زائف

هل يظهر الفيديو الرّئيس المصري وهو يشيد بتصفية حماس؟

زائف

هل يظهر الفيديو الرّئيس المصري وهو يشيد بتصفية حماس؟

نشرت حسابات و صفحات على مواقع التّواصل الاجتماعي  ايكس (تويتر سابقا) و فيسبوك بتاريخ 11 فيفري 2024 فيديو تمّ إرفاقه بالتدوينة التالية:   ''ملاحظة خطيرة من المؤتمر الصحفي للرئيس المصري وللرئيس الفرنسي مكرون في زيارته الأخيرة إلى مصر. وجاء في التّدوينة .
السيسي: الهدف بتاع الحرب المعلن هو تصفية حماس والجماعات والفصائل المسلحة الموجودة بالقطاع وده هدف توافقنا عليه عن إحنا نتحرك سوياً ونعمل سوياًمن أجل هذا الهدف النبيل.!''
حقق هذا الفيديو والتّدوينة المرافقة العديد من التفاعلات وقد دقّق فريق تونس تتحرّى فيه ليتبيّن أنّه زائف. 
قمنا في مرحلة أولى من التدقيق  بمشاهدة  الفيديو  الذي مدّته 39 ثانية فقط ولاحظنا أنّ كلام الرّئيس في الفيديو ليس مسترسلا وفيه العديد من التقطعات.

 بحثنا في مرحلة ثانية من خلال الكلمات المفاتيح عن موضوع ''زيارة الرّئيس المصري إلى فرنسا '' في بعض من محرّكات البحث ''Google'' و ''Yandex''  ووجدنا مجموعة من المقالات التي تتحدّث عن لقاء الرّئيس المصري عبد الفتّاح السيسي بنظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون يوم  25 أكتوبر 2023.

 في نفس الإطار عثرنا على فيديو نشرته قناة “extra news”  على منصة يوتيوب بتاريخ 25 أكتوبر 2023, يوثّق  المؤتمر الصحفي الذي امتد لأكثر من 21 دقيقة. كما نشرته قناة فرانس 24 على موقعها بنفس التاريخ. 
بعد مشاهدة  هذا الفيديو و مقارنته  مع الفيديو الذي نقوم بتدقيقه , تبين لنا   أنّ هذا الأخير مركّب من مجموعة من المحاور المنفصلة التي تحدث فيها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في المؤتمر الصحفي بعد لقائه نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في 25 أكتوبر 2023. 

فقد  تطرق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى عدة نقاط رئيسية في الفيديو منها:  
- الهدف من الحرب المعلنة: السيسي أوضح في البداية أن الهدف المعلن من الحرب هو تصفية حماس والفصائل المسلحة في القطاع، مشددًا على أن هذا الأمر معروف ويتطلب سنوات طويلة بناءً على خبرات القادة من مختلف الدول. وأضاف مباشرةً أهمية السعي لتجنب الاجتياح البري للقطاع. حيث قال في الدقيقة 3:34: “الهدف بتاع الحرب المعلن إنه هو يعني تصفية حماس والجماعات والفصائل المسلحة الموجودة بالقطاع وده هدف أنا يعني كلنا عارفين كويس أوي والخبرات الموجودة لكل القادة على مختلف المستويات بدول مختلفة أن هذا الأمر يتطلب سنوات طويلة جدًا” ثم قال “ويمكن ده أيضًا من ضمن الموضوعات الي احنا تحدثنا فيها على أهمية إن نحنا نسعى من أجل عدم الاجتياح البري للقطاع…” ولم يذكر جملة: “توافقنا مع فخامة الرئيس إن نحنا نتحرك سويًا ونعمل سويًا من أجل هذا الهدف النبيل” في هذا المحور من الفيديو.

في الدقيقة 8:00، ذكر السيسي عن التوافق مع الرئيس ماكرون على العمل سويًا نحو هدف نبيل يشمل احتواء الأزمة، تجنب تصعيدها، تقديم المساعدات، خفض التوتر، والسعي لمنع دخول أطراف جديدة في الصراع.

لاحظنا أيضا أنه  تمّ اقتطاع جملة: “مع الدولة الفلسطينية تحترم وتحافظ على أمن الإسرائيليين” التي ذكرها السيسي في الدقيقة 7:16 من سياقها فهي ضمن فقرة جاءت كالتالي: “يمكن حد يقول هل في فرصة حقيقية لمكافحة الإرهاب؟ أنا بقول للرئيس ماكرون إن فكرة، فكرة، الفكرة دي بدأت في مخيمات، مخيمات الفلسطينيين نتيجة فقد الأمل، مفيش أمل، مفيش فرصة إن نحنا نديهم دولة، الدولة دي تبقى جنبًا إلى جنب مع الدولة الفلسطينية تحترم وتحافظ على أمن الإسرائيليين وأمن الفلسطينيين بكل الضمانات المطلوبة لتحقيق هذا الهدف…”.

وهكذا تبيّن لنا أنّ الفيديو مفبرك وتمّ اخراجه من قبل بعض الصّفحات عن سياقه الأصلي. 
وتجدر الإشارة إلى أنّ نفس الادّعاء قد تمّ تداوله في 26 ديسمبر 2023 وتحققت فيه خدمة تقصي صحة الأخبار اللغة العربية لوكالة فرانس برس بتاريخ 26 ديسمبر 2023. 

بناء على جميع المعطيات تصنّف تونس تتحرّى الفيديو ضمن الأخبار الزائفة.