هل تساهم الطاقات المتجدّدة في إنتاج الكهرباء في تونس بنسبة 4.4% ؟

صرّحت المذيعة ريم سعايديّة ببرنامج Eco Mag على موجات راديو'' اكسبراس اف ام '' Express Fm خلال حديثها عن استراتيجية البلاد لسنة 2030 حول الطاقات المتجددة في تونس ومساهمتها في إنتاج الكهرباء حيث استهلّت بالقول إنّ إنتاج الكهرباء من الطّاقات المتجدّدة عبر المحطّات لم يتجاوز نسبة 4.4%.

تحقّق فريق تونس تتحرّى في صحة هذه المعطيات وتبيّن أنّها غير دقيقة. 

قمنا في مرحلة أولى بالاطلاع على الموقع الرّسمي لوزارة الصناعة والمناجم والطّاقة ووجدنا في أرقام التقرير السنوي للأداء لأكتوبر 2023 (الصّادر في 30 جانفي 2024) المعدّ من قبل وزارة الصناعة و المناجم و الطاقة أنّه يتم الاعتماد شبه الكلي على الغاز الطبيعي لتوليد الكهرباء بنسبة تفوق 97% بينما تعود 3% فقط  إلى الطاقات المتجدّدة .

وأمّا بالنسبة للتقديرات للسنوات القادمة لمساهمة الطاقات المتجددة في المزيج الكهربائي، فقد قدّرت المساهمة ب 10% سنة 2024 و 11% سنة 2025 و 11.6% سنة 2026 .ويتبيّن لنا بذلك أنّ تطوّر مساهمة الطاقات المتجددة في استقرار بين سنتي 2022 و 2023 (3%)  حسب نفس التّقرير.

وتجدر الإشارة إلى أنّ تونس تعهّدت على هامش انعقاد مؤتمر « كوب 28″، بدبي، بزيادة مصادر الطاقة المتجددة في العالم بحلول سنة 2030.

ويأتي هذا التعهد وفق ما نشرته منظمة السلام الأخضر « غرينبيس » في إطار التزام 117 دولة، بمضاعفة قدرات الطاقات المتجددة في العالم، ثلاث مرات في غضون سنة 2030.

وتعهدت هذه الدول « بالعمل معا »، من أجل زيادة القدرات العالمية للطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية، إلى 11 ألف غيغاوات بنهاية العقد، على أن تؤخذ بعين الاعتبار الفروقات والظروف الوطنية لمختلف الدول.

وفي عام 2021، كانت معظم الكهرباء التي تم إنتاجها تأتي من الغاز الطبيعي، حيث بلغت نسبتها 94.8٪، بينما جاء نسبة الطاقة المتجددة  في حدود نسبة 4.1٪، لكنّ هذا الرّقم تراجع منذ سنة 2022 وشهد استقرارا في حدود 3%. 

بناء على ما ذكر سابقا تصنّف منصّة تونس تتحرّى الرقم المصرّح به عن بلوغ نسبة الطاقات المتجددة من إنتاج الكهرباء 4.4% ضمن المعطيات الغير دقيقة.