مضلل

هل تظهر هذه الصورة تعرض جندي صومالي للتعذيب على يد القوات الإماراتية؟

مضلل

هل تظهر هذه الصورة تعرض جندي صومالي للتعذيب على يد القوات الإماراتية؟

نشرت عديد الصفحات على منصة التواصل الاجتماعي اكس (تويتر سابقا) على غرار صفحة "همام شعلان || H . Shaalan" وصفحة "بْـلـْقِـيـِسْ" بتاريخ 11 فيفري 2024 صورة مرفقة بتدوينة جاء فيها "إلى من يظن أنه من السابق لأوانه الحديث عن جرائم الإمارات في الصومال ، هذا جندي صومالي تعرض للتعذيب على يد القوات الإماراتية وهذا هو المصير الذي ينتظر كل من يعمل مع هؤلاء الصهاينة. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد؛ وإلى جانب المعاملة الوحشية، يعمل المرتزقة الإماراتيون على سرقة الأجور ، وسوء توزيع الحصص الغذائية، والتعذيب، والقتل خارج نطاق السلطات القضائية ". وتم تداول الصورة بشكل مكثف ما دعا منصة تونس تتحرى إلى التدقيق فيها ليتبين أنها مضللة.

قامت منصة تونس تتحرى بعرض الصورة على موقع التثبت العكسي من الصور  Google Images وTineye ووجدنا أن الصورة تم نشرها على موقع نيويورك تايمز والذي جاء فيه أنها صورة لمتدرب في معسكر بالصومال في أكتوبر 2010 حيث كانت شركة ساراسين إنترناشيونال تدير المعسكر، وهي شركة عسكرية من جنوب أفريقيا.

ونشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالا بتاريخ 4 أكتوبر 2012  حول  "مخلفات إنشاء قوة قتالية متطورة ومدربة تدريباً عالياً يمكنها هزيمة القراصنة الذين يرعبون الممرات الملاحية قبالة الساحل الصومالي".
وجاء في المقال أن الولايات المتحدة ودول أخرى اعتمدت على قوات بالوكالة ومقاولين مسلحين من القطاع الخاص لمحاربة القراصنة ومنهم الإسلاميين  الناشطين.
ووصفت مجموعة تحقيق تم تكليفها من قبل الأمم المتحدة جهود شركة ستيرلنج كوربوريت سيرفيسز ومقرها في دبي لإنشاء القوة بأنها "انتهاك وقح وواسع النطاق وطويل الأمد" لحظر الأسلحة المفروض على الصومال، وحاولت توثيق عدد من هذه القوة ومنها الهجوم الذي جد في أكتوبر 2010 الذي شنته القوات الكينية وقوات الاتحاد الأفريقي لطرد جماعة الشباب المسلحة من معقلها في مدينة كيسمايو الساحلية".
وجاء في المقال "ووصف لافراس لويتينج، أحد كبار مديري المشروع، حادثة أكتوبر 2010 بأنها حالة من "العنف بين الصوماليين" والتي لا تشير إلى برنامج التدريب الشامل، وقال إن المتدرب تعافى من إصاباته، وإن "الادعاءات لا تعكس التدريب المهني الذي حدث، بل حقيقة أن هناك حاجة إلى تدريب احترافي"، على حد قوله.

وعلى صعيد آخر فقد تمت إعادة نشر الصورة بعد مقتل 3 من منتسبي القوات المسلحة الإماراتية وضابط من قوة دفاع البحرين وإصابة 2 آخرين إثر تعرضهم لـ "عمل إرهابي" في جمهورية الصومال وفق ما أكدته وزارة الدفاع الإماراتية في بلاغ لها بتاريخ 10 فيفري 2024.

بناء على هذه المعطيات تؤكد منصة تونس تتحرى أن الصورة المنشورة عن تعرض جندي صومالي للتعذيب على يد القوات الإماراتية صورة مضللة.