غير دقيق

هل قررت منظمة الطيران المدني الدولي منع كل التونسيين من السفر بداية من سنة 2024؟

غير دقيق

هل قررت منظمة الطيران المدني الدولي منع كل التونسيين من السفر بداية من سنة 2024؟

تداولت عديد الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي فايسبوك على غرار تونسنا 24  تدوينة جاء فيها " بقرارمن منظمة الطيران المدني الدولي.. مــنع كــل التونسيين من السفر بداية من سنة 2024 ..مسؤول بالهيئة الرسمية يكشف الأسباب والحل الوحيد الآن أمام الحكومة" وبالتحري تبين أن الخبر غير دقيق.




قامت وحدة التحري في متابعتها للخبر بالبحث في الموقع الرسمي لمنظمة الطيران المدني الدولي "إيكاو" حيث وجدنا أن المنظمة الأممية تسعى إلى توحيد المنظومة الدولية في التعامل بجواز السفر المقروء آليا (الجواز البيومتري) وقد تم إعلان اعتماد هذا النظام الدولي في الدورة الثامنة والثلاثين لجمعية الإيكاو (24 سبتمبر - 4 أكتوبر 2013) ، وتم اعتماد برنامج الإيكاو لتحديد هوية المسافرين ، وتشجع توصيات الايكاو على استخدام البيانات البيومترية في وثائق السفر المقروءة ما يمكن من رفع مستوى تأمين الطيران والحماية من سرقة الهويات ، وتم تضمين  كل الخصائص والتفاصيل المتعلقة بجواز السفر المقروء آليا في الوثيقة Doc 9303 الموجودة بموقع الإيكاو.

 ومنذ إطلاق الاستراتيجية الدولية التي أعلنت عنها منظمة الطيران المدني الدولي دعت الدول الأعضاء والمشاركة فيه إلى التوحيد واعتماد نظام يمكن من قراءة جوازات السفر بصفة رسمية يدعم الوثيقة الصادرة عن منظمة الطيران المدني من أجل توحيد نوعية جوازات السفر ومحتواها وتكييفها مع الخدمات الرقمية والعولمة دون تحديد موعد لدخول النظام العالمي قيد التنفيذ.

من ناحية أخرى تجدر الإشارة إلى أن هذا الخبر المتداول الذي نقوم بالتدقيق فيه جاء بعد تصريح رئيس الهيئة الوطنية لحماية المعطيات الشخصية شوقي قداس الذي أكد أن "التونسيين مهددون بعدم السفر خلال سنة 2024 بسبب عدم حصولهم على جوازات سفر بيومترية بعد أن قررت منظمة الطيران الدولي عدم قبول جوازات السفر غير البيومترية ومنعهم من المرور بالمطارات".

وبالاتصال بشوقي قداس أكد لنا أنه تم إخراج التصريح من سياقه وتضخيمه باعتبار أن التصريح كان مسألة عرضية في إطار ندوة أجريت يوم 28 جانفي بمناسبة اليوم العالمي لحماية المعطيات الشخصية، وأشار إلى أن المنظمة الأممية كانت قد أصدرت قرارا لتوحيد جوازات السفر كي تكون مقروءة آليا (بيومترية) وفق مواصفات نصت عليها لمنع انتحال الصفة وقراءة الجوازات بطريقة رقمية ، مؤكدا أن كل صاحب جواز غير بيومتري لا يمكنه التنقل بين الدول ولا تخص المسألة التونسيين فقط بل أن كل الدول التي مازالت لم تعتمد النظام البيومتري في جوازات السفر معنية بهذا القرار والمنع ليس في حق تونس والتونسيين فقط، وقال قداس إن هذا الموضوع تم طرحه في تونس منذ سنوات غير أن جواز السفر البيومتري لم يجهز إلى حد الآن .

ومن ناحية أخرى بالبحث على تصريحات مماثلة وجدنا مقالا منشورا بتاريخ 26 فيفري 2022 بعد أن أشرفت وزارة الداخلية على تنظيم يوم دراسي بعد تعطل المصادقة على  مشروعي مرسومين يتعلقان بكل من بطاقة التعريف البيومترية وجواز السفر البيومتري وأكد مدير الشرطة الفنية والعلمية شهير قديم أن جواز السفر البيومتري أصبح ضرورة ملحة تماشيا مع توصيات المنظمة الدولية للطيران المدني التي تلزم الدولة التونسية باعتماد هذا الجواز قبل 2024 ، كما أن الجواز القديم لا يسمح للتونسيين بالسفر مستقبلا"

وقالت أحلام خرباش المديرة العامة للدراسات القانونية والنزاعات بوزارة الداخلية، "إن إعداد مشروع القانون بدأ منذ 2014 وتم إدخال العديد من التحويرات والتحيينات على مضمونه طبقا للمعايير الدولية في اتجاه الملاءمة أكثر مع التطورات التكنولوجية على مستوى تأمين هذه الوثائق وسلامتها".
 ولاقى مشروع بطاقة التعريف وجواز السفر البيومتريين المقترح في تونس سابقا رفضا ومعارضة من قبل منظمات لعدم توفر ضمانات كافية لحماية المعطيات الشخصية للمواطنين التونسيين.

بناء على هذه المعطيات، تؤكد منصة تونس تتحرى أن الادعاء بأن  منظمة الطيران المدني الدولي قد أصدرت قرارا بمنع كل التونسيين من السفر بداية من سنة 2024 غير دقيق.