زائف

هل شاركت تونس في مؤتمر بيئي في تل أبيب في شهر أفريل 2023؟

زائف

هل شاركت تونس في مؤتمر بيئي في تل أبيب في شهر أفريل 2023؟

نشرت صفحة "غنوشي لست وحدك" يوم 25 جويلية 2023، مقطع فيديو جاء عنوانه كالآتي "بعد أن جعل من شعار "التطبيع خيانة عظمى" مطية للوصول للرئاسة.. سعيدّ يمضي نحو التطبيع منذ انقلابه في 25 يوليو 2021" وقد احتوى مقطع الفيديو العديد من المعطيات من بينها أن "تونس شاركت في شهر أفريل 2023 في مؤتمر بيئي في تل أبيب من بين أكثر من 20 دولة افريقية وعربية وفقا لموقع إسرائيل 24 " ونقلت الصفحة حسب ما جاء في الفيديو جزءا من المقال المنشور على موقع الكيان الصهيوني "I24"  أو "اسرائيل 24"، وجاء فيه "يشارك في هذا المؤتمر ممثلون من السعودية والصومال وجيبوتي وتونس وموريتانيا والسودان والدول التي ليس لديها علاقة دبلوماسية مع اسرائيل، كما تمت دعوة ممثلين من الإمارات والبحرين وتشاد وإثيوبيا وغانا والأردن وكينيا والمغرب وناميبيا ونيجيريا ورواندا وجنوب أفريقيا وجنوب السودان وأوغندا.

فريق تونس تتحرى دقق في صحة مشاركة تونس في مؤتمر بيئي في الكيان الصهيوني في شهر أفريل 2023 فاتضح أن هذا الخبر زائف.




 

قمنا في خطوة أولى بالاطلاع على العديد من المواقع الاخبارية التابعة للكيان الصهيوني على غرار موقع I24 وموقع JNS وموقع Ynet والتي تذكر كلها أن "أكثر من 20 ضيفًا  بعضهم من الدول التي ليس لديها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وصلوا لحضور مؤتمر تاريخي في القدس يتناول الحرب على الإرهاب والتطرف، والأمن الغذائي" وتضيف هذه المواقع في مقالات نشرت بتاريخ 30 مارس 2023 أن "من بين الضيوف الذين حضروا المؤتمر الذي دعا إليه "مركز القدس للشؤون العامة"، ممثلون عن السعودية والصومال وجيبوتي وتونس وموريتانيا والسودان - وهي دول لا تمتلك علاقات دبلوماسية مع إسرائيل. بالإضافة إلى ذلك، حضر ممثلون من دولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين وتشاد وإثيوبيا وغانا والأردن وكينيا والمغرب وناميبيا ونيجيريا ورواندا وصوماليلاند وجنوب أفريقيا وجنوب السودان وأوغندا.





في خطوة ثانية قمنا بالبحث عن الموقع الرسمي لما يعرف بـ"مركز القدس للشؤون العامة" التابع للكيان الصهيوني، المكان الذي أشارت مختلف المقالات إلى أنه احتضن فعاليات المؤتمر، وقمنا بعد ذلك بالبحث على موقع Youtube  حيث وجدنا القناة الرسمية لهذا المركز، باستخدام بعض الكلمات المفاتيح التي وجدناها في المقالات المتعلقة بالمؤتمر، تمكنا من العثور على فيديو امتد على 9 ساعات وثق الندوة التي انعقدت في المؤتمر والتي تحدث فيها العديد من الأشخاص من جنسيات مختلفة، وفي الساعة الثامنة و34 دقيقة أعطت مسيرة الندوة الكلمة لأحد المتحدثين وعرفته على أنه "الدكتور غديرة" وطرحت عليه أسئلة بخصوص المياه (مجال تخصصه) بصفته "قادم من الإمارات العربية المتحدة ، وسألته عن تونس بصفته تونسيا" وقد تحدث "الدكتور غديرة" كما عرفته مسيرة الندوة عن "التعاون الذي يجمع الجامعات الإسرائيلية بالجامعات الإماراتية بصفته مديرًا للبحوث في جامعته فأجاب "الدكتورة غديرة": "أنسق العديد من برامج التعاون وأنا أنسق واحدة منها مع معهد وايسمان (وهو معهد يقع في رحوفوت في الأراضي المحتلة) ولدينا تعاون نشط مع جميع الجامعات…وقد أضاف في آخر كلمته "يجب الاستفادة من التقدمات التي تم إجراؤها هنا في إسرائيل والمبتكرين التكنولوجيين الإسرائيليين، وكيف يمكننا تنفيذها وتكييفها وفقًا لاحتياجات الإمارات كبلد والمنطقة بأكملها" 

ولم يذكر "الدكتور غديرة" في مداخلته أنه يمثل الدولة التونسية أو أي جهة تونسية أخرى بل تحدث عن الجامعة التي ينتمي إليها وعن الشراكة التي تجمعها مع جامعات اسرائلية.




