زائف

زائف - عبد اللطيف المكي : الاعلام التونسي في المرتبة 223 عالميا من حيث صدقية الخبر

زائف

زائف - عبد اللطيف المكي : الاعلام التونسي في المرتبة 223 عالميا من حيث صدقية الخبر

نشر عبداللطيف المكي وزير الصحة الأسبق تدوينة مساء أمس الخميس 19 أوت 2021، على صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أشار في جزء منها إلى خلاف له مع جريدة الشروق التونسية متهما إياها بالكذب قائلا "ألا تدرين يا كاذبة أنك ساهمت بقسط كبير في وجود الاعلام التونسي في المرتبة 223 عالميا من حيث صدقية الخبر؟ ، وقامت وحدة التحري بالتثبت في هذا الخبر والذي تبين أنه زائف.


بمتابعة الخبر قامت وحدة التحري بداية بالبحث عن ترتيب تونس في مصداقية الخبر غير أننا لم نتمكن من العثور على أي معلومة عن تصنيف الدول وفق هذا المعيار، والجدير بالذكر ان الترتيب العالمي للإعلام وحرية التعبير يصدر بصفة سنوية عن منظمة مراسلون بلا حدود. ولمزيد التدقيق، حاولت الوحدة الاتصال بصاحب التدوينة عبدا للطيف المكي ومراسلته نصيا للوقوف على مصدر هذه المعلومة المنشورة غير أننا لم نتحصل منه على إجابة.


وبالإتصال بمدير مكتب شمال إفريقيا لمنظمة "مراسلون بلا حدود" صهيب الخياطي، أكد لنا أن تدوينة المكي لا صحة لها، نظرا لعدم وجود 223 دولة في العالم والمنظمة تعتمد التصنيف لـ 180 دولة، وقد احتلت تونس المرتبة 73 عالميا لحرية الصحافة حسب تصنيف المنظمة لسنة 2021. والمنظمة تعمل على ترتيب الدول حسب ظروف العمل وإحترام حقوق الصحفيين في الإطار التشريعي، ولا يمكن إعتماد صدقية الأخبار في التصنيف وليس بإمكان أي منظمة أن تصنف الدول وفق صدقية الأخبار لأن الإعلام له جمهور هو الذي يحكم على مصداقية الوسيلة الإعلامية وهناك هياكل للتعديل الذاتي من ذلك مجلس الصحافة في تونس ، وهناك عدة معايير تعتمدها المنظمة في الترتيب هي الإستقلالية والتعددية والشفافية والإطار التشريعي في الإعلام وقياس الإنتهاكات والبنية التحتية ولا وجود لمعيار مصداقية الأخبار.


ولمزيد التدقيق قامت وحدة التحري بالاتصال بنقيب الصحفيين، محمد ياسين الجلاصي، الذي صرح للوحدة بأن التصنيف الوحيد المعتمد والمعترف به في العالم هو تصنيف حرية الصحافة الذي تصدره سنويا منظمة مراسلون بلا حدود والذي احتلت فيه تونس المرتبة 73، وأضاف الجلاصي أنه رغم الجهود المبذولة في سبيل دحض الشائعات ومحاربة الأخبار الزائفة فإن السياسيين في بعض الأحيان يكونون مصدرا لها، وتساهم الصفحات وأنصار الأحزاب السياسية على اختلاف توجهاتها في مزيد انتشار هذه الاخبار وتأليب الرأي العام على الصحافة والصحفيين ، وفي ذات السياق، قال نقيب الصحفيين إنه رغم وجود مشاكل حقيقية تواجه قطاع الصحافة والاعلام في تونس وتستوجب إصلاحات جذرية، ولكن هذا لا يعني أن تنسب للصحافة التونسية تصنيفات وهمية لا تمت للواقع بصلة.


وقال زياد دبار عن الإتحاد الدولي للصحفيين بتونس إن هذا التصنيف غير واقعي وأن هذا التصريح الموجود في التدوينة كان إعتمادا على التوجه السياسي دون بناء علمي ونعيب على المكي بصفته وزيرا سابقا مثل هذا التجني إذ لم يتخلص من مبدإ " إن لم تكن معي فأنت ضدي"، وأضاف أنه كان من الأولى على عبد اللطيف المكي التوجه إلى إتخاذ الإجراءات الضرورية سواء بطلب حق الرد من الجريدة أو التوجه إلى لجنة أخلاقيات المهنة الصحفية أو مباشرة إلى القضاء دون نشر مثل هذه المعطيات المغلوطة على صفحات الفيسبوك.


وتجدر الإشارة الى أن منظمة الامم المتحدة تضم 195 دولة بما فيها دولتان في شكل مراقب هما فلسطين والفاتيكان ، كما أن ترتيب تونس في حرية الصحافة كان 73 عالميا وفق منظمة مراسلون بلا حدود سنة 2021، إضافة الى أنه لا وجود لمعيار صدقية الأخبار في ترتيب الدول في حرية الصحافة ولا وجود لترتيب للدول حسب صدقية الأخبار، ووفق كل المعطيات السالف ذكرها وتقاطع المصادر المعنية بتصنيفات الصحافة في تونس والعالم، تصنف تونس تتحرى تصريح عبد اللطيف المكي بوجود الاعلام التونسي في المرتبة 223 عالميا من حيث صدقية الخبر، بالزائف.