مضلل

هل يوثّق هذا الفيديو مشاهد مفبركة للفلسطينيين لكسب التّعاطف؟

مضلل

هل يوثّق هذا الفيديو مشاهد مفبركة للفلسطينيين لكسب التّعاطف؟

تداولت  حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي ايكس (تويتر سابقا) على غرار ''GAZAWOOD1@'' و'' Dr Edy Cohen'' و ''Hoda jannat''  بتاريخ 15 مارس 2024  , مقطع فيديو ادعوا  أنّه يكشف عن فريق تصوير ومونتاج فلسطيني في غزة، ينتج مشاهد من بين الركام والدمار لخداع الرأي العام العالمي وكسب التعاطف وأنه  توجود فرق عمل كبيرة في قطاع غزة تقوم بإنشاء مواقف وأحداث وهمية، مثل تصوير واقع مزيف عن الجوع في غزة وادعاء أن إسرائيل هي من تقوم بقتل أطفال غزة و أكاذيب أخرى . 

فريق تونس تتحرّى دقّق في صحّة الفيديو المتداول ليتبيّن أنّ مضلّل. 

في مرحلة أولى  من التدقيق,  ومن خلال تفحّص الفيديو المتداول لاحظنا أنّه كتب عليه باللغة العربية '' من كواليس تصوير إعلان جوّال'' مرفوق برمز تعبيري (Emoji) للعلم الفلسطيني. 

قمنا بإدخال الكلمات المفاتيح  لهذا التّعليق المرفق للفيديو من خلال محرّكات البحث Google و Yandex ليتبيّن لنا أنّ'' جوّال'' هو اسم لشركة (هي شركة اتصالات تعمل في فلسطين، وتقدم خدمات الاتصالات المتنقلة والإنترنت والهواتف الثابتة وغيرها من الخدمات ذات الصلة) نشرت في أحدث فيديو لها بتاريخ 10 مارس 2024 ,  إشهار على قناتها على يوتيوب تحت مسمّى'' ستنور فينا الدنيا - إعلان جوال رمضان 2024''ستنور فينا الدنيا - اعلان جوال رمضان 2024.

سلّط هذا الإعلان الضّوء على الواقع المأساوي الذي يتفاقم خلال شهر رمضان حيث يزداد حجم الدّمار الذي يعاني منه الفلسطينيون  في قطاع غزّة بسبب تدمير المنازل والبنية التحتية والمرافق الحيوية مثل المدارس والمستشفيات. 


قمنا بمقارنة الفيديو المتداول و هذا الاعلان وقد لاحظنا تشابه في الموسيقى التّصويرية و العديد من المشاهد فمثلا الطفل التي وجّهت له الكاميرا في الفيديو المتداول هو نفسه الذي يظهر في الإعلان. 

الاشهار                                                                                  الفيديو المتداول 

كما تظهر نفس المعالم مثل الخيام وحجم الدّمار الذي يحيط بالمكان..

في مرحلة ثانية  من التدقيق,  قمنا بإدخال الفيديو على أداة InVID التي تقوم بتجزئة الفيديوهات إلى العديد من الصور وتمكن من القيام بالبحث العكسي لكل صورة على حدا من خلال اختيار ''Keyframes''. بعد تقسيم الفيديو إلى مقاطع من الصّور,  قمنا بالبحث العكسي عبر إدخال بعض الصور على محرّكات "TinEye  " و" Google Lens " و "Yandex Image ".

لم نعثر على أثر للفيديو المتداول لكنّ وجدنا مقالا للتحقق من قبل منصّة ''تحقّق'' حول الموضوع حيث تواصلت المنصّة مع المخرج الفلسطيني عمر رمال الذي "أكد لهم  أنه قام بإخراج الإعلان لصالح شركة "جوال"، وأن المشهد المتداول لكواليس العمل الفني يسلط الضوء على معاناة أهالي قطاع غزة في ظل الحرب الإسرائيلية. تم تصوير الإعلان في الأردن نظرًا لصعوبة التصوير في غزة وفلسطين بسبب الظروف الراهنة. رمال أكد أن الإعلان ومشاهده بنيت بالكامل لتعبر عن الواقع الإنساني في غزة، بهدف توظيف الفن في ترسيخ معاناة الشعب الفلسطيني".

وبالتالي نستنتج أنّ الفيديو المتداول هو كواليس إعلان لصالح شركة الاتصالات الفلسطينية “جوال” وذلك بهدف تسليط الضوء على مجريات الأحداث في قطاع غزة، ولكن جرى نشره وتداوله في سياق مضلل.

يذكر أنّه و ضمن بروباغاندا التي تقوم بها الحسابات الغربية والتابعة للكيان الصّهيوني يتم تداول وسم "باليوود" بشكل متزايد كوسيلة لتشويه صورة الفلسطينيين وتجريح مصداقيتهم، حيث يُدّعى أنهم يفبركون المأساة ويتلاعبون بالصور والفيديوهات لتضخيم الحدث.  

بناء على المعطيات السابقة, تصنف منصة تونس تتحرى الفيديو الذي ادعا ناشروه  أنه  يكشف عن فريق تصوير ومونتاج فلسطيني في غزة، ينتج مشاهد من بين الركام والدمار لخداع الرأي العام العالمي وكسب التعاطف ضمن الفيديوهات المضللة.