هل يظهر الفيديو مقرّ الشاباك في عسقلان وهو يحترق؟

نشرت حسابات وصفحات عبر وسائل التواصل الاجتماعي ايكس (تويتر سابقا)  على غرار '' حقيقة الحدث'' و ''روزان قباص ال سالم '' بتاريخ 14 فيفري 2024 مقطع فيديو مُرفق بعنوان جاء فيه: "عاجل: مقر الشاباك في عسقلان يحترق جراء رشقات صاروخية من غزة". 

حقق الفيديو العديد من التفاعلات والمشاركات من قبل مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي ممّا جعل فريق تونس تتحرّى يدقق فيه ليتبيّن أنّه مضلل.

في مرحلة أولى  من التدقيق قمنا بإدخال الفيديو على أداة InVID التي تقوم بتجزئة الفيديوهات إلى العديد من الصور وتمكن من القيام بالبحث العكسي لكل صورة على حدا من خلال اختيار ''Keyframes''. بعد تقسيم الفيديو إلى مقاطع من الصّور قمنا بالبحث العكسي عبر إدخال بعض الصور على محرّكات TinEye و Google Lens و Yandex Image .

بيّنت لنا نتائج البحث العكسي على Google Lens أنّ مقطع الفيديو يعود إلى يوم 25 جانفي 2024، ويصوّر اندلاع حريق في مصفاة نفط في مدينة توابسي الروسية بسبب هجمات صاروخية شنها الجيش الأوكراني. وقد نشرتها صفحة  تحت مسمّى '' Clash Report'' مع التعليق باللغة الانجليزية '' .

 كما قامت  "The Daily Telegraph" أو "The Telegraph" (وهي صحيفة يومية بريطانية )  بنشر الفيديو على قناتها  اليوتيوب. حيث يحمل  الفيديو عنوان Ukraine 'blows up Russian Black Sea oil terminal' '' أوكرانيا "تفجر" محطة نفط روسية في البحر الأسود.

ويذكر في تقرير مرفق بالفيديو نشر من قبل وكالة رويترز يوم 25 جانفي 2024  أن طائرات بدون طيار أوكرانية استهدفت مصفاة نفط تابعة لشركة روسنفت في جنوب روسيا، في أحدث سلسلة من الضربات على البنية التحتية الطاقية الروسية. المسؤولون المحليون أكدوا على نشوب حريق في المنشأة بمدينة توابسي لكن تم إخماده دون وقوع إصابات. وأعلن جهاز الأمن الأوكراني SBU مسؤوليته عن الهجوم، مشيرًا إلى أن الضربات تستهدف المرافق التي تدعم الجهود العسكرية الروسية.  وتعتبر هذه الحادثة جزء من نمط أوسع للهجمات على الأصول الطاقية الروسية​​.

وهكذا يتبيّن لنا أنّ الفيديو لا علاقة له بما يحصل حاليا في قطاع غزّة وقد تمّ اخراجه من سياقه الأصلي.

بناء على جميع ما ذكر سابقا من معطيات. تؤكّد منصة ''تونس تتحرّى'' أنّ الفيديو المرفق بتدوينة ''مقر الشاباك في عسقلان يحترق جراء رشقات صاروخية من غزة" هو ضمن المعطيات المضلّلة.