مضلل

هل تظهر هذه الصورة قتلى من السودان جراء قصف جوي ؟

مضلل

هل تظهر هذه الصورة قتلى من السودان جراء قصف جوي ؟

نشرت صفحة تحمل  " شمال دارفور الفاشر" على منصة التواصل الاجتماعي فايسبوك ، بتاريخ 25 مارس 2024 ، صورة تظهر مجموعة من  الجثامين موضوعة على الأرض، محاطون بأشخاص يرتدون على ما يبدو اللباس الزيّ  السوداني .

وأٍرفقت الصورة بتدوينة جاء فيها التالي" مستشفي الفاشر الجنوبي يسجل قائمة بأسماء الشهداء والجرحى الذين سقطوا جراء قصف الطيران للأحياء الشرقية لمدينة الفاشر ليلة البارحة :

9 حالة وفاة 14 من الجرحى  " .

كما تضمنت التدوينة أسماء ادعى ناشرها أنها أسماء  الشهداء. 

وبالتدقيق في الخبر من قبل منصة تونس تتحرى ، تبين انه مضلل.

في مرحلة أولى قامت منصة تونس تتحرى بعرض الصورة على محرك " google image"  للتثبت العكسي في الصور فوجدنا أن الصورة قديمة تعود إلى 03 نوفمبر 2012  وتتعلق بمقتل أشخاص  في هجوم قبلي بشمال دارفور ولاعلاقة لها بالمواجهات الحالية.

في مرحلة ثانية قامت تونس تتحرى بالبحث عن الخبر المتعلق " بمقتل أشخاص في هجوم قبلي شمال دارفور سنة 2012  "  فوجدنا مقالا صحفيا نشر في موقع " سودان تريبون"،  بتاريخ 04 نوفمبر 2012 تحت عنوان "مقتل 10 أشخاص في هجوم قبلي جديد بولاية شمال دارفور" . 

وجاء في المقال ان عشرة أشخاص  لقوا مصرعهم وأصيب اربعة آخرين في نزاع قبلي وقع بمحلية كلمندو بولاية شمال دارفور بتاريخ  4 نوفمبر 2012 .

وأضاف المقال أن الهجوم وقع  على قرية سجيلي في منطقة شاوة التي تبعد قرابة 40 كيلومتراً جنوب شرق الفاشر، شمال دارفور. وقال وزير الصحة والي ولاية شمال دارفور بالإنابة أبو العباس عبد الله الطيب جدو  أن الحادثة تلت سلسلة من النزاعات القبلية شهدتها المنطقة خلال الأشهر الماضية مما أدت إلى نزوح أعداد كبيرة من المواطنين".

كما وجدنا ما مقالا صحفيا نشر في الموقع  الإخباري " بي بي سي " ، بتاريخ 04 نوفمبر 2012 تحت عنوان "السودان: منع قوة السلام الدولية من التحقيق في مقتل 10 أشخاص في دارفور".

وجاء في المقال أن الجيش السوداني منع قوة حفظ السلام الدولية في دارفور من الوصول إلى موقع الهجوم  في ولاية شمال دارفور والذي  أدى الى مقتل 10 اشخاص 

وأضاف المقال أن الحادثة جاءت فى سلسلة النزاعات القبلية التى ظلت تشهدها هذه المنطقة خلال الأشهر الماضية والتي أدت إلى نزوح أعداد كبيرة من المواطنين", وفقا لتقارير وزارة الصحة.

 كما أوضح المقال نقلا  عن مصدر محلي سوداني  أن هجوما لميليشيا محلية  على إحدى القرى بجنوب شرقي الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور أدى إلى مقتل 13 شخصا في خضم أحداث العنف المتصاعدة في المنطقة.

وأرجع المصدر أسباب الحادث الى "صراع قبلي بين ميليشيات محلية والزغاوة" إحدى أكبر القبائل غير العربية في الإقليم والتي ينتمي لها عدد من أفراد الحركات المتمردة في دارفور.

وتعيش السودان منذ 15 أفريل  2023  صراعا وحربا داخلية مدمرة  بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع  أدى إلى وقوع العديد من الخسائر المادية والبشرية ( 13 ألف قتيل و26 ألف مصاب حسب  تقارير الامم المتحدة)،  إضافة الى تفاقم الأزمات والكوارث الإنسانية حيث تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى نزوح  أكثر من 6 ملايين شخص داخليا  وفرار ما يقارب المليونين  إلى البلدان المجاورة، ويحتاج أكثر من 24 مليون شخص إلى المساعدات حسب مقال صحفي نشر في موقع العربية بتاريخ 11 أفريل 2024.

وبناء على هذه المعطيات تصنف منصة تونس تتحرى ا الصورة التي يدعي ناشرها أنها تظهر  قتلى من السودان  جراء القصف الجوي في شهر مارس الفارط ضمن الصور المضللة .