صحيح

هل تقدّمت تونس بشكوى في مجلس الأمن ضدّ إسرائيل بعد عدوان حمام الشّط ؟

صحيح

هل تقدّمت تونس بشكوى في مجلس الأمن ضدّ إسرائيل بعد عدوان حمام الشّط ؟

تناقل عديد روّاد موقع التّواصل الاجتماعي فيسبوك  عديد التعليقات منذ مساء يوم 10 جانفي 2024 عقب نشر وزارة الشؤون الخارجيّة و الهجرة والتونسيين في الخارج بيانا رسميا على صفحتها على فيسبوك جاء فيه. البيان يشدد على أن تونس لن تتنازل عن موقفها الثابت وستظل داعمة للقضية الفلسطينية، مع رفض أي تنازل عن مواقفها الأساسية بشأن تاريخ القضية والمساواة بين الضحية والجلاد وإدانة المقاومة. أيضًا، تونس تعلن رفضها للانضمام إلى أي دعوى ضد الكيان المحتل أمام المحكمة الدولية. وذلك لما فيه من اعتراف ضمني بدولة الاحتلال. 
ورجع عديد رّواد  موقع فيسبوك من خلال تعليقاتهم  إلى حادثة حمام الشط أو ما أسماها الاحتلال بعملية ''الساق الخشبية''.  حيث استنكر البعض منهم هذا الموقف وذكروا  أنّ الدولة التونسية كانت قد تقدّمت بشكوى ضدّ اسرائيل في مجلس الأمن بعد الحادثة في حين شكك بعضهم  في هذا الرواية.
تحقق فريق تونس تتحرّى في صحة هذا الخبر و تبين أنه صحيح. 



قمنا في مرحلة أولى بالبحث من خلال الكلمات المفاتيح حول خبر ''حادثة حمام الشط'' عبر محرّك البحث '' Google'' حيث وجدنا بعض المقالات الحديثة التي تسترجع الحادثة. فقد اقتحمت ست طائرات من أسطول جيش الاحتلال الإسرائيلي ,غرة أكتوبر سنة 1985 , الأجواء التونسية دون أن تعيق تحليقها أي معارضة، وأسقطت قنابل يبلغ وزن كل منها طناً على مقر منظمة التحرير الفلسطينية OLP الكائن بحمام الشط في الضاحية الجنوبية لتونس العاصمة. وأسفر هذا القصف عن مقتل 50 فلسطيني وفلسطينية و15 تونسي وتونسية، بالإضافة إلى أكثر من مائة جريح وجريحة.
وحول الإدانة العالمية , اطلعنا على الموقع الرسمي للأمم المتّحدة للتثبت من القرارات التي اتّخذها مجلس الأمن سنة 1985 أين وجدنا القرار عدد 573 المسمى حسب مجلس الأمن " الحالة تونس وإسرائيل ".

 وفي بداية القرار ذكر مجلس الأمن أنّه قد ''نظر في الرّسالة المؤرّخة في 1 تشرين الاول/اكتوبر 1985, التي قدّمت فيها تونس شكوى ضدّ اسرائيل عقب العدوان الذي اقترفته الأخيرة ضدّ سيادة تونس وسلامتها الاقليمية , وقد استمع الى بيان وزير خارجية تونس , وقد لاحظ مع القلق أن الهجوم الاسرائيلي قد سبب خسائر فادحة في الأرواح و أضرارا مادّية كبيرة '' 
يدين مجلس الأمن  بقوة العدوان المسلح الذي اقترفته إسرائيل على الأراضي التونسية، في انتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة و القانون و قواعد السلوك الدوليين و يطالب أن تمتنع إسرائيل عن اقتراف أعمال عدوانية مماثلة أو التهديد باقترافها. و  يحث الدول الأعضاء على أن تتخذ تدابير لثني إسرائيل عن اللجوء إلى مثل هذه الأعمال ضد سيادة جميع الدول وسلامتها الإقليمية.
و قد هدد الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة, آنذاك بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة إذا حاولت استخدام حق النقض «فيتو» لتعطيل قرار مجلس الأمن عدد 573 ضد إسرائيل.

وفي الأول من أكتو
بر 2023، نظمت السفارة الفلسطينية في تونس حدثًا تكريميًا للشهداء الذين سقطوا في الهجوم الإسرائيلي على مقر منظمة التحرير في تونس في 1985. حضر الحفل سفير فلسطين ومعتمد حمام الأنف وكاتب عام البلدية بالإضافة إلى ممثلين عن حركة فتح والجالية الفلسطينية. تم وضع باقات زهور باسم رئيس دولة فلسطين على قبور الشهداء، ووضع إكليل زهور على النصب التذكاري. و ألقى السفير خطابا أكد فيه استمرار النضال الفلسطيني وإدانته لأفعال الاحتلال. سفراء معتمدين أعربوا عن إدانتهم للهجوم وتقديرهم لتونس و دعمها المستمر للقضية الفلسطينية.
بناء على كافة المعطيات التي تمّ ذكرها تصنّف منصّة تونس تتحرّى خبر '' تقدّم تونس بشكوى في مجلس الأمن ضدّ إسرائيل بعد عدوان حمام الشّط'' ضمن الأخبار الصّحيحة.