مضلل

هل يوثّق هذا الفيديو قصف الحرس الثوري الإيراني لـ ''تل أبيب'' ؟

مضلل

هل يوثّق هذا الفيديو قصف الحرس الثوري الإيراني لـ ''تل أبيب'' ؟

نشرت حسابات و صفحات على منصّة التّواصل الاجتماعي ايكس (تويتر سابقا) بتاريخ 04 أفريل 2024 على غرار صفحة ''ابو حماس'' فيديو يظهر  قصفا في أحد الأماكن مرفقا بالتعليق التالي '' #الحرس_الثوري_الإيراني  يحرق تل أبيب الآن بصواريخ ثقيلة فيها بأس من بأس الله ..يالله سدد'' وقد حقّقت هذه التّدوينة  العديد من التفاعلات وما يزيد عن 142 ألف مشاهدة وتمّ مشاركتها على نطاق واسع و بالتّدقيق فيها تبيّن لفريق تونس تتحرّى أنّها مضلّلة.

 في مرحلة أولى  من التدقيق قمنا بإدخال الفيديو على أداة InVID التي تقوم بتجزئة الفيديوهات إلى العديد من الصور وتمكن من القيام بالبحث العكسي لكل صورة على حدا من خلال اختيار ''Keyframes''. بعد تقسيم الفيديو إلى مقاطع من الصّور قمنا بالبحث العكسي عبر إدخال بعض الصور على محرّكات TinEye و Google Lens و Yandex Image .


بيّنت لنا نتائج البحث العكسي ل Google Lens أنّ الفيديو نشر لأوّل مرّة منذ ما يزيد عن 13 يوما بتاريخ 23 مارس 2024 من قبل بعض المواقع باللّغة الانجليزية وقد عنونت The Sun  بنسختها البريطانية و الأمريكية '' تم استهداف سفينتي حرب روسيتين بصواريخ ستورم شادو خلال هجوم مكثف من قبل القوات الأوكرانية على القرم، ويظهر فيديو درامي الهجوم الضخم..''  مرفقا بنفس الفيديولكنّ مدّته أطول( 32 ثانية). 


بحثنا عن الخبر بإدخال الكلمات المفاتيح على محرّكات البحث حيث نشرت قناة سكاي نيوز في فيديو مدته 40 ثانية وعلّقت ''هجوم أوكراني عنيف على مدينة سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم'' 

وأعلنت الدفاعات الجوية الروسية آنذاك أنها أسقطت أكثر من 10 صواريخ وعدداً من المسيرات الجوية التي أطلقتها أوكرانيا نحو ميناء سيفاستوبول في القرم المحتلة، في حين أفادت التقارير بحرق مصفاة نفط روسية في منطقة سامارا على نهر الفولجا.

 وهكذا يتبيّن لنا أنّ الفيديو المتداول ليس له علاقة بالحرس الثوري الإيراني كما ادّعى البعض … 

يذكر أنّ هذه التّدوينات تمّ نشرها على اثر هجوم وقع يوم الاثنين 01 أفريل في دمشق وأسفر عن مقتل 13 شخصًا، بينهم ضباط إيرانيون ومستشارون عسكريون. تضمن الهجوم قصفًا على مبنى قنصلي مجاور لمجمع السفارة الرئيسي، وقد أثار هذا الحادث التوترات في المنطقة وزاد من التوترات الجيوسياسية بين إسرائيل وإيران.


وتعتبر هذه الضربة واحدة من أجرأ الهجمات التي تستهدف المصالح الإيرانية في سوريا حتى الآن، حيث تكثف إسرائيل حملة عسكرية منذ فترة طويلة ضد إيران والجماعات التي تدعمها طهران مع امتداد الصراعات إلى أنحاء الشرق الأوسط منذ بداية الحرب في غزة.

بناء على جميع المعطيات السابقة تؤكّد تونس تتحرّى أنّ الفيديو الذي ادّعى متداولوه أنّه  ''يوثّق قصف الحرس الثوري الإيراني لـ ''تل أبيب''  '' يعدّ ضمن المعطيات المضللة.