هل تم القبض على مجموعة من السيارات بصدد تهريب 800 بندقية صيد في الجنوب التونسي؟

تداولت العديد من صفحات ومستخدمي الوسائط الاجتماعية بتاريخ 16 أفريل 2022، مجموعة من الصور لبنادق صيد، حيث تم الحديث على خبر القبض على مجموعة من السيارات رباعية الدفع وحجز 800 بنديقة في طريقها إلى العاصمة ونشرت صفحة إقليم الأمن الوطني بتونس تدوينة على النحو التالي " من جديد الوحدة المختصة للحرس الوطني تضرب بقوة وتلقي القبض في كمين محكم نصب من يوم أمس على مجموعة سيارات رباعية الدفع وحجز 800 بندقية صيد كانت في طريقها إلى العاصمة والقبض على جميع الأطراف." فريق تونس تتحرى دقق في هذا الخبر حيث تبين أنه زائف.

أولا قمنا بالبحث عن هذه الصور عبر المحرك المختص في البحث عن الصور "Google reverse  image" فتبين أن هذه الصور تعود لتاريخ 1 جوان 2017، حيث نشر موقع موزاييك خبرا بعنوان "إيقاف 'وشواشة' في كمين (صور)" حيث تعود هذه الصور المتداولة بتاريخ 16 أفريل 2022، لهذه العملية.

في مرحلة ثانية قمنا بالبحث في محرك غوغل على هذا الخبر حيث تمكنا من العثور على بلاغ بالموقع الرسمي لوزارة الداخلية التونسية في علاقة بهذه الصور وهذا الخبر نشر بتاريخ 1 جوان 2017، وجاء فيه أنه في تاريخ 31 ماي 2017، تمكنت فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بقفصة بالتنسيق مع فرقتي الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بمدنين وبنقردان من الاطاحة بشبكة مختصة في تهريب بنادق الصيد من ليبيا إلى تونس، وحجز 88 بندقية صيد، في نفس السياق نشر بموقع إذاعة قفصة في علاقة بهذا الخبر "حجز 88 بندقية صيد" تصريح للعميد سفيان بلقاسم مدير إقليم الحرس الوطني بقفصة بخصوص هذه العملية نشر هذا المقال بتاريخ 1 جوان 2017.

في مرحلة ثالثة اتصلنا بمصالح الاعلام والاتصال بوزارة الداخلية حيث أكد لنا فاكر بوزغاية رئيس مكتب الإعلام والاتصال بديوان وزير الداخلية أن مكتب الإعلام لا علم له بهذا الخبر وأنه لم ترد على مكتب الإعلام أي معلومة تفيد بهذا الخبر، وصرح"اذا كانت هذه العملية صحيحة فمن الضروري أن تقوم وزارة الداخلية بنشر خبر يتعلق بها والحديث عنها، في حين لم ترد لمصالح الإعلام بوزارة الداخلية أي خبر في علاقة بهذا.".

من خلال هذه المعطيات نؤكد أن خبر القبض على مجموعة من الشاحنات في الجنوب التونسي بصدد تهريب 800 بندقية صيد في اتجاهيها لتونس العاصمة يعد خبرا زائفا ذلك لأن الصور تتعلق بعملية أمنية بتاريخ 1 جوان 2017 وأن مصالح الاعلام والاتصال بوزارة الداخلية صرحت بعدم علمها بهذه العملية.