ووجدنا أيضا في نفس الفيديو في الساعة السابعة و37 دقيقة عرضا لصور وصفات 4 أشخاص مشاركين في المؤتمر من بينهم "الدكتور حسني غديرة مدير إدارة الخدمات البحثية في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي" 





ولمزيد التدقيق قام فريق تونس تتحرى في خطوة ثالثة باستخدام بعض الكلمات المفاتيح التي وردت في عنوان المؤتمر الذي جاء كالآتي"Trusted Regional Partnerships at a Time of Shifting Alliances

2023 Arab-Israel-Africa Summit" وترجمته "شراكات إقليمية موثوق بها في زمن تحول التحالفات

مؤتمر قمة العرب وإسرائيل وأفريقيا لعام 2023 " ثم قمنا باضافة كلمة "Conference Highlights" حيث توصلنا إلى كافة فعاليات المؤتمر مكتوبة، وجاء فيها أن "الجلسة الخامسة تتناول تحديات الامتثال للبيئة والمجتمع والحوكمة وتأثيراتها على صناعات السلع"  ويتحدث في هذه الجلسة حسب رزنامة الفعاليات "الدكتور حسني غديرة" وجاء بين قوسين الامارات/تونس.




قمنا ببحث معمق عن الدكتور حسني غديرة حيث يعرفه "مجمع محمد بن راشد للعلماء" الإماراتي بأنه مدير إدارة الخدمات البحثية في "جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي" في أبو ظبي وشغل منصب مدير "مركز أبحاث رسم خرائط الطاقة المتجددة وتقييمها" في "معهد مصدر" الإماراتي من 2011 إلى 2020. كما عمل قبل انتقاله إلى الإمارات أيضًا كمدير لمختبر الاستشعار عن بعد البيئي ومعالجة الصور في المركز التعاوني لعلوم وتكنولوجيا الاستشعار عن بعد في نيويورك في الفترة من 2003 إلى 2008 .


قمنا أيضا في سياق متصل بمزيد البحث على موقع LinkedIn حيث عثرنا على الحساب الشخصي الموثق حيث وردت كل هذه المعلومات المتعلقة بسيرته الذاتية مطابقة على موقع "مجمع محمد بن راشد للعلماء" الإماراتي.

قمنا بالتواصل مباشرة مع الدكتور حسني غديرة على حسابه الشخصي بموقع LinkedIn وسألناه عن مشاركته في المؤتمر البيئي الذي وقع في تل أبيب في شهر أفريل الماضي وإن كانت تلك المشاركة تمثل بصفة مباشرة أو غير مباشرة تونس، حيث أجابنا " مشاركتي في ذلك المؤتمر ليس لها علاقة بتونس (أنا مواطن كندي أيضًا). كانت جزءًا من دوري كمدير أبحاث في الإمارات ودوري كمستشار في أمن المياه مع الأمم المتحدة"




فريق "تونس تتحرى" قام في خطوة موالية بالاتصال بمدير الديبلوماسية العامة والإعلام بوزارة الخارجية محمد الطرابلسي وطرحنا عليه سؤال حول صحة المعلومات المتداولة حول "مشاركة تونس في مؤتمر بيئي في تل أبيب" حيث أفادنا الطرابلسي أن هذا الأمر مستحيل وأن تونس لا تجلس في مكان فيه اسرائيل الا في الاجتماعات الدولية التي تنظمها المنظمة الأممية مضيفا أنه لا علم له بهذا المؤتمر مبديا استغرابه من هذا الخبر.


ما هو مركز القدس للشؤون العامة الذي أقيم فيه المؤتمر؟

 

يعرف ما يسمى بـ"مركز القدس للشؤون العامة " نفسه على أنه مؤسسة بحثية مستقلة ، تعمل كسفارة إسرائيل العالمية للأمن القومي والدبلوماسية التطبيقية. تأسس المركز في عام 1976 ويعتزم المركز حسب ما جاء في أبرز أهدافه "تعبئة الدول المانحة الدولية للقوة لتحقيق الأهداف التالية، إجبار السلطة الفلسطينية على الترويج للعنف ضد إسرائيل واليهود، وقف تقويض السلطة الفلسطينية لوجود إسرائيل كدولة للشعب اليهودي على الساحة العالمية، الكشف عن الخطاب العنصري والحرب السياسية للسلطة الفلسطينية في المؤسسات الدولية، تطوير وتعميق النقاش النقدي الغربي حول السرد الفلسطيني، تعزيز مكانة إسرائيل في السلام في الغرب".


بعد الاطلاع على كافة التفاصيل المذكورة، تصنف "تونس تتحرى" خبر "مشاركة تونس في شهر أفريل 2023 في مؤتمر بيئي في تل أبيب من بين أكثر من 20 دولة افريقية وعربية" بالزائف.