زائف

هل يمكن الحسم في جودة زيت الزيتون عبر تجميده بالثلاجة أو عرضه للضوء؟

زائف

هل يمكن الحسم في جودة زيت الزيتون عبر تجميده بالثلاجة أو عرضه للضوء؟

تداول العديد من رواد منصات التواصل الاجتماعي على غرار فيسبوك مقطع فيديو، بتاريخ 20 جانفي 2024، مدته 8.22 دق ، لشخص يقوم  بتجارب على أنواع مختلفة من زيوت الزيتون التونسية لمعرفة جودتها وذلك بعد تجميده أو عبر عرضه للضوء ، وأكد صاحب الفيديو أنه بعد التجربة هناك أنواع من الزيوت تجمدت بعد وضعها في الثلاجة لمدة معينة  وهو ما يعني أنها زيوت ذات جودة عالية وغير مغشوشة ، كما أكد صاحب التجربة  أن الزيوت الأصلية  لا يمكن للضوء اختراقها كما يمكن للضوء كشف الزيت المغشوش من خلال الرواسب ، ولقي هذا الفيديو مجموعة كبيرة من التعليقات.

 منصة تونس تتحرى قامت بالتدقيق في الخبر، فتبين أنه زائف.

في مرحلة أولى قامت تونس تتحرى بالتدقيق في الخبر المتعلق  بمعرفة جودة  زيت الزيتون  من خلال وضعه في الثلاجة لمدة معينة  أو من خلال استعمال الضوء لكشف الرواسب" وذلك باعتماد محرك البحث google بإدخال بعض الكلمات المفاتيح ذات الصلة فوجدنا مقطع فيديو في إذاعة ديوان fm ، نشر في الصفحة الرسمية لوزارة الفلاحة على فيسبوك بتاريخ  30 ديسمبر 2019 ،  تحت عنوان " إذاعة ديوان أف أم: مواصفات زيت الزيتون البكر الممتاز...بين التذوق الحسي والتحليل..".

وصرحت نزيهة قراطي كمون، الأستاذة الباحثة في معهد الزيتونة في الفيديو بأن المرحلة الأولى هي الرائحة والطعم إذ يقوم فريق بالتذوق ( بين 8 و12 متذوق) في درجة حرارة 26 درجة  للتعرف على رائحته ، أما تصنيفه فيكون في المرحلة الثانية بعد التحليل الكيميائي باستعمال تجهيزات علمية خاصة للتعرف على حموضته ودرجة التأكسد حسب المواصفات العالمية.

ووجدنا كذلك بيانا توضيحيا نشر في الصفحة الرسمية للديوان الوطني الزيت على صفحته الرسمية في فيسبوك بتاريخ 22 جانفي 2024 ، جاء فيه ما يلي" تبعا لمقطع الفيديو الذي تم تداوله مؤخرا عبر مواقع التواصل الاجتماعي والذي يدعي فيه ناشره أنه بالإمكان التأكد من نقاوة زيت الزيتون وجودته عبر عملية تجميد الزيت بالثلاجة، فإننا نفيد بأن هـذه العملية مغلوطة وليس لها أي أساس من الصحة. حيث أن مراقبة نقاوة زيت الزيتون وتحديد جودته تتم عبر التحاليل الكيميائية بالمخابر للكشف عن وجود الغش".

كما قامت منصة تونس تتحرى بالاتصال  بضحى ميزوني، الخبيرة في تصدير زيت الزيتون بشركة global bridge ، التي أوضحت أن معرفة جودة زيت الزيتون  تمر بمرحلتين وهما التذوق والتحاليل الكيميائية التي تتضمن 26 عنصرا للتحليل ولا دخل للضوء أو التجميد أو لون  الزيت في معرفة جودته. 

وأضافت الخبيرة أن زيت الزيتون من الصنف "الشملالي" بالوسط والجنوب يتجمد بدرجة حرارة مرتفعة نسبيا مقارنة بزيت الزيتون من الصنف الشتوي الـذي لا تظهر به علامات التجمد إلا في درجة حرارة أقل من 5 درجات. 

ويعود سبب تجمد زيت الزيتون "الشملالي" قبل غيره من الزيوت إلى احتوائه على حمض " البالمتيك" بنسبة أعلى من بقية أنواع الزيوت وهذا لا يعني أنه مغشوش أو ضعيف الجودة ، وأوضحت أن جميع  الزيوت تحتوي على نسب متفاوتة من الأحماض الدهنية وبالتالي فهي تتجمد في درجات برودة متفاوتة.

وقام فريق تونس تتحرى بالاتصال بفوزي الزياني الخبير في السياسات الفلاحية ورئيس جمعية تونس الزيتونة الذي اعتبر أن تحديد معيار الجودة يعود أساسا إلى المخابر العلمية والتي تحدد مدى جودة الزيوت بعد عرضها على التجارب المخبرية ، وأضاف الزياني أن الفيديو يمس من سمعة تونس ويشكك في قيمة وجودة زيت الزيتون التونسي وأشار إلى أن مثل هذه الفيديوات تمس من الأمن القومي الغذائي للبلاد.

 وأضاف الزياني أن الشركات التونسية المصدرة لزيت الزيتون تحصلت على  211 جائزة عالمية في 2023  ، كما أن زيت الزيتون التونسي يعتبر من أجود الزيوت في العالم ومن المنتظر أن  يوفر مبلغ  4500 مليار من العملة الصعبة سنة 2024.

وبناء على هذه المعطيات ، تصنف  منصة تونس تتحرى الخبر الذي يدعي ناشره  في الفيديو أنه "يمكن  التأكد من جودة زيت الزيتون عبر عملية تجميده  بالثلاجة او باستعمال الضوء " ضمن الأخبار الزائفة.