونسيا في 09 ماي 2021، وقد بلغ أعلى مستوى له منذ بداية سنة 2022 يوم 05 مارس بـ25.65 دينارا تونسيا وبلغ أعلى مستوياته سنة 2021، يوم 05 ديسمبر ليصل اليان الياباني الى 25.53 دينارا تونسيا.

أما بالنسبة لسعر صرف الدولار الأمريكي، وان بلغ فعليا مستوى قياسيا لم يشهده من قبل، بـ3.090 دينارا تونسيا يوم 09 ماي 2022، مقابل 2.724 دينارا تونسيا في نفس اليوم من السنة الفارطة. فإن هذا الارتفاع القياسي ليس فقط خاصا بالدينار التونسي أو بسبب تهاويه مثلما ذكر بعض رواد الوسائط الاجتماعية بل" يرجع  ذلك بالأساس الى ارتفاع قيمة الدولار بالمقارنة مع معظم العملات العالمية الأخرى بدءا باليورو والجنيه الاسترليني واليان الياباني وغيرها من العملات"  ويرجع الخبير الاقتصادي معز حديدان ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي الى ارتفاع التضخم بعد عودة النمو الاقتصادي بعد جائحة كورونا ما أدى الى ارتفاع نسب الفائدة المديرية في البنوك المركزية في العالم وخاصة في الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي ، يعني أن المستثمرين عرفوا أن البنوك ستقوم بترفيع نسب الفائدة المديرية في الأسواق المالية الكبرى وقاموا بالاستثمار في العملات التي توقعوا أن تزيد فيها الفائدة بصفة أكبر وتوقعوا أن ترتفع نسبة الفائدة المديرية أكثر في الولايات المتحدة الأمريكية  خاصة وأن البنك المركزي الأوروبي أعلن في وقت  سابق أن لا نية له في ترفيع نسبة الفائدة  ما يدفع المستثمرين إلى بيع اليورو لشراء الدولار  خاصة على ضوء  الحرب الروسية الأوكرانية وتوقعات تراجع النمو الاقتصادي في القارة العجوز في حين سيكون ذلك في صالح الدولار الأمريكي خاصة وأن الولايات المتحدة الأمريكية بعيدة جغرافيا عن منطقة النزاع.

وبعد الاطلاع على كافة المعطيات تصنف "تونس تتحرى" الاخبار المتداولة بشأن "تهاوي الدينار التونسي أمام الدولار الأمريكي"  بالمضللة لأن هذا التراجع  عائد بالأساس الى ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي مقارنة بمعظم العملات العالمية الأخرى ولا يقتصر هذا على الدينار التونسي.