هل هذا الفيديو حديث لإعدام شابّ فلسطيني ؟

نشرت حسابات و صفحات على منصة التواصل الاجتماعي ايكس (تويتر سابقا)  بتاريخ 02 أفريل 2024 مقطع فيديو لأحد جنود الاحتلال يطلق رصاصة مطاطية على شاب فلسطيني معصوب العينين مقيد اليدين، مرفقًا بالتعليق  التالي باللغة الانجليزية '' IDF executes a prisoner."The most moral army in the World"

Never forget that EU and US gave a blank check to Israel to do whatever they want.: “جيش الدفاع الإسرائيلي يعدم سجيناً. “الجيش الأكثر أخلاقية في العالم”. لا تنسوا أبدًا أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة أعطيا شيكًا على بياض لإسرائيل لتفعل ما يريدانه”.

حقق الفيديو ما يزيد عن 441 ألف مشاهدة و تمّ مشاركته على نطاق واسع و بالتّدقيق فيه من قبل منصّة تونس تتحرّى تبيّن أنّه مضلل.

 في مرحلة أولى  من التدقيق قمنا بإدخال الفيديو على أداة InVID التي تقوم بتجزئة الفيديوهات إلى العديد من الصور وتمكن من القيام بالبحث العكسي لكل صورة على حدا من خلال اختيار ''Keyframes''. بعد تقسيم الفيديو إلى مقاطع من الصّور قمنا بالبحث العكسي عبر إدخال بعض الصور على محرّكات TinEye و Google Lens و Yandex Image .

يّنت لنا نتائج البحث العكسي على Google Lens مقطع فيديو منشور على قناة يوتيوب لشخص يدعى ''Karim Haider'' منذ 15 عاما بتاريخ 21 جويلية تحت عنوان ''جندي إسرائيلي يطلق النار على فلسطينى مقيد بحضور قائده'' . والفيديو عبارة عن تقرير اخباري لقناة الجزيرة و بالبحث فيها وجدنا مقالا للجزيرة  بنفس التّاريخ تحت نفس العنوان ومع نفس المشاهد.

يتحدّث المقال عن فيديو  لجندي إسرائيلي يطلق رصاصة مطاطية على شاب فلسطيني -بينما كان يقف إلى جانبه تماما بعد اعتقاله- وهو معصوب العينين مقيد اليدين.وقالت منظمة "بتسيلم"  الحقوقية الإسرائيلية (التي تعرف نفسها على موقعها كالآتي: "بتسيلم"،هو  مركز المعلومات الإسرائيليّ لحقوق الإنسان في المناطق المحتلة، يعمل من أجل مستقبل تُضمن فيه حقوق الإنسان والحرّية والمساواة لجميع بني البشر – فلسطينيّين ويهود – المقيمين بين النهر والبحر. مستقبل كهذا لن يتحقّق إلّا بإنهاء الاحتلال ونظام الأبارتهايد الإسرائيليّ. ومن أجل مستقبل كهذا نحن نعمل) آنذاك إن الحادثة وقعت قبل أسبوعين أثناء احتجاج على الجدار العازل في قرية نعلين في محافظة رام الله يوم 07 جويلية 2008. 

بالبحث في موقع منظّمة ''بتسليم'' عن الخبر وجدنا مقالا لها بتاريخ 20 جويلية  2008 حيث تسلّما شريط فيديو يظهر فتاة من قرية نعلين وهي تصور من شباك منزلها. يُظهر الفيديو الذي تم تصويره في 7 يوليو 2008 جندياً يطلق عياراً فولاذياً مغلّفاً بالمطاط على معتقل فلسطيني وهو الشاب أشرف أبو رحمة  مقيد من مسافة قريبة جداً، بحضور عدد من أفراد قوات الأمن، بما في ذلك ضابط برتبة ليفتنانت كولونيل يمسك بذراع الفلسطيني أثناء إطلاق النار عليه. على الفور، قامت منظمة " بتسيلم" بنشر الفيديو وتقديمه إلى الشرطة العسكرية للتحقيق. حسب المقال.

 وكان المركز الفلسطيني للإعلام قد نشر قبلها بتاريخ 20 جويلية 2008 خبرا عنونه كالتالي  '' جريمة حرب جديدة: جندي صهيوني يطلق النار على شاب فلسطيني مقيّد اليدين'' 

وقالت منظمة ''بتسليم'' قد نقلت الفيديو عن قناة الجزيرة الفضائية ونقلته إلى الشرطة العسكرية وطالبتها بفتح تحقيق فوري يؤدي إلى إحقاق الحق ومعاقبة الجندي إضافة إلى مطالبة “بتسيلم” بالتحقيق في تورط الضابط الذي يحمل رتبة مقدم وقيامه بتثبيت ذراعي الفلسطيني وقت إطلاق النار عليه. ونشرت الخبر قناة فرانس 24 أيضا آنذاك.

وبالتالي يتبيّن لنا أنّ الفيديو قديم و يعود إلى 07 جويلية 2008 لإطلاق  جندي إسرائيلي النار بواسطة رصاصة مطاطية على رجل الشاب أشرف أبو رحمة خلال احتجاج على الجدار العازل في قرية نعلين بمحافظة رام الله. نتيجة لذلك، أصيب أبو رحمة بجروح ولكنه لم يستشهد. وعليه تصنّف منصّة تونس هذه الادعاءات ضمن الأخبار المضللة